الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن حرمة الجامعة دفاعا عن حرمة الجامعة

وديع السرغيني

2013 / 4 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


دفاعا عن حرمة الجامعة

قد يتفق المرء أو يختلف مع قرار بعض الفصائل الطلابية القاعدية الداعية لمقاطعة الامتحانات، وكأنه قرار يضر بمصالح الدولة أو ينتقص من هيبة سلطتها، أو يفضح جانبا من طبيعة النظام القائم في هذا البلد كنظام قمعي استبدادي، لا غبار على دمويته في التعاطي مع احتجاجات الجماهير المقهورة كانت طلابية أو عمالية، مدينية أو قروية..الخ
وقد نتفق كذلك أو نختلف حول شكل القرار وتصريفه على أرض الواقع، دون المساس بالمبادئ الديمقراطية والجماهيرية التي أصّلها الإطار العتيد إوطم، والتي تفترض وتشترط إشراك الجماهير عن بكرة أبيها في قرار من هذا النوع والحجم، حيث يمس القرار بمصير الطالب الذي كدّ واجتهد أياما بلياليها من أجل التحصيل والاستعداد، لاختبار جهده فيما تلقنه من معلومات، في مواجهة مع حواجز امتحانات التصفية.
لكن، ما يُجمع عليه جميع الديمقراطيين بهذا البلد، خاصة أن غالبيتهم مرت بهذه المدرسة المناضلة، التي هي اتحاد الطلبة إوطم، هو أن جهاز القمع المتربص دائما وأبدا بجميع الحركات المناضلة، ما كان يوما حكما ليقرر في شرعية القرار القاضي بمقاطعة الامتحانات.. وما كان يوما حريصا على أمن الطلبة وسلامتهم من "سيوف وسواطير الشرذمة القاعدية الضالة".. فإذا كانت فقط شرذمة قليلة هي التي دعت للمقاطعة، وتحاول فرضها على الطلبة كما تدّعي ذلك تقارير الاستخبارات وبعض الصحف الذيلية لها.. فاتركوا المجال، وأفسحوه لآلاف الطلبة المغلوبين على أمرهم، ليقرروا مصيرهم بأيديهم، يقاطعون أو يجتازون الامتحان، برضاهم، بعيدا عن "سيوف الشرذمة" وعن هراوات المخزن.
فلا يمكن أن يقبل المرء بحجج قوات القمع وأجهزتها المضللة التي ذهب بها جبنها هذا الأسبوع إلى تقديم مكفوفين معطلين للمحاكمة، بتهم الاعتصام والامتناع وإهانة الموظفين..الخ
فلا صوت يعلو فوق صوت عصابات القمع وهراواتهم، ولا قوة تمنعهم عن تكسير الرؤوس والعظام عبر إلقاء المحتجين من سطوح البنايات.. فمن يدخل السيوف والسواطير والقارورات الحارقة.. للجامعة، ليس سوى القمع نفسه، عبر تسرباته واختراقاته لجسم الحركة الطلابية منذ بداية التسعينات.. هو من صنع الميليشيات وشرّع للجهاد في الجامعة بهدف استئصال حماة الاتحاد، مكونات الحركة الطلابية اليسارية التقدمية.. ولن يغمض له جفن اتجاه أي تحرك طلابي بسيط حتى يخلق المعارضين والمنافحين، ويصنع المبررات لقمع الطلبة المناضلين، واعتقالهم ومحاكمتهم بتهم أصبحت محفوظة بسبب من تكرارها في كل مناسبة بفاس، والقنيطرة، ومراكش، ومكناس..الخ أفواج طلابية تحاكم بتهم مضحكة كأن تحاكم بسبب مقاطعتك للامتحان، مما سيعطل مسيرتك الطلابية سنة! وتحشر في الزنازن لشهور وسنوات.
فأمام شراسة القمع التي ووجهت بها نضالات الحركة الطلابية بكل من جامعات مراكش والقنيطرة وفاس.. لا يمكن للحركة الديمقراطية التقدمية، الطلابية وغيرها، إلا أن تدين هذه الهجمات وتفضح مراميها البعيدة كل البعد عن مصالح الطلبة والتي تستهدف بشكل أساسي جميع القوى الطلابية المناضلة، والمدافعة عن حرمة الجامعة وعن مكتسبات الاتحاد، والمناهضة لأي مساس أو انتقاص من مجانية التعليم وحق أبناء الكادحين في مقعد جامعي يضمن التحصيل الجيد والشغل بعد نيل الشهادات.
دفاعا عن الحريات الديمقراطية داخل الجامعة وخارجها، ها هي ذي خيرة الطاقات الشبابية والطلابية تضحي بالغالي والنفيس، مقدمة قافلة من الشهداء الأبرار ـ الدريدي، بلهواري، شباضة، المعطي، بنعيسى، الأجراوي، زبيدة، بوعبيد، الكاديري، الفيزازي..ـ دون أن تبدي تراجعا أو استكانة، خلال معركتها كجزء من معركة الجماهير الشعبية الكادحة والمحرومة والمقهورة في نضالها من أجل التغيير وبناء المجتمع الاشتراكي على أنقاض النظام الرأسمالي المتعفن والذي لا يمكن له أن يعيش إلا عبر دفاعه الشرس والدموي لأقصى حد عن مصالحه الطبقية، دون اكتراث للدساتير والمواثيق الدولية المدافعة عن الإنسان وحقوقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان