الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي العراقي و حركة 1941

وصفي أحمد

2013 / 4 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


( الحلقة الثامنة )
كان لحركة 1941 مظهران مميزان . و لم تكن هذه الحركة من وجهة النظر الدولية أكثر من حادث هامشي تلون بموالاة ألمانية بشكل عرضي . أما النظر إلى الحادث في أطار التاريخ الداخلي للعراق فإنه كان يشكل مرحلة هامة من عملية نضالية طويلة , و إستمراراً لانتفاضة 1920 بصيغة أخرى و بقوى اجتماعية أخرى . وصار ضباط الجيش العروبيون من أبناء الطبقة الوسطى , و ليس (( المشايخ )) القبليون ذوو الميول المحلية و (( الأسياد )) كما في سنة 1920 , هم القوة المحركة الرئيسية . و لكن الهدف الرئيسي المباشر يبقى نفسه : القضاء على النفوذ البريطاني في العراق .
و قد يمكن القول أن موقف الشيوعيين من حركة مايس 1941 كان محكوماً بموقفهم من الحرب العالمية الثانية , الناجم من منظورهم الأممي . و لكن المؤكد هو أن في هذا شيئاً من المبالغة في التبسيط , لأنه إذا كان يوسف سلمان يوسف و عبد الله مسعود و رفاقهم قد أصبحوا – بالمعنى الأكثر سطحية – شيوعيين , فإنهم لم يتخلوا عن كونهم عراقيين .
و كما هو معروف أن الحرب العالمية الثانية تقسم – من وجهة نظر شيوعية – إلى مرحلتين مختلفتين نوعياً . الأولى هي مرحلة ما قبل الاجتياح الألماني للاتحاد السوفيتي , أي الفترة من 1939 حتى حزيران ( يونيو ) 1942 , وكانت الحرب فيها – ببساطة – حرب امبريالية من النوع الكلاسيكي , أي حرب لإعادة تقسيم المستعمرات و مناطق النفوذ . أما بعد ذلك – وفي المرحلة الثانية التي انتهت سنة 1945 – فقد أصبحت حرب التحرير , على الأقل بقدر ما كان الأمر يتعلق بالاتحاد السوفيتي .
وقف الحزب الشيوعي العراقي من الحرب موقف الحياد في المرحلة الأولى .
و كان الحزب على موقفه هذا عندما سارت قوات العقداء الأربعة إلى بغداد يوم 1 نيسان ( أبريل ) 1941 و نصبّت مؤيد الحياد ( رشيد عالي الكيلاني ) رئيساً للوزراء , وعجلت بهرب الوصي على العرش الموالي للبريطانيين , عبد الإله , ثم عزلته في النهاية .
و خلقت هذه الأحداث التي ميزت بداية الحركة نوعا من الاثارةغير العادية , و فهمت القيادة أن الحماسة الشعبية للنظام الجديد كانت مخلصة و عفوية . ومع ذلك , فقد كانت قيادة الحزب محترسة و حذرة في البداية . و على العموم , ففي 3 أيار ( مايو ) , الصباح التالي لاندلاع حرب (( الثلاثين يوماً )) , أصدر الحزب بياناً وزع باليد يدعوا الناس إلى الاتفاف حول الحركة و تقديم الدعم اللامحدود لها . و يبدو أن البيان كتب ووزع بغياب يوسف سلمان يوسف , الذي اعترض عليه عند تقديم محتوياته . و نتيجة لذلك وجه الحزب يوم 7 أيار رسالة خاصة إلى رئيس الوزراء رشيد عالي أعرب فيها عن دعم الحزب للحكومة , و في نفس الوقت دعاها إلى اطلاق الحريات الدستورية , ودعاها إلى الابتعاد عن الاعتماد على أية قوة خارجية و ابقاء البلاد بمعزل عن القوى المتصارعة , ثم نوه لها إلى امكانية الاعتماد على الاتحاد السوفيتي , و من ثم دعاه إلى اطلاق سراح الجنود الذي سجنوا سنة 1938 .
ورد رشيد عالي بالافراج عن الجنود الشيوعيين الذين كانوا مسجونين منذ سنة 1937 و الذين كانوا ينتمون إلى حركة زكي خيري . و لم يكن لحكومته أن ترد اليد التي مدها الحزب الشيوعي إاليها وهي تدغدغ الأمل بالحصول على مساعدة الاتحاد السوفيتي . و كان هذا هو السبب وراء اقتراحها على السوفيت , يوم 3 أيار ( مايو ) , إقامة فورية للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين . و من المؤكد أن عيون الحكومة كانت مركزة على ألمانيا بالدرجة الأولى , و لكن حاجتها إلى أصدقاء , حيثما وجدوا و مهما كانت توجهاتهم الأيدلوجية , كانت حاجة كبيرة و ماسة . و من ناحية الإمداد بالسلاح , كان الاتحاد السوفيتي هو الأقرب جغرافياً إلى العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة