الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة لأنصار الآب الحنون ..

مها الجويني

2013 / 4 / 27
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أمام فشل حركة النهضة و تقهقر مستوى الأداء الحكومي أمام مشاغل الشعب التونسي ، يطل علينا أذناب النظام البائد بحملات و صفحات على شبكات التواصل الإجتماعي ينادون من خلالها بعودة رأس النظام السابق زين العابدين بن علي إلى الحكم ، معللين بذلك بحاجة الشعب للأمن و الخبز و للحرية . على أساس أن تونس طوال ثلاثة و عشرين سنة الماضية كانت تنعم بنظام ديمقراطيي يكرس التعددية الحزبية و يمنح كامل الحقوق للمواطن التونسي و يضمن له حث المشاركة في القرار السياسي و يمنحه التنمية المستدامة التي ذللت الفوارق بين الجهات و كان شباب الحوض المنجمي من أوفر الشباب حظا في تونس و كانت محافظات شمال_غرب تونس قبلة للسياحة الداخلية و يطب فيها العيش ....
فالكل يعلم كم ذاق شعب تونس المرار جرٌاء نظام السابق الذي شهدت فيه الخضراء أسوء نظام دكتاتوري شهدته تونس على مر تاريخها ، نظام بوليسي لاحق مقيمي الصلاة و شاربي الخمور ، زج في السجن الإسلاميين بتهمة الإرهاب و الرجعية و حارب اليساريين و الليبيرالين بتهمة الإلحاد و المساس بعروبة تونس و الإستقواء بالأجنبي ..
كنا نقول طوال العقدين الماضيين :" التونسي ممنوع من الضوء و من الظلام" .. مع آب التجمعيين لم تعرف تونس ربيعا و لا صيفا فكل الأشياء كانت تقام بإذن الدكتاتور الذي لم يكن صاحب مشروع قومي و سياسي على غرار جاره معمر القذافي ، كان المخلوع صاحب الطرابلسية و ليلى زوجته فقط و يعمم بركاته على أنصاره و أتباعه من الشببية الدستورية و لاعبي كرة القدم و فنانين الحانات و رجالات الأعمال الفاسدين و أقلام صحافة المجاري .
حاشية بن علي لا يروق لها ما يحدث الآن من تعددية سياسية و حريات في التعبير و في الإبداع و لا سيما إطلاق العنان للإعلام التونسي الذي لطالما عانى ويلات قهر و قمع النظام السابق و لا ننسى إضرابات الجوع التي خاضتها جريدة الموقف و لا أنسى توزيعي لجريدة الموقف في شارع باريس مع شباب الحزب الديمقراطي التقدمي كحركة إحتاجية منا على منع الجريدة من الأكشاك مواقف نضالية لا يفهمها شباب "لجان الدستورية" و لا يعرف كنهها مناضلي ما بعد 14 من يناير .
حرية التعبير مكسب مات و جاع و تعرض للعنف العديد من أجله فكيف لأنصار الآب الحنون نكران هذا المكسب علينا ؟ ربما لأن المشهد الإعلامي تغير و لم يعد شيئا يعلو أمام سيادة الشعب التونسي و لم يعد الإعلام يتناقل أخبار : مشاهير كرة القدم و مشاريع مغنين الحانات و آخر ما صدر في الموضة و يسلط الضوء على حاكمة قرطاج .. فتونس لم تعد بلد الفرح الدائم... بل غدت بلد الثورة الدائمة و أم القرارات .
رغم كل مساؤء النهضة و إنتقاداتي لحكومة الترويكا غير أنني أستحي أن أطالب بعودة دكتاتور تونس إلى الحكم و لا أجد بدا لقول "ياريت الي جرى ماكان" ، لا أرى مستقبل في تونس إلا في كنف الحرية ،و أقول لأذناب التجمع الخارجين من جحورهم : لن تمروا دمي إتحد الآن بالشهداء .. لن تمروا و شرعت صدري لأحمي الجدار .. لأن تمروا و إن عبرتم فعلى جثتي لا خيار"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب


.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال




.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني




.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ