الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورات العربية ومفترق الطرق.

عبد العزيز شوحة

2013 / 4 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الثورات العربية ومفترق الطرق.
ا.عبد العزيز شوحة
بتكللها النجاح المرحلي في اسقاط بعض الانظمة الاستبدادية بطريق الثورة- اعني التغيير السلمي كما حدث في تونس ومصر ،والاستعانة بالعدو الخارجي وانتهاج اسلوب العنف كما حدث في ليبيا ويحدث الان في سوريا. تكون الثورات العربية قد دفعت بالعالم العربي نحو التغيير في المعادلة السياسية الاستراتجية والدولية بالنظرالى ما يمثله العالم العربي من زعامة روحية،خاصة العالم الاسلامي، كما يرى المفكر الاسلامي الهندي" ابو الحسن الندوي" في كتابه "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" .وبهذه الاحداث يكون اوان المسوولية قد حل وتكون ساعة الصفر قد دقت على حد تعبير ماك بن نبي رحمه الله، أي ان التغبير الحضاري قد بدا، ولكن بين نجاح الثورة في اسقاط اوضاع الماضي ومدى قدرتها على ان تحل محلها وفق تركيب عضوي تاريخي جديد كما يقول مالك بن نبي في كتبه.هذا وذاك فرق كبيرلان الاكراهات المرحلية والاقليمية تجعل حركة التغيير بطيئة ،حيث صار العالم جزء من الكونية والعالمية في عصر التيليماتيك، فلا شك ان الثورات تطمح الى التغيير نحو الافضل، ولكن ذلك لن ياتي بالاماني والاحلام والشعارات وكثرة التهريج ،وان منعطفات الثورة تكون مزالق الى الهاوية اذا لم يفلح قادة الثورة في اختيارها بنجاح وحسن تقديرهم للموقف المناسب لدى كل منعطف ،واختيار النموذج الاجتماعي المناسب الذي يواكب روح العصر .
ان عملية الهدم سهلة لكن عملية البناء صعبة تحتاج الى يقظة وحنكة ومغالبة وجهد مضني من اجل ايجاد الحلول التوافقية المناسبة للمشكلات التي قامت هذه الثورات لحلها، تلك التي تتصل بالماضي والحاضر وتشكل عنصر التوازن بين التيارات الاصولية المختلفة سواء اكانت دينية او مدنية علمانية .
وهنا يبرز الدور القيادي لقادة الثورة وصناع قراراتها والا ذهبت الانجازات ادراج الرياح وانحرفت الثورة عن مسارها .
وهنا تاتي الصعوبات التي تتعرض لها الثورات او مزالق الصراع الفكري كما يسميها مالك بن نبي ، والتي قد تؤدي الى تفريغ الثورات من محتواها وتحولها الى شكل جديد من الفوضى او السلطة، التي لاتختلف عن الماضي الا في الاسماء والعناوين والشعارات. وكاسلامي مدني اقول ان هذه الثورات يمكن ان تدفع بنا الى الامام في الاتجاه الصحيح واستئناف حياة اسلامية جديدة تعيد للامة الاسلامية دورها الحضاري الرسالي وتحقيق دورتها الحضارية الثانية كما تنبا بذلك مالكب نبي اوعالميتها الثانية على حد تعبيرابو القاسم حاج حمد. ونحن نشهد مع المفكر الالماني د.مراد هوفمان ان الاسلام يزحف في الالفية الثالثة كبديل ليس للعالم الاسلامي فحسب بل للحضارة للحضارة العلمانية الغربية المادية برمتها .
ومن احل الاستفادة من التجربة الاجتماعية التي افرزتها هذه الثورات وما نجم عنها من حراك اجتماعي وسياسي وعودة التوتر الروحي للامة وتجدد روح النضال فيها. و بصفتي مناضلا في احدى الحركات الاسلامية التي نشطت في الجزائر ،وبصفة خاصة في الثمانينات وفي حركة البناء الحضاري ،التي يسميها بعضهم الجزارة ،اضم صوتي الى صوت المناضلين عن قضايا الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان، واسدي الى الاخوان في البلدان الاسلامية التي عرفت هذه الثورات نصيحة من تجنب العنف والانتقام. وادعوا التيارات الاسلامية التي نجحت في استلام زمام الامور في هذه البلدان الى انتهاج اسلوب الحوار مع الاخر، واشراكه في قيادة المجتمع، وترك المسائل الدينية المحضة الى اختيار الانسان وتجنب الاكراه. اقول هذا الكلام وانا اتجرع لوعة الالم مما حصل في الجزائر في اكثر من عشرية دموية حصدت الاخضر واليابس ،وكانت الحركة الحضارية الاسلامية التي تالقت في الثمانينات ، انذاك قد اوشكت ان تغسل البلاد من ادرانها ،ثم جاء اناس لايهتمون الا بالحجاب والنقاب واطالة اللحى فكان ما كان كما قال الشيخ الغزالى رحمه الله .
ولقد كان ممكنا لابناء الحركة الذين قدر لهم ان يحيوا ويفروا الى الخارج اتشال الامور من مازقها لو قدموا بعض التنازلات وانخرطوا في عملية المصالحة الوطنية ،التي كتبت انا شخصيا ودعوت لانجاحها، لولا ضيق الافق وعدم القدرة على التخلي عن التشبث باذيال الماضي واكاذيبه التاريخية واحلامه المعسولة. لذلك اوجه نصيحتي الى الاخوة الاعداء في سوريا لعلاج مشكلاتهم بطريق الحل السلمي السياسي ،واتقاء الله في انفسهم واهليهم واتباع اسلوب الحكمة والموعظة الخسنة بدل التهور والعناد والتطرق وحب الانتقام لعل الله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم .
وان العالم كله يترقب بحذز نتائج هذه الثورات ومدى قدرتها على تلبية طموحات الشعوب الاسلامية في النهوض حضاريا واللحاق بالركب العالمي حيث الاخرون في غزو الفضاء بينما لانزال نحن لم ننظم على اساس عالمية علاقتنا في الارض ان النهضة الحصارية الاسلامية تتطلب جهود الجميع سواء اكانوا اسلامين او قوميين او وطنين او علمانيين ، والتنافس ينبغي ان يكون في البرامج والانجازات والتضحيات وليس في لغة الرصاص والمدفع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: ابنة كاسترو ترتدي الكوفية الفلسطينية وتتقدم مسيرة لمج


.. Vietnamese Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الفيت




.. آلاف المحتجين يخرجون في مدينة مالمو السويدية ضد مشاركة إسرائ


.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين المطالبين بإسقاط




.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون بإقالة الحكومة في تل أب