الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركات الإسلامية

حميد المصباحي

2013 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


الإسلاميون في المغرب,ليسوا اتجاها واحدا,فدرجة القبول بالجديد,واحترام الآخر فيها درجات ورتب,حسب اجتهاداتهم وحتى تاكتيكاتهم السياسية,لذلك لابد من التمييز فيهم,بين من يعتبر الإختلاف قيمة حضارية,يمكن التجاوب معها,ومن يعتبره حالة شاذة ينبغي استئصاله,لذلك يمكن استحضار بعدين قبل الحكم على الحركات الإسلامية.
1الإجتهاد الفكري
هو بمثابة قراءة دينية,للتراث الإسلام في مسألة خلافية بين الباحثين ومجمل المهتمين والفقهاء,من قبيل كيفية التعامل مع الغير,أي المختلف عنا في الملة,أو المختلف في بعضها وليس كلها,وهنا تكون أطروحة المجتهد دليلا على قوة فكرته,ورجاحتها وقابليتها للمراجعة العلنية من طرف الكل,مجددين ورافضين للتجديد,بحيث يحفل تاريخ الإسلام بالكثير من المقاربات الفكرية التي حاولت التفاعل بشكل عقلاني مع المستجدات التي عرفتها المجتمعات العربية و حتى الإسلامية منها,لكن أشكال المقاومات كانت تنبعث من عمق الحركات الإسلامية المحافظة,فما أن يظهر فيها من يحاول مطارحة القضايا فكريا,حتى تعم الدعوات لتبخيس فكره و التحامل عليه باسم الدين حد التكفير,مما يحذو بغيره إلى التراجع عن إعادة النظر في بعض المقدسات التي ألحقت بالشرع للتماهي معه,مع أن الشريعة فيها قياسات و إجماعات استندت إلى مقاربة مجتهدين حاولوا سد فراغات النصوص أو انفتاحها على تأويلات متعددة,إسوة بالقولة المعروفة كمأثور ديني,أي الإختلاف رحمة.
2المأثور الديني
هو نمط رافض لأية مقاربة بأسلول غير التواثر كإثبات وحيد لكل ما يعن للنفس البشرية,ففي نظر هذا التوجه,كل مالا يستند لسابق يعتبر اتباعا للهوى,لكن الغريب في هذا الإتجاه استناده فيما يجد إلى منطق الفتوى,بل تأكيده على صاحبها وتقواه بدل تكوينه واتساع ثقافته,فحتى السلفية الحالية هي جديدة في درجات انغلاقها,و عدم قبولها بما درج المسلمون على اعتباره شبيها بالعرف غير المتعارض مع ثوابت العقيدة و الإسلام,و هذا التزجه انبعث مع ظروف العالم الإسلامي و عجزه على بناء نموذج تنموي يحقق التطور الإقتصادي و الحدود الدنيا لرفاهية الإنسان العرب و المسلم,فكلما تراجعت درجة نمو المجتمع ظهرت حركات رافضة لكل ما هو إنساني بحجة غرابته عن مقومات الحضارة العربية و الإسلامية,فازدادت الحاجة في نظر هذا التيار إلى المزيد من التراجع نحو الماضي طلبا للخلاص و البراء من مظاهر التمدن و التحضر في مختلف نواحي الحياة الجماعية و الفردية.
3الديني السياسي
هو توظيف للفكر السلفي و تتويج لبرغماتية إيديولوجية,تشتغل بازدواجية الإجتهاد الفكري تجاه السلطة مع التمسك بالمأثور في خطاباتها أمام أتباعها و المجتمع الذي ينحو نحو المزيد من المحافظة,كما أن هذا الإتجاه لا يقطع نهائيا مع الدعوات السلفية المعتمدة على المأثور الثراتي,بل يحاول اكتسابها ككتلة ناخبة,للفوز في إطار إيمانه الإضطراري باللعبة الديمقراطية,أو الزحف السلمي نحو السلطة,بغية ما يسمونه بإعادة أسلمة المجتمعات العربية,و غير العربية وفق منظورهم الخاص للإسلام,و بذلك فإن هذه التمييزات هي مجرد وسيلة لمقاربة الظاهرة الإسلامية و ليست حكما نهائيا,فالتجارب التي عاشها العالم العربي أثبتت وجود مخطط و استراتيجية لحركات الإسلام السياسي,أجمعت على فعاليتها,بحيث تشارك ما تسمى بالمعتدلة في تجربة خوض غمار التنافس السياسي,بينها التيارات الأخرى تحافظ على وجودها و تجذرها داخل المجتمعات ,رغم حدوث بعض المناوشات فيما بينها,مما تقتضيه اللعبة من محاولات لربح ثقة الخصوم,بحيث يعتقد الحداثيون أن الحركات الدينية الإسلامية السياسية المشاركة لها القدرة على جر السلفيين إلى القبول باللعبة الديمقراطية و التكيف مع متطلباتها التنظيمية و الفكرية.
4الديني الدعوي
يحاول ربط الصلة بالمجتمع وفق تصور تبسيطي للإسلام,شبيه بلعبة الفقيه,الذي يعتبر دوره مجرد منبه و حات على التدين,بالتوعية الدينية,و هم دعاة يحاولون عدم الخوض في الخلافي و حتى السياسي,بعيدا عما يبعد الإسلام عن جذوره الروحية الواعظة و المحذرة من الوقوع في المحرمات,لكنه في غالب الأحيان يدعم أو يمهد للإنخراط فيما هو سياسي,بدون قصد منه,رغم ما يحققه من اكتساحات و تغلغل في كل البنى المجتمعية,بفعل بساطة خطابه و عدم تخندقه إلى جانب هذا التوجه أو ذاك,لكنه شديد التأثر بالتموجات التي تعرفها الساحة الفكرية من نقاشات,يحاول تبسيطها بعيدا عن التصنيفات المحرضة,فهو يعتبر نفسه في غنى عن تعريف نفسه,بأية صفة عدا كونه دعوة لله و كل ما يجعل من المسلم مؤمنا بواجباته و حريصا على ممارسة طقوسه بعيدا عن التعصب و المواجهة لمظاهر الإنحراف.
خلاصات
إن تحقيق ما عرف بالإصلاح الديني في العالم العربي,لا يصطدم بالمجتمعات العربية فقط,بل إن السلطة السياسية نفسها,ليس لها هذا الخيار,فهي نفسها تستمد مشروعيتها من الحقل الديني,و تعتبره رباطا قويا يشد المجتمع لها,و يقويها تجاهه,كما أن تحديثه,سيكون مكلفا في الظروف التي يعرفها العالم حاليا,فالعولمة ولدت ردود فعل قوية,اتخذت صيغة انبعاث الهويات,التي تختزل في غالب الأحيان فيما هو ديني,كما أن الفكر الحداثي,ليست له قوة الحضور رغم المظاهر المعبرة عنه في حياة الأفراد و الجماعات.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر يبدع في تحضير جاج بالفريكة ????


.. ما تأثير وفاة رئيسي على السياسة الخارجية الإيرانية؟ • فرانس




.. كيف سقطت مروحية الرئيس الإيراني رئيسي؟ وما سبب تحطمها؟


.. كيف حولت أميركا طائرات إيران إلى -نعوش طائرة-؟




.. بعد مقتل رئيسي.. كيف أثرت العقوبات الأميركية على قطاع الطيرا