الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخيول الاسلامية

حمزة الكرعاوي

2013 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن إحترقت ورقة الخيول العربية ، وهذه التسمية أطلقت أثناء الحرب الباردة على ألاحزاب العربية بدون إستثناء ، قدمت أمريكا وبمشورة بريطانية مايسمى ( الخيول الاسلامية ) التي هي أحزاب ( الاسلام السياسي ) ، وجد الغرب في الدين والمشتغلين فيه أفضل الادوات لتخريب الاوطان ، حتى وصل الامر بالشعوب العربية التي تخلصت من الحكام الطغاة أن تترحم عليهم ، لان المشروع الامريكي هو تخيير الشعوب بين الموت او الحمى .
الذي حصل من تخريب للاوطان من قبل الاسلام السياسي الامريكي ، يجب ان يحصل حتى ينتبه الناس الى حقيقة هؤلاء ، وأجندتهم والافكار التي تعشعش في أدمغتهم ، إنها لحظة هشة رخوة اوصلت قوى الظلام والتخلف الى سلطة وليس حكم ، والذين قدمتهم أمريكا في صدارة المشهد من المالكي وحتى مرسي ومن على هذه الشاكلة ، لاتوجد لديهم اي مؤهلات أو مقومات لان يحكموا ، لادراية لهم بكل شيء ، وللاسف ان البلدان التي تسلطوا عليها لايستحقون ان يكونوا فيها حتى مدراء لناحية صغيرة .
نعم إنهم أعضاء في أحزاب هيئتها المخابرات الدولية ، ولم يتمكن أحدهم الوصول للتحكم برقاب الناس لو لا الاستقواء بالخارج ، لاتوجد عندهم ثقافة لحكم ، ولاذكاء ولاكارزما ، حتى أخذ يعترف بعضهم على الاخر ويشهر به على شاشات التلفزة ، وكأن ( البرلماني ) شغله الشاغل يجلس في فضائية وينتقل منها الى أخرى ليصرح ويشتم رفاقه .
كيف نحل هذه المعضلة ، وكيف نواجه هؤلاء ومسدساتهم كاتمة الصوت ، وكيف نفعل مع الشعب الذي يكرههم ويمقتهم ؟.
نحن بحاجة الى ان يستمر هؤلاء ( الاسلاميون ) لسنة في السلطة على الاقل ، لتحترق كل أوراقهم ويرتكبوا الاخطاء تلو الاخرى ، حتى يزداد عدد الكارهين لهم .
فكرة أحزاب الاسلام السياسي ومحاصصاتهم هي فكرة ساذجة ، أكثر سذاجة من شخوصها ، لانهم جعلوا مصالح الاسياد فوق مصالح البلاد ، لايؤمنون بالوطن والمواطنة وانسانية الانسان ، لان وطنهم العقيدة ولذا نراهم يتخادمون مع اي طرف دولي ، فصار عندهم رضا من إستأجرهم فوق الوطن والدين والكرامة .
حماقة الانسان هي التي تقتله ، ومن الحماقات التي إرتكبوها مصادرتهم للقضاء ، وهو الذي يفصل بين الناس ، وهو الذي يمنع صدام الناس ببعضها ، والعقد الاجتماعي هو القانون والقضاء ، فتلاعبوا بهما ، وحولوا البلاد الى شريعة للغاب لايأمن فيها الناس على أعراضهم واموالهم ودماءهم وعوائلهم ، عندما نتحدث عن هؤلاء لانتحدث بعاطفة أو عداء شخصي ، نعرفهم حقيقة ونعرف ماذا يفكرون ، وشاهدنا أفعالهم وتصرفاتهم بانفسنا ، ولم يخبرنا احد عنهم ، وصار لنا اكثر من 21 سنة نبحث في تأريخ هؤلاء مع المشاهدات واللقاءات معهم ، وقد وثقنا كل صغيرة وكبيرة عن هذه التيارات ، وأهدافها ، ونستطيع القول أننا تخصصنا بشؤونهم ، سواء كانوا أحزابا او مرجعيات او حوزات .
عندما نستمع لهؤلاء ( اصحاب المشروع الاسلامي ) وهو يتحدثون عن المال العام على أنه ( مجهول المالك ، والاثار العراقية أحجار ما أنزل الله بها من سلطان ويجب ان تكسر لانها تتعارض مع الدين ) ، نستطيع القول أنهم ادوات تخريب للحضارة والاوطان ، ويعيشون ثقافة المقبرة ، لان اجندتهم وبرامجهم تريد إعادة عقارب الساعة الى الوراء .
نحن في حيرة من امرنا ، هل نتحدث عن ( عذاب القبر ) هذه الاداة التي يركضون بها خلف البسطاء لتخويفهم ، وهم غير مشمولين لاهم ولاعوائلهم ولاحواشيهم ، أم نتحدث عن ( الدنيا سجن المؤمن ) لترغيب البسطاء بالفقر ، أما هم لهم : اذا اقبلت الدنيا ابرارها اولى بها من فجارها ، أم نتحدث عن المستور ، وماخفي أعظم ، لكننا قطعنا عهدا أننا سنكشف كل الملفات مهما كلف الثمن ، لان المعركة هي معركة الانسانية مع قوى التخلف ، ومعركة الجهل مع العلم والظلام مع النور ، فلا بد من ضرخة بوجه من تجبر وطغى وتلبس بلباس الدين .
غيبوا القضاء والعدل ، والمفترض أن تكون كلمة القضاء هي النافذة ليشعر الانسان بأن هناك جهة ما تعيد له حقوقه اذا سلبت ، والعدل هي قيمة مطلقة وهي من اسماء الله ، فكيف بمن يدعي انه ضد حاكمية الانسان ( الديمقراطية ) لانها حكم الشعب ، ويريد حاكمية الله ، ان يجعل البلاد غابة ياكل فيها القوي الضعيف ؟.
الذي يهمني مايجري في العراق ، لان هؤلاء الذين قدمهم المحتل في صدارة المشهد ، هدموا كل منظومة القيم والاخلاق ، قتلوا فطرة الانسان وانسانيته ووطنيته ، أفقدوه المناعة ضد الاستبداء ، حتى صرخنا اذا كان هذا الدين فدلونا على دين الشيطان .
مايسمى الاسلاميون هم ضد فلسفة الدولة ، وضد الحياة ، الله تعالى خلق الحياة ، وهو شرع لها ، فكيف بمن يدعي انه مع الله يقف ضد الحياة والتطور وبناء الدولة ؟.
الاسلام السياسي الذي نعيش لحظاته اليوم ، وهي لحظات رعب وخوف ، حتى من يتكلم بالهاتف مع صديقه او عائلته يتجنب الخوض في اي حديث عما يجري في العراق ، لان مسدسات كواتم الصوت تلاحق العراقين ، كما كان يفعل الرفيق ( ابو يعرب ) الذي تحول الى رفيق ( شيخ دبس ) أو ( الحجي ) .
تآمروا على الدولة وعلى المواطن ، ويريدون منا ان نعيش في ظل تجارب بيننا وبينها قرون من الزمن ، وياليتهم إلتزموا بتجاربهم ( الاسلامية ) ، اباحوا الحرمات بإسم الدين ، وإرتكبوا الجرائم بإسم الدين ، لو يسمح لنا ان نفصح اكثر لسقطت اقنعة وعمائم ، لان الملفات خطيرة جدا ، وسيأتي اليوم الذي يعلن فيه عن المسكوت .
في هذا الزمن تنتهك كرامة المرأة بين زواج ملك اليمين والاغتصابات ، للبالغات والقصر ، وفي هذا الزمن يتحدثون عن الجواري والغلمان ، ويخرجون علينا ليبشروا بمشروعهم ( الاسلامي ) .
تحدث رجل ( الدين ) عن زواج القاصرات دون التاسعة من العمر ، وقال : إنها تجارة الرقيق الابيض والعبيد ، وبكل صلافة ووقاحة ، منتهكا حقوق الانسان ، وكم من سمسار غرر بفتاة تحت حجة عقود العمل ، حتى انتهى بها الامر الى البيع في سوق النخاسة الدولية لتباع بإسم الدين .
البلد يسير على إتفاقيات دولية ، والشعب يعيش تحت الحصار والقصف ، فلا توجد كارثة في تأريخ الانسانية اكبر من كارثة هؤلاء ( الاسلامين ) التي حلت في البلاد العربية ومنها العراق .
المعركة معهم معركة وجود وبقاء ، إما الشعوب أو هم ، لم يتركوا للشعب خيارا ان يتعايش معهم ، حتى تضررت بواطن عقول الناس من مشاكل هؤلاء الذين تلبسوا بإسم الدين .
حتى لو حاول الشعب ان يتجنبهم هم لم يتجنبوه ، يريدون الصدامات وإفتعال الازمات ، حتى اصبحت المعركة حتمية معهم .
لايمكن لاحزاب الاسلام السياسي ( الخيول الاسلامية ) ان يتركوا السلطة بدون طرد الشعب لهم ، على طريقة الثورة الاوربية التي ازاحت سلطة الكنيسة ومحاكم التفتيش ، حتى وان طردوا من السلطة ، وتركوا طلقاء ولم يدخلوا السجون على جرائمهم ، فإنهم سيتحولون الى خلايا سرية نائمة ارهابية تفجر الناس في اي لحظة ، ومن يفكر من الشعب بترك هؤلاء فهو يريد الانتحار .
ما يسمى الاسلام السياسي ( الخيول الاسلامية ) التي قدمتها امريكا في صدارة المشهد ، ليسوا احزابا حتى وأن سموا أنفسهم ، كانوا أدوات الحرب الباردة ، وهم من صد الفكر اليساري في الشرق الاوسط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد