الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برامج النميمة من قناة الجزيرة إلى تليفزيون الحارة

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2013 / 4 / 27
الصحافة والاعلام


برامج النميمة
من قناة الجزيرة إلى تليفزيون الحارة
لم يتوقع خبراء الإعلام أن تنتشر البرامج المسماة " بالتوك شو " بهذه السرعة المذهلة ، على شاشات الفضائيات العربية . لكن نجاح تلك البرامج على شاشة قناة الجزيرة وانتشارها السريع بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، أغرت العاملين فى مجال " الميديا " العربية على الدخول إلى ذلك السوق ، على استحياء فى بداية تجربة هذه النوعية التى استطاعت بها قناة الجزيرة تحويل قطاع كبير من المشاهدين إلى شاشتها . فبدأ التقليد قبل ما يسمى بثورات الربيع العربي بنوع من التحفظ الشديد ، حتى لا تقع تلك المحطات ، تحت طائلة المساءلة القانونية أو السياسية ومع الانفلات القانوني والسياسي الذي أصاب تلك الدول ، ظهرت العشرات من تلك النوعية البرامجية ، بشكل يدعو للوقوف على هذه النوعية من البرامج، بدأ بالاتجاه المعاكس الذي قدمه الدكتور فيصل القاسم ، مرورا بالعاشرة مساء ، وحتى برامج الهواة على وصلات الحوارى والشوارع . قبل أن نطرح تساؤلا مهما عما قدمته تلك البرامج للمتلقي العربي على مستوى الخبرية والمعلوماتية ، يجب أن نشير إلى أن كلمتى " توك شو " تعنيان فى ترجمتها " الاستعراض بالكلام . كلام الحفلات . كلام النميمة " فالمعاني اللغوية لم تختلف كثيرا عن المعاني الاجرائية . فبالعودة إلى الاتجاه المعاكس ، الذى اعتاد مقدمه على طرح عدة تساؤلات فى بداية الحلقة ، يعقبها صدام بين وجهتى نظر مؤيدة ومعارضة للموضوع محل النقاش يعتمد مقدم البرنامج خلال سير الحلقات على إثارة الإنتباه القسري عند المتلقى بإستخدام آلايات علوم النفس ، فيعمد إلى الصوت المرتفع و لغة الجسد المعبرة عن الحالة التى يتبناها مقدم البرنامج ويحاول بقدر الامكان ألا يظهرها للمشاهد ، ويظل النقاش بين طرفي الصراع محتدما حتى إذا ما هدأت الحلقة ، أعادها مقدم البرنامج باحترافية شديدة إلى السخونة المطلوبة ، فى مشهد أقل ما يوصف بمحاولات الباعة الجائلين لحظة الصراخ على عرباتهم الخشبية لمحاولة جذب انتباه الزبائن . إن كنا نعتبر الإعلام وسيطا خبريا وثقافيا ، فعلى المتلقي أن يسأل نفسه مع نهاية كل حلقة . ما الاستفادة وما التنوير من متابعة مثل هذه الحلقات النارية ؟ فلا هي قدمت حقائق ثبوتية ، ولا قضايا تنورية ، تدفع المشاهد وتحرضه على محاولة اكتشافها . ربما كان برنامج العاشرة مساء ، التي قدمته منى الشاذلي أكثر نضجا من الاتجاه المعاكس على مستويات الاعداد والتقديم والاخراج ، فكان الطرح هادئا رصينا ، لكنه لا يخل هو الآخر من الاستعراض بالكلام، وإن أعاد المتلقي ذات السؤال السابق ، لن يخرج عن اطار ما قدمه الدكتور فيصل القاسم ، لكن فى قالب جديد . وعلى هذا النهج قدم عمرو أديب برنامجه " القاهرة اليوم " وقدمت لميس الحديدي ذات النسق ، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال ، أن تلك البرامج خاوية تماما إلا من الضجيج والاستعراض والبيع والشراء لجذب أكبر عدد من المشاهدين ، فربما تكون النوايا صادقة فيما يقدمه البعض ، لكننا فى النهاية لا نتعامل مع نيات إنسان ومشاعره تجاه القضايا الكبرى ، بقدر ما نتعامل مع مقدمات تقود إلى نتائج . فكانت نتيجة ما قدمته الفضائيات العربية من برامج " التوك شو " مسار خلق فجوات من حيرة وقلق ، بين المتلقي وثوابته المعرفية ، فظهر عوار تلك البرامج التى افترض فيها المشاهد ، سعيها الحثيث على طريق التنوير والرقي ، فاصطدم بالاستعراض والزيف والنميمة . فصدقت الترجمة التى نقلت لنا " التوك شو " على أنه كلام النيميمة ، فرفقا بالمشاهدين .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة