الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعراء القادسية وام المعارك

محمد الذهبي

2013 / 4 / 28
الادب والفن



من الملاحظ في الآونة الأخيرة ان هناك اهتماما قل نظيره بشعراء المرحلة السابقة، ممن كانت اسماؤهم لامعة على صفحات جريدة الثورة وجريدة الجمهورية وجريدة الزوراء المملوكة لعدي صدام حسين ومجلة الف باء، وأن هناك اقصاء واضحا وتهميشا بينا لشعراء مابعد سقوط النظام، ممن حاول جاهدا ان يعوض سنوات الاقصاء والتهميش بمنجز حقيقي لامراء فيه ولانفاق للرئيس الضرورة وبلا مكافآت قد تصل في احيان كثيرة كما كنا نرى في التسعينيات الى 500 الف دينار عراقي وبعض الاحيان اكثر من هذا بكثير، ناهيك عن شعراء الثمانينيات ممن شارك صدام حربه بالكلمة من الذين تسلموا قطع اراض او سيارات سوبر وكرونة مما كان يعطي الرئيس للشهداء والضباط.
هذا الامر بات جليا وواضحا، حتى ان هناك حربا وتهميشا غير معلن للشعراء الذين غادروا العراق خوفا من بطش صدام، وجل ما اخشاه ان يصبحا الجواهري والبياتي في نهاية المطاف مارقين عن الشعر وشعراء من الدرجة الثانية نسبة الى شعراء القادسية وام المعارك، واظن ان هذا حدث فقد خرج شاعر مداح من الذين باعوا ذمتهم لصدام من على شاشات الفضائيات ليسقط عبد الوهاب البياتي شعريا امام جميع الناس ، وهو يعرف ان البياتي قد ترجمت قصائده ودواوينه الى مختلف لغات العالم، من الضروي ان تجلب اية ثورة ادباءها ومثقفيها، اما في حالة القضية العراقية فأن الثورة لم تكن ثورة، وانما كان تغييرا مصحوبا بأحتلال من قبل دولة اخرى، ولذا لم نجد تغييرا واضحا طرأ على الشعر العراقي، تغييرا شكليا او في المضمون، تراوحت القصيدة بين ماكانت عليه ولم تتغير مرحليا سوى كتابات بسيطة من قبل شعراء شباب حاولوا ان يضعوا لهم بصمة جديدة مخترقين شكل قصيدة التفعيلة الى النص الشعري، وهذا السلوك الذي تسلكه الصحف العراقية والفضائيات يعكس تأثير النظام السابق على البعض حتى وهو غائب ومتلاشٍ، صدقوني كنا نخاف شعراء السلطة فلانجلس قربهم في البارات لان شعرنا كان مستندا للأدانة، وكنا نرى احذيتهم نظيفة وثيابهم ايضا، لنهرب من بار الى آخر عسى ان نتجنب الحديث معهم حول شرعية مايكتبون او فنية مايكتبون، فكنا خارج النص الشعري الذي يتداولونه علما ان كثيرا منهم كانوا اصدقاء طفولة او شباب، وهناك الكثير من الشاهدين على ان النص الشعري في ذلك الزمن كان متراجعا ويحكي قصة الشعر العربي القديم وتشكيل بنية جديدة لشعر الحرب في العصر الحديث، هذا كله حدث امام هروب شعراء كثيرين لا لشيء بقدر خوفهم ان يجبروا على تشكيل هذا النص بالاشتراك مع شعراء كانت اسماؤهم لامعة آنذاك، والآن لم يطلب احد اقصاء احد، ولكن هناك دوائر تجتمع لنقاد ناشئين او كانوا معاصرين لشعراء القادسية وام المعارك يركزون القول والكتابة على هذه الاسماء دون غيرها وكأن خوفهم من النظام السابق مازال يحيا بأذهانهم ويوجههم الى تركيز الضوء على شعراء ام المعارك والقادسية، في حين ان معظم او غالبية من يتولون مسؤولية الصفحات الثقافية هم من ادباء الوقت الحالي، لكنها قضية متعلقة بالعقل الباطن او بأقامة العلاقة مع هؤلاء فهو تمجيد للشاعر مابعد 2003 ان يكون صديقا لشعراء ام المعارك، ولا اظن ان احدا يخالفني الرأي لو تصفح دعوات الشعراء في المهرجانات وآخرها مهرجان المربد.
هذه اشكالية ثقافية اكثر منها اشكالية انسانية تخضع للعلاقات ومسح الاكتاف، وكما قلت من تسلم زمام الامور في العراق لم يكن متخصصا ولا من ذوي المعرفة باسماء الادباء والفنانين، وكل وزير يخشى المقاطعة كما يخشى رئيس الوزراء استقالة وزرائه من الحكومة لتبقى هذه الاشكالية قائمة، ولتبقى ثقافة الشعب مبرمجة بحسب قانون ام المعارك والقادسية الثقافي، في حين ان من يمتلك عقلية التغيير او كان مثقفا حقيقيا ولكنه آثر ان يهرب بدينه بعيدا ولايمدح ولايعتذر عن مديحه للنظام السابق بقي مهمشا كما هو حال الكثير من الاصدقاء المقيمين خارج العراق، وهم محرومون حتى من المشاركة بالمهرجانات، وحتى ان تكتب نقدا ادبيا عن احدهم للتعريف به بلا مواقف تنأى الصحف عن النشر بحجة انه اسم عادي جدا قياسا لشعراء ام المعارك والقادسية المجيدتين، كانوا يحبون صدام فنطقوا وصمتنا، وذهب صدام قصاروا اطول لسانا، لا ادري كيف عندما استهلك جل عمري بالدفاع عن فكرة كيف اغيرها بسرعة لأنضم الى نقيضتها، وانا حضرت كيف كان البعض ينبذهم وكم طردوا من اتحاد الأدباء، لكنهم عادوا كالفاتحين فهنيئا لهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر


.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية




.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال