الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يمثل قطاع الشمال ؟

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2013 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الحركة الشعبية قطاع الشمال هي حركة نشأت عندما إيقنت عضويتها التي هي من أصول شمالية ، ولا تنتمي لجنوب السودان ، أن خيار الحركة الشعبية لتحرير السودان هو الإنفصال ، وكانت الحركة الشعبية حينها تمول عملها السياسي من أموال البترول التي كانت تاخذ نسبة 50% منها بموجب بروتكولات ميشاكوس ، وحينها لم يكن لشعب الجنوب نصيب كما كان لشعب الشمال ، فالحركة كانت تمول عضويتها وتدعم دورها وتحرك نشاطها من هذه الأموال ، وعندما حان ووقت الرحيل جنوباً بعد تلك الصفقة التاريخية المعروفة ( بإتفاق نيفاشا ) بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، والتي بموجبها تم فصل الجنوب ، بدأت الحركة تقترح على عضويتها شمالية الأصل ، بأن يقوموا بتكوين حزب جديد بإسم الحركة الشعبية شمال ، وراقت الفكرة للقيادات الشمالية حينها ، لتوفر كافة الإمكانيات والدور والعضوية ، ومن السهولة جداً تكوين حزب جديد بعد رحيل الحركة جنوباً ، وكان هذا بمثابة عرفان ووفاء لوقوف هذه القيادات مع الحركة في السراء والضراء وحين الفصل ..

وكانت الخطة تسير بكل هدوء ، دون أي ضوضاء ، الجنوبيون سيرحلون جنوباً والشماليون سيبقون في الشمال ، ولكن نسي حينها قادة الحركة في جنوب السودان أن شريكها في الحكم وغريمها في بترول السودان المؤتمر الوطني ، يريد للحركة أن ترحل دون بقايا ، ولن تسمح بوجود حركة شعبية بأي مسمى كان ، وخاب ظنهم وتبدل الحال وإنقلب المؤتمر الوطني ضد كل عضوية الحركة الشعبية شمال ، ورفض الإعتراف بحزبهم الجديد ، بعد أن سخروا كل إمكاناتهم الإعلامية وأقلامهم المأمورة ، لتشويه فكرة الحركة الشعبية شمال ، وتحديداً بعد أن أظهرت الحركة الشعبية بعض القوة والمنافسة الحقيقة في تلك الإنتخابات التي أقيمت فقط لتكملة إجراءات نيفاشا وبروتكولاتها ، وأحسوا حينها بخطر هذا الجسم الجديد ، وتم حينها إغلاق دورها ومصادرة ممتلكاتها ، ورفض حتى مسجل التنظيمات الإعتراف بقطاع الشمال كحزب جديد ينتهج النضال السلمي والمدني في الداخل ، ويطرح برنامجه الإنتخابي مثله مثل الحزب الشيوعي وحزبي الأمة والإتحادي ، ومن هنا بدأ الصراع الذي أدخل البلاد لنفق العنف مرة أخرى ، ولكن فطن بعض قادة النظام لقوة هذا القطاع ، وخطورته المستقبلية وقرروا الإعتراف به كحزب سياسي مدني يمارس نشاطه السياسي تحت مظلة قانون الأحزاب الحالي ، وكانت نتيجة القرار إتفاق نافع /عقار أديس ابابا في 28 يونيو 2011م ..

ولكن حينها جن جنون القيادات التقليدية في النظام والتي تعيش بعقلية الحرب وعقلية الحركة الإسلامية التي عفى عليها الدهر ، وقاموا مرة أخرى بتحريك الترسانة الإعلامية الجاهزة لمثل هذه المواقف وبدأت الأقلام المأمورة تكتب وتسب وتلعن في إتفاق مالك عقار ، وقال بعضهم إنه إتفاق خيانة للشهداء ، وإهانة للمجاهدين ، ناسين أو متناسين صمتهم حينما كان الشهيد جون قرنق يجلس في القصر الجمهوري متربعاً ، ولكن المؤسف أن قيادة النظام إنصاعت لهذه الأصوات مرة ثانية ، وألغت هذا الإتفاق بجرة قلم ، ومنها عاد عقار إلي دبابته ومعه عرمان وباقي القيادات الشمالية للحركة الشعبية والتي تدعمها الآن دولة جنوب السودان لوجستياً كما تقول ، ولكن في الآخر عادت البلاد لمربع الحرب وهذه المرة من أوسع الأبواب وهي منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق ، وبعد عناد وتعنت من النظام بعدم الإعتراف بقطاع الشمال ، عاد اليوم ليعترف به ككيان ، ويعد العدة للتفاوض معه ..

والآن قطاع الشمال بعد أن كشف عن إستراتيجية التفاوض مع النظام وهي مرجعية إتفاق نافع /عقار ، فإن قطاع الشمال هنا يمثل نفسه كحزب سياسي يريد أن يمارس العمل السياسي تحت مظلة قانون الأحزاب ، مثله مثل باقي أحزاب قوى الإجماع ، ولا يمثل الشعب السوداني ، تماماً كحمله للسلاح ليتفاوض مع النظام ، فأحزاب الداخل أمنت على الكفاح المدني ، وتحفظت حتى على بند ( الكفاح المسلح ) في وثيقة الفجر الجديد ، ولكل وجهة نظر ، ولكن نعود ونقول أن الحزب المسلح ( القوي ) خير وأحب إلى النظام من الحزب المدني ( الضعيف) وفي كل خير ، والشواهد والتجارب هي التي تتحدث وليس قلمنا ..

ولكم ودي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ