الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الشهداء نحن أم هم ؟؟

منتظر العمري

2013 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


منذ زمن طويل وتحديداً بعد ظهور الفرق والأحزاب الاسلامية توجد لدينا مشكلة كبيرة أشار لها الكثير من المفكرين وفلاسفة العرب والغربيين ، وتناولوها بدراسة وتحقيق موسعاً وبرؤى مختلفة وصل الكثير منهم وخاصة ما يسمى بالمفكرين التنويريين كأمثال " نصر حامد ابو زيد " و " محمد أركون " الى نتائج لا ترضي البعض وخاصة المتشددين من اصحاب المدرسة الكلاسيكية الاسلامية .. لكن الكل اجمع على المشكلة ، وهي ان هناك إشكالية كبيرة في تفسير النصوص الدينية ، من قبل جميع المذاهب والنحل الاسلامية ، بل حتى في داخل المذهب الواحد . لكن ما استوقفني كثيرا هو احد النصوص للمفكر العراقي " عبد الرزاق الجبران " عندما يتطرق في احد كتبه المثيرة للجدل لموضوع الشهيد من هو وكيف يكون الانسان شهيدا ، فيذكر الجبران الحديث القائل : " من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد " . فيقول " انه لم يحدد هنا اي دين ، وأي مال ، وأي عرض " . باعتبار الدفاع عن غالي و مقدس بنظر الفرد وفق الدين الذي يعتنقه او الأيدلوجية التي يؤمن بها باعتباره ذاد وضحى بنفسه من اجل ذلك الشيء الذي يشكل اهمية كبيرة في حياته . وما يهمنى ان الشهادة ينالها من هو في موقع المدافع لا موقع المعتدي .. ونحن اليوم في العراق والمنطقة ومع ظهور الاسلام القاعدي المتشدد وكثرت التقاتل والتصارع بين من ينتمون الى الاسلام ، فالكل يطلق على ضحاياه عنوان الشهيد ويمنحه " رمزية الشهادة " متناسين هذا الشهيد كان معتدي او معتدى عليه ، قاتل او مقتول دون تفريق . السؤال الذي يُطرح ، من هو الشهيد نحن ام هم ؟؟ ونحن نتعرض " يعتدى علينا " كل يوم بل بكل ساعة لهجمات متكررة من الارهاب القاعدي التي يضرب مدن العراق بالجملة ، في بعض الاحيان تتزامن عمليات ارهابية في جميع المدن تصل الى اكثر من عشرة عمليات ، يذهب ضحيتها العشرات والمئات من ابناء الشعب العراقي ، واغلب هذه العلميات ينفذها انتحاريين ، الذين سوُقت الى اذهانهم رمزية الشهادة وبرر لهم الانتحار ، من رجال دين منحرفين يُصدرون فتاوى القتل وغيرها دون رحمة مبتعدين بذلك عن إنسانية الدين . المهم على جميع المسلمين ان كانوا رجال دين ام أفراد بسطاء ان يرجعوا الى رشدهم وان يستفتوا عقولهم وقلوبهم قبل ان يقدموا على مثل هذه الممارسات التي يزُهق جرائها عدد كبير من الانفس كل يوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل