الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا قلنا سابقا -- ماذا لو كان الجيش العراقي في ميدان التحرير المصري --

جاسم محمد كاظم

2013 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لقد شاهد الكل بأم عينية من شاشات القنوات الفضائية كم كان الجيش المصري بوحداته وتشكيلاته رائعا في تعامله مع ثوار مصر وشبابها الهائج في ميدان التحرير .
ووصل أحرار الثوار إلى اعتلاء قمم المدرعات والوقوف على أبراج الدبابات وتقبيل طواقمها ونثر الورود على رؤوس أفرادها .
ولم تطلق مواسير هذا الجيش ولو مفرقعة هوائية لرعب اؤلئك الثوار بل وقف قادته في منتصف صفوف الثوار يستمعون لشعارات الثورة ويعلنون تضامنهم معها.
وبما إنني لست مثقف سلطة لأجعل من الوهم حقيقة وأتقول عكس الواقع وارسم صورا بلون باهت في فراغ خالي في حيز المقارنة لو كان الواقف في ميدان التحرير وحدات من الجيش العراقي .
فمن المعروف تاريخيا إن هذا الجيش كان سبب مأساة العراقيين في أكثر عصورهم منذ لحظة تأسيسه من اجل حماية السلطة الملكية والوقوف بوجه العشائر الثائرة ضد بريطانيا التي وجدت أخيرا في تأسيس جيش عراقي يحمل اسما مقدسا ليكون له تأثيرا "كارزميا" ضد كل العشائر الشيعية المنتفضة في الجنوب ضد السلطة الملكية فكان اسم الإمام الشيعي السابع موسى الكاظم ليس حبا بهذا الإمام بل من اجل تلك الغايات الخبيثة.ومن لحظة البدء بقوانين التجنيد الإلزامي في عام 1936 ليصبح الجيش كابوسا مرعبا ومقبرة يسكن فيها فقراء العراقيين الذين أصبحوا من تلك اللحظة عبيدا مجانيا في ثكنات ذلك الجيش وظهر مصطلح "الفرار" تلك الكلمة التي يعرفها العراقيون جيدا وتعني الهاربين من الخدمة العسكرية وجحيمها الذي لا يطاق .
وابتدع هؤلاء الفقراء ألافا من الحيل والخدع للتهرب من تلك الخدمة كأن يكون المكلف معيلا لعدة بنات " فتيات " لتكون سببا في إعفائه من تلك الخدمة بقوانين ذلك الزمن .

ولم يمنع أسمة المصبوغ بالقداسة من تورطه بقمع تلك العشائر الثائرة بوحشية مفرطة حين تمردت على حكومة الملك المستورد .
ويذكره التاريخ بخزي أنة قام بإبادة المكونات العراقية قبل غيرها من الأعداء الطامعين بأرض العراق فقام في بداية تأسيسه بقتل الأثوريين يوم ثورتهم قبل الحرب العالمية الثانية
ثم اتبعهم بإبادة العنصر الكردي في حرب دموية استمرت زهاء نصف قرن تفنن فيها هذا الجيش بالقتل والتهجير واغتصاب النساء حتى وصل الأمر ببعض قياداته إلى بيع الفتيات الكرديات إلى بعض الدول .
ولم تسلم القوى الوطنية من قمع هذا الجيش ومجازره بعد انقلاب شباط الدموي فاندفعت وحداته ومرتزقة بقتل كل القوى الوطنية وإبادة قوى اليسار الشيوعي بوحشية تامة ودفنهم في مقابر جماعية لازالت مجهولة إلى الآن
واستمرت عجلة الجيش العراقي بالقتل لكل من يفكر بالحرية والخلاص من نير الدكتاتورية وأصبح هذا الجيش سدا في وجه كل محاولات الخلاص من النظم الدكتاتورية .
وظل هذا الجيش على طول تاريخه الأسود مفرغا من كل إرادة وطنية وتفكير حر كمؤسسة مستقلة بذاتها بل هو أشبة بالمطية يركبة من يتسلم مقاليد السلطة في دهاليز بغداد ليسيرة على هواة
. ولم تتسم وحدات وضباط هذا الجيش بالكفاءة المهنية بل إن اغلب ضباطه وقياداته كانت تخضع لرغبات نظام الحكم وأهوائه .
فكان ضباطه الأوائل من أبناء شيوخ العشائر الأميين الموالين للنظام الملكي وأصبحوا بعد ذلك من أتباع وأقرباء الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة .
. وبيعت اغلب رتبة العسكرية بنظام الرشوة فكان فاغلب قادة الألوية والفرق والفيالق من الأميين والأغبياء والفاشلين في المدارس من المقربين للحزب الحاكم أو من المنتظمين في تنظيمات ميليشياته الوحشية
. ولم يشهد التاريخ لضباطه بالكفاءة المهنية مثل ما شهد التاريخ لغيرة من الجيوش المحترفة كالجيش الألماني والإسرائيلي وحتى المصري ولم يبرز فيه قادة وطنيين باستثناء الرمز الوطني الخالد عبد الكريم قاسم
. وأصبحت رتبة المزورة مودة للتباهي يستعرض بها الأغبياء الأميين من ضباطه على عموم الشعب .
ولم يحقق هذا الجيش أي انتصار تاريخي يتباهى بة في تاريخ العراق على أي عدو وغاز لهذه الأرض بل كانت كل معاركة عبارة عن سلسلة من الهزائم والنكبات
ولم يتجرع تاريخ كل جيوش الأرض هزائم مرة ومنكرة مثل ما شهد تاريخ هذا الجيش
ففر اغلب ضباطه وقادته فرار العبيد أمام المارينز في حرب تحرير الكويت وديست رتبة العسكرية بأحذية مشاة البحرية في حرب فتح العراق .
ولم يدون التاريخ لهذا الجيش بفخر الدفاع عن شعب العراق وترابه مثل ما دافع جيش الدفاع الإسرائيلي عن أبناء وأحفاد داوود بل كان العكس هو الصحيح فقتل الجيش العراقي من العراقيين أكثر مما قتلت كل وحدات جيش الدفاع من الفلسطينيين طيلة مسيرته الملطخة بالموت والخزي والعار.
ولم تخلص من شروره حتى البلاد المجاورة للعراق حين اندفعت تشكيلاته في يوم اسود لتدمير الكويت وتفننت تشكيلاته في قتل الكويتيين وطالت السرقات بيوتهم الشخصية
وبيع طابوق بيوت الكويتين في أسواق العراق مثلما سرق تشكيلاته ووحداته بيوت العراقيون أنفسهم في حملات التفتيش والدهم والبحث عن المطلوبين ويتباهى بعض أفراده بتلك السرقات جهارا وعلنا .
ولا يزال هذا الجيش مكروها لكل العراقيين لأنهم يرون في صورته القبيحة كل ماسيهم في تاريخه الأسود .
ولم يتخلص هذا الجيش من شكله القبيح حتى بعد انهيار البعث وحل كل قطعاته وإعادة تأهيله بخبراء وجنرالات العم سام من جديد لتعليم ضباطه و منتسبية حقوق الإنسان ومعنى الحضارة .
لذلك كانت السيطرة على مقاليد هذا الجيش تعني السيطرة على أنفاس العراقيين وثرواتهم ولو كانت تشكيلات هذا الجيش مكان الجيش المصري في ميدان التحرير مواجها لهذه الجموع الثائرة المطالبة برحيل لصوص الحكام وسارقي قوت الشعب وثرواته و تطالبهم بالتالي بترك البلاد لما توانت تشكيلات هذا الجيش ووحداته عن إباداتهم بالكامل وذبحهم في يوم قيامة مهول .
ولما تردد قائد هذا الجيش من إصدار أمر الإبادة والتنكيل بهم في مجزرة مريعة بيوم احمر ولسحقت مدرعاته أجسادهم النبيلة وهرست مجنزرات دباباته لحوم الثائرين بإسفلت الشارع وداست أقدام جنوده صدورهم الدامية واخذ الرصاص منهم كل مأخذ .
فشتان ثم شتان بين من قامت وحداته بعبور "بارليف" ولازالت تفتخر بيوم العبور الخالد وقادته وبين من أضاع كل تاريخه و رموزه وأيام ثوراته الوطنية .


جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد محمود ( 2013 / 4 / 26 - 14:02 )
الرفيق جاسم
تحليل صائب وجهد مشكور
لكن اليوم لا يشبة البارحه
والثوار للاسف طائفييون وحضنة للارهاب والمؤامرة الامريكية الخليجية التركية
هي التي تنفذ
اعانقكم


2 - الرفيق العزيز فؤاد محمد
جاسم محمد كاظم ( 2013 / 4 / 27 - 15:17 )
هذة هي محطة الطائفية التي وصلنا اليها مع اصحاب وطلاب (الفيلسوف)حيث الكل يحارب مكان الكل بالنيابة الى مالانهاية
اسمى تحية

اخر الافلام

.. كيف تبدو النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات العامة البري


.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموت




.. بايدن يعترف: لقد أخفقت في المناظرة وكنت متوترا جدا وقضيت ليل


.. استطلاعات رأي: -العمال- يفوز في الانتخابات البريطانية ويخرج




.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح