الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى الجلاء .. الوطن والحرية للجميع

بدر الدين شنن

2005 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


إن يوم السابع عشر من نيسان " عيد الجلاء " في سوريا ، هو أكبر وأهم من مجرد ذكرى تاريخية أو طقس احتفالي ، إنه اليوم الرمز الذي تتركز وتتكثف فيه مثل وقيم ونضالات وتضحيات قوافل الشهداء المناضلين ، الذين حققوا هذا النصر العظيم . تلك القيم والمثل والنضالات والتضحيات التي تشكل اليوم حاجة ماسة لشعبنا ، الذي يواجه معركة ثنائية الجبهات ، وطنية وديمقراطية ، في أكثر معاركه التي خاضها في تاريخه المعاصر خطورة وشرا سة . ليس لأنه يواجه تآمر ومخاطر عدوان أمريكا الدولة الاستعمارية الأعظم في حرب العولمة الإرهابية فحسب ، وإنما لأنه يواجه في الآن نفسه الاستبداد الأسوأ في معركته من أجل الديمقراطية قبل أن يتمكن من بناء قواه الذاتية .. بناء وحدته الوطنية الديمقراطية على اختلاف أطيافها السياسية والدينية والمذهبية والقومية . الأمر الذي يقدم الإغراء للغزاة المتربصين قرب الأسوار وللمستبدين المتمترسين خلف أجهزة القمع والسجون والقوانين الاستثنائية بسهولة سلبه ا ستقلاله والهيمنة عليه إلى مدى غير معلوم

إن أولى واجبات الإحتفاء بهذا العيد الوطني الكبير الإقتداء بالمناضلين الأوائل ، أي تحقيق وحدة القوى الوطنية الديمقراطية .. وحدة تتجاوز بصدق كل العصبيات والحساسيات والخلافات الفئوية والايديولوجية .. على أ سس برنامج وطني ديمقراطي يحدد مراحل وأهداف وآليات النضال لاسقاط الاستبداد والمرحلة التالية لبناء المستقبل ، ويفتح الطريق أمام أوسع القوى الشعبية ، من خلال تبني مطالبها وحاجاتها المعاشية وحل أزماتها المتعددة ، للمشاركة في هذا النضال

وفي هذا الصدد لاغنى عن التذكير ، أن السياسيين السوريين الذين رفعوا قبل نحو مائة عام شعار " الدين لله والوطن للجميع " وطبقوه على أرض الواقع ، وعمدوه بالدم عرباً وأكراداً وآشوريين وشراكسة .. إسلاماً ومسيحيين بمذاهبهم المختلفة ، في ساحات المعارك والثورات الشعبية فوق كل بقعة من الأرض السورية ، كانوا أكثر إحساساً بالمسؤولية الوطنية ، للأسف الشديد ، مما نراه في هذه الأيام من قبل البعض هنا أو هناك

إن واجب الوفاء لشهداء الحرية والاستقلال أن نصون ا ستقلالنا وندافع عن حريتنا ، بأن نتابع معاركنا الراهنة مع العدو الخارجي والاستبداد الداخلي دون أي ارتباك في تحديد الأولويات ، وننبذ طروحات مثل " أنقاوم العدو الخارجي ونهادن الاستبداد إلى حين ، أم نستمر في مقاومة الاستبداد بالاستناد إلى العدو الخارجي ونتدبر أمورنا معه فيما بعد " لأنهما عدو واحد ذو وجهين . إن أي مهادنة أو تعاون مع أحدهما لن يحسب ضعفاً للآخر بل ضعفاً لشعبنا . لـذا ، ينبغي أن نحدد بوضوح ، أننا ضد أي تدخل خارجي أمريكي أو غيره .. تآمري ا ستخباراتي أو عسكري احتلالي ، تحت أية ذريعة كانت ، لأنه سيجلب لنا الدماء والدمار .. ويأتينا بأسوأ العملاء ليتسلطوا علينا ، مع بقية التداعيات التي باتت معروفة من نهب وفساد الفساد والخيانات ، وفي ذات الوقت نتابع معركتنا مع الاستبداد حتى ا سقاطه ، لأنها تحمي الوطن وتأتي لنا بالحرية وبالشرفاء الذين نحن نختارهم إلى الحكم

إن الاحتفال بعيد الجلاء سيظل ناقصاً حتى تحرير الجولان المحتل من قبل الكيان الصهيوني . إن إنتصار الشعب السوري بحماية ا ستقلاله وقراره الوطني من الطامعين الاستعماريين الجدد.. وباسقاط الاستبداد .. وبناء سوريا قوية ديمقراطية عادلة يفتح الطريق الصح ويوفر مقومات تحرير الجولان ، ويضيء شموع الاحتفال بالسابع عشر من نيسان في أعوام الحرية والديمقراطية إضاءة أكثر سطوعاً واعتزازاً وفرحاً

ورغم كل المخاطر المحدقة بالوطن ، ورغم كل المآسي التي سببها ويسببها الاستبداد ، يطرح نفسه بهذه المناسبة سؤال ، هل سنحتفل في السابع عشر من نيسان في العام القادم في عهد جديد ، منيع على الاحتلال ، متحرر من الاستبداد ، ترفرف عليه رايات الحرية والديمقراطية والفرح ؟

المجـد لشهداء الحرية والاستقلال
المجد لمن يحمل راية معركة حماية الاستقلال والديمقراطية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار في -مجمع سيد الشهداء- بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنان


.. انفجارات تهز بيروت مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية




.. عسكريا.. ماذا تحقق إسرائيل من قصف ضاحية بيروت الجنوبية؟


.. الدويري: إسرائيل تحاول فصل البقاع عن الليطاني لإجبار حزب الل




.. نيران وكرات لهب تتصاعد في السماء بعد غارات عنيفة استهدفت الض