الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغيرالعقل والشجاعة .. لن تصبح رئيسا

فؤاد قنديل

2013 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية




سنة كاملة من الحكم الذي تولته جماعة الإخوان ورجلها محمد مرسي تكشف بما لا يدع مجالا لأدني شك أن الكوكبة التي تقود المسيرة العاجزة استعرضت كل قدراتها الملهمة على الفشل في كل قرار وموقف وإجراء ، وبدا جليا كم تتمتع تلك الجماعة بالجهل والعناد والطمع والاستبداد بصورة غير عادية ولا إنسانية ، لأن رجالها لا ينظرون إلى البشر ولا إلى الله أو الدين ولا إلى المستقبل ولا إلى ظروف الناس ولا إلى حياتهم الموشكة على الخراب ، ولا ينصتون إلى أنين البطون ويشيحون بوجوههم عن الشوارع التي توقفت فيها سيارات لا تجد قطرات الوقود وبيوت لا تزورها الكهرباء ومصانع غابت عنها الطاقة ، ولا تقع أعينهم على جبال القمامة ويصمون آذانهم عن أصوات ملايين الشباب الذين تخرجوا من الجامعات ولم يجدوا مكانا للعمل ولو بوابين ..إنهم في حالة سعادة غامرة بسبب ما امتلكوه وهيمنوا عليه .. لو وزنتهم قبل الحكم وبعده للاحظت أنهم زادوا الضعف من فرط البهجة والابتلاع والنهم ، والركوب على صدور العباد والتحكم في كل وزارة ومؤسسة ومحافظة وشارع وحارة .. حالة غير مسبوقة من الاستمتاع لم يشعر بها على بابا الذي انفتحت له المغارة فأصيب بلوثة أسطورية فأمامه وملك يمينه عشرات الجوالات من الذهب والفضة والياقوت والمرجان ..
ليس من شك أن التردي الرهيب الذي يسود كل هيئة ووزارة وبيت في مصر سببه الفشل النادر الذي يبني عمارته الشاهقة مرسي ورجاله الأفذاذ بهمة عمياء .. يدرك الرئيس أن الحكومة فاشلة فلا يجد الشجاعة لتغييرها بل على العكس يصرح بأنها باقية وتبذل جهدا استثنائيا لإنقاذ البلاد مما أحدثه بها النظام السابق ،ويتحدث العالم عن حالة الاقتصاد المصري المتهرئ ويطالبه الجميع بتعيين خبير اقتصادي كرئيس للوزارة أو مستشار فلا يجد الشجاعة لتلبية نصائح الخبراء ، وتصدر محكمة الاستئناف حكمها ببطلان تولي النائب العام بالمخالفة للقوانين وللدستور فلا يجد الشجاعة لتنفيذ الحكم وإنما يصرح بأن النائب العام باق ولا اعتبار لسيادة القانون لأن قرارات الرئيس هي السيادة والريادة والقيادة والبيادة والشهادة والإرادة .
ويعلم الرئيس أن كل مفردة من مفردات الحياة في البلاد منقسمة على نفسها منذ إعلانه الدستوري المشئوم فلا يحفل ولا يهتم بمحاولة رأب الصدع ، ولا يجد الشجاعة كي يواجه المشكلة بالحوار مع المعارضة والتراجع خطوتين عما يصر عليه من أخطاء بل خطايا ، فتتراجع المعارضة عن مطالبها خطوتين وهكذا تتحقق ربما خلال ساعة مساحة عريضة من التوافق الذي يؤثر غيابه تأثيرا بالغا على أحوال الجماهير المتعطشة للاستقرار . . لكن مرسي يفتقد تماما الحد الأدني من الشجاعة ويتصور أن التوافق جبن ، وأن كونه رئيسا معناه أن يكون إلها يسعى الناس إليه ولا يسعي إلى أحد ، ومن العيب المشين أن يتراج عن آرائه الحمقاء قيد أنملة مهما كان في ذلك قضاء على الفرقة والتمزق.
لم يجد مرسي في قلبه أية ذرة من الشجاعة كي يبحث عن دماء جنود رفح الذين أزهقت أرواحهم أيد دنيئة منذ رمضان الماضي، ولم تلفحه نسمة جسارة كي ينقذ نفسه من التصريح البشع المنسوب إليه بأنه قال إن جهاز المخابرات أسس تنظيما مكونا من 300 ألف بلطجي ، ولم يتكلف أية جرأة ليوقف رجال حازم أبو اسماعيل الذين يعيثون في الأرض فسادا ويتفاخرون بقدرتهم علي حصار أية منشأة حكومية أو أهلية حتى وزارة الداخلية. ولا يجد الشجاعة كي يصارح الناس بالحقائق بل يلجأ للكذب كبديل لحرمانه من الشجاعة ، فإذا كان رأس النظام يكذب فمن يكون صادقا؟ .. إنه نعم القدوة!!!
ومن أسباب فشله في أن يكون رئيسا إفتقاده للملكات العقلية ، وإذا كانت هناك بقية من عقل فهو يغلق أبوابه و يرفض استخدامه حيث يضر بالصحة ويضيع البلاد ويهدد الجماعة ويبدد الطاقة.
يتصور مرسي أن عليه فقط أن ينفق أموال الدولة وميزانية الشعب المحروم على صلواته ومواكبه ، والكل يعلم أنه كلما سار وتحرك هنا أو هناك خرج في موكب مكون من عشرين سيارة ضخمة ومصفحة لا يخترق زجاجها الرصاص ومن حوله ومن أمامه ومن خلفه وعن يمينه ويساره ثلاثة آلاف من خيرة شباب قوات الأمن مدججين بالسلاح والصحة والعضلات والعيون المفتوحة بالضبط مثلما كان يفعل عمر بن الخطاب !!!. ..يتصور مرسي أن عليه أن يسافر إلى كل البلدان من الشرق إلى الغرب ومعه مائتي شخص من أسرته الصغيرة والكبيرة وأهله وعشيرته وقبيلته وينفق من ميزانية الدولة ما لا تحتمله
دون أدني إحساس بالناس ومشاكلهم وأزماتهم ونقص ضروريات حياتهم .. وأظنه لم يستخدم عقله لحظات كي يفكر في هذه الأنفس التي يشملها الأسي والكمد وتعصف بها الأحزان والأمراض التي يسببها بغياب عقله وإحساسه. ولو قدر لمصر أن يحكمها إنسان آلي ( روبوت ) لكان أرحم بأهلها من هذا الرجل الذي يحاول الاستمتاع ويهرب من وجع الدماغ مكتفيا بالقول :على الحكومة أن تفعل ما تراه ، مع أنها لا تري شيئا ، وعلى الداخلية أن تعاقب كل من يخرج إلى الشارع وعلى النيابة العامة أن تجرجر وتسحل كل من يفتح فمه بكلمة ، وعلى رجال الإخوان أن يكملوا الباقي ويتابعوا كل شيء وأن يفكروا ويقترحوا عليه أسوأ الأفكار والآراء وأدماها وأكثرها ظلما وظلاما .
رئيسنا المنتخب لديه هواية غريبة لايكاد يهوي غيرها ..هي العناد .. أي الإصرار على الخطأ حتى لو أدرك الإنسان أنه على خطأ ، لأن الرجوع إلى الحق ليس فضيلة ، والعناد له أبوان : الجهل والغرور .. فالعناد نتاج طبيعي للجهل لأن العنيد لا يدرك تأثير قراره على نفسه أو على الآخرين مثل المدخن وشارب الخمر والمبذر ، كما أنه نتاج الغرور الذي يرسخ بذهن صاحبه فكرة أن غيره ليس على صواب والصواب كله حكر عليه .. وما يدعو الخبراء إليه حتى لو كان نافعا فهو الضرر بعينه إلا إذا كان عضوا في الجماعة.
وهكذا علينا أن نتأكد أن سوء حظنا وغباء بعضنا أوقعانا تحت قبضة مجموعة من البشر المرضي والمعقدين الذين يجيدون الفشل ولديهم وفرة من أسبابه ، والأسوأ أنهم لا يعنيهم ما يحدث على أرض المحروسة التي لم تعد محروسة بل محروثة. ورغم ذلك فما زالت الكرة في ملعب المثقفين والسياسيين الشرفاء والوطنيين والثوار والمخلصين من أبناء هذا الوطن كي يقدحوا أذهانهم ويتحدوا ويعملوا عمل الفريق يجمعهم صف واحد وهدف واحد لمقاومة الجراد المتوحش ، وقسمٌ على مقاومة كل لحظة يأس تتسلل إلى النفوس القوية الأبية التي وهبت أرواحها للحرية وللعدالة الإجتماعية وحقوق الإنسان والمستقبل الأفضل بإذن الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يعرض شروطه لوقف الحرب في أوكرانيا • فرانس 24


.. انطلاق مناسك الحج في مكة المكرمة وسط درجات حرارة قياسية




.. سلسلة هجمات لحزب الله على إسرائيل وواشنطن وباريس تسعيان لوقف


.. ما بين هدنة دائمة ورفع حصار.. ما هي تعديلات حماس على مقترح ب




.. جبهة لبنان وإسرائيل المشتعلة.. هل تحولت إلى حرب غير معلنة؟|