الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة المرأة والرجل في - رقص المرايا- لنعيمة القضيوي الإدريسي

نجية جنة

2013 / 4 / 27
الادب والفن


صدر للقاصة المغربية نعيمة القضيوي الإدريسي مجموعة قصصية قصيرة جدا بعنوان " رقص المرايا" عن سليكي أخوين بطنجة سنة 2012 ، بغلاف أنيق يحمل إطارا راقيا لمرايا ثلاث تتوسطه مرآة كبيرة تعكس أجسادا بشرية راقصة بألوان زاهية فاقعة ، بينما تعكس المرآتين المحيطتين أجسادا راقصة ولكن سوداء ستجعل المتلقي يتنبأ نوعية المواضيع التي ستتطرق لها الكاتبة ، فحتما ستجعلنا نتأمل ذواتنا في مرآة واقعنا ، وستكشف خبايا المستور.
إهداء القاصة مؤثر جدا حيث تقول " إلى أمي وطني الذي يدفئني ولا يرفضني وإلى ذكرى والدي وخالي أهدي فرحي" إنها إيحاءات قوية ومؤثرة ، فقط هناك ذكرى للدفء وللأحباب الذين غادروا ، نلمس الروح الشفافة المكلومة للقاصة، وإحساسها الرقيق الذي سوف يأخذنا لعالمها الأنثوي ولبوحها الثائر ، نلاحظ أيضا أنها اعتبرت أمها كل وطنها وهذا إشارة إلى أهمية المرأة في المجتمع . ويأتي تقديم الأستاذ حميد ركاطة كبداية مؤطرة للنصوص بحيث يساعد القارئ لولوج عالم نعيمة وما ستثيره من نقاشات وردود فعل .
تضم المجموعة الصغيرة الحجم 47 قصة ، أغلبها بحجم راحة اليد ولكن تأثيرها بحجم الصاعقة التي تضرب الجذور المتعفنة وتزلزل الأحاسيس المتبلدة،و بأسلوبها الشفاف ولغتها الواضحة تنقل مشاهد حية من المجتمع ، وخصوصا تلك التي تلامس جراحات المرأة وهمومها وعالمها الأنثوي الذي يفيض رغبة ورهبة وسرية.
لقد تطرقت للعلاقة غير المتكافئة بين الزوجين ، ولمشاكل الخيانة الزوجية والعنوسة وما ينتج عنها من تدمر وألم ، ومشاكل المطلقة ، وأسباب الدعارة، والشذوذ الجنسي وآثاره على المرأة، واغتصاب الطفولة ،ومساوئ الشبكة العنكبوتية ، والفتاة المغتصبة ، وللمرأة العاملة التي تشقى وتكد في سبيل الحفاظ على أسرتها وتنسى ذاتها إرضاء لغرور الذكر،وطمع واستغلال الرجل لضعفها وسذاجتها، كما تبين ذلك قصة "صد وسد" ص 13 حيث تقول " ظنت دوما أنه بالجوار، يوم نظرت يمينا صفعتها الرياح ..." وفي قصة " بهلوان" ص 14 تقول " ..كلما صدت عنه لتداري جرحها ينكأه بلمسة حنان ملغوم.." وفي قصة " بين نارين ص 20 " تأنقت ونظرت إلى قوامها في المرآة، ....ثم تمتمت:متى ستظل تنتظر ابن الحلال؟ في الخارج كان ابن الحرام ينتظرها في سيارته عند الزاوية كالعادة " وفي قصة" زواج شرعي " ص: 22 تناقش موضوع شائك تعاني منه المرأة المتزوجة وتظل تحمل وزره لأنه يعتبر طابو في أعراف المجتمع وهو الشذوذ الجنسي حيث تقول " عروس سعيدة بليلتها الأولى ، العريس لم يلمسها، ...استخدمت أنوثتها، في الأخير طلبت بحقها الشرعي ، أجهش الزوج بالبكاء ورد قائلا: تعودت أن يضاجعوني " وفي قصة" صحوة"ص 44 " في غمرة فرحها بوجود رجل جديد يملأ حياتها تناست طفلها ...دلفت غرفته..كان الصغير يئن تحت وطأة الجسد الثقيل" وفي قصة " حالة تلبس " ص: 56 تقول " ضبطته متلبسا في حضن الخادمة ، وقفت مذهولة ، وصرخت ما هذا يا رجل؟ رد عليها ببرود تام : أو ما ملكت أيمانكم "
جل ثيمات النصوص سردت لنا بأسلوب ساخر قاتم ، مقاطع من الحياة اليومية في عالم المرأة المعنفة، المغتصبة و المكبوتة .
إن نعيمة القضيوي قاصة ثائرة على الأعراف والتقاليد التي جعلت من المرأة آلة للإنجاب فقط ، وسلعة بخسة في دنيا العولمة والتكنولوجيا ، دون مراعاة حاجياتها النفسية والجسدية .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب


.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي




.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت


.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري




.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض