الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شطحات العمامة القومجية الفارسية

مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)

2005 / 4 / 18
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


يبدو أن إيران اكتشفت مؤخراً فقط أنها متخلفة عن ركب دول المنطقة فيما يتعلق بسياسات الصهر والإذابة العنصرية للشعوب القاطنة ضمن عمامتها . فكل دول المنطقة سبقتها إلى تغيير الطبيعة الديمغرافية وتغيير الأسماء ( الأشخاص – الأمكنة ) لتلك الشعوب المختلفة معها ومع سياساتها . فجارها العدو اللدود العراق فعل ما بوسعه من مجازر ومقابر جماعية وسياسات تهجير في الشمال الكردي والجنوب الشيعي لاستئصال كل محاولة تفكير بغد أفضل , و الشاهد البالغ على تجليات تلكم السياسة البغيضة الوخيمة ما يشهده ملف كركوك الذي هو محور تجاذب وتهديدات بالتدخل من أطراف في المنطقة والداخل العراقي .
بدوره لم يقصر النظام الطوراني التركي ولم يتساهل بتاتاً في تتريك كل ما يدب على أرض جمهوريته السفاحة . قتل للأرمن , والآشوريين , والأكراد , وتغيير واسع النطاق للتركيبة الديمغرافية في كردستان الشمالية ( جنوب شرق تركيا ) حيث تم عبر عقود تخلية المئات من القرى وتهجير سكانها إلى الغرب التركي . وكانت سياسات أتاتورك وخلفائه تقوم وإلى زمن قريب على نفض تركيا من كل دلالة قومية ودينية وثقافية مغايرة لأساسات دولتهم . لعل آخر فانتازيا تركية كانت في رفضهم تداول الاصطلاح العلمي " ذئب كردستان " .
في سوريا حدّث ولا حرج . تعريب لأسماء القرى والمناطق الكردية , وتجريد للأكراد من الجنسية , وسياسة الحزام العربي الهادف في حينه إلى تفريغ الشمال السوري من الأكراد واستبدالهم بالعرب .
ويبدو أن لسان حال القومجيين الفرس الذين يخفون أفكارهم العفنة داخل العمامات والعباءات يقول : " أن تصل أخيراً خير من ألا تصل أبداً " .
قبل سنوات أشار الصحافي الفرنسي إريك رولو في مقابلة مع قناة الجزيرة إلى أسبقية القومية ولاحقية الدين في فكر الخميني , كونه كان على صلة وثيقة به خلال إقامته في باريس .
ويبدو السياسيون الفرس اليوم أبناء بررة لنهج الخميني الذي قضى على امكان ازدهار إيران خارج النهج الأحادي للفكر التسطيحي التسلطي لملالي الظلمات .
إذا صحت الرسالة المنسوبة إلى المسؤول الإيراني محمد علي أبطحي والتي يطالب فيها وزارة التخطيط بتعديل التركيبة الديمغرافية لمنطقة عربستان ( خوزستان ) والتي يشكل العرب غالبية سكانها والتي كانت سببا في اضطرابات واسعة النطاق تم الرد عليها بالقمع البوليسي وهراوات الحرس الثوري ولحى البسيج . فهذا يفسر مدى حماقة العقل الفارسي السياسي ونكوصه ودورانه خارج التغيرات التي تعصف بالمنطقة , فإيران في مركز الصدارة على لائحة الإرهاب الأمريكية ولا تفصلها عن رائحة البارود الأمريكية سوى ملليمترات .إيران ككل دول المنطقة المتطابقة معها في نزوعاتها الوهمية وفوات عقولها السياسية مطالبة قبل كل شيْ بإتاحة الفرص أمام رياح الديمقراطية , وتدشين مرحلة مستجدة أمام أسئلة العقل الهائلة , لا سيما وهي ترقب ما يحدث في طول العالم وعرضه من تصاعد الهويات الاثنية وتبلور مطالبها .
إيران تعلم ولا ريب أنها في عالم متحرك . ولا يجب أن تنسى فاعلية الشعوب وصحوتها المتصاعدة التي تبرز في شكل انتفاضات تطوح بأنظمة الحكم و أجهزتها القمعية بين ليلة وضحاها .
إيران تعلم أيضا أن الديمقراطية , واحترام حقوق الإنسان . والإصلاح وحدها الكفيلة بإنقاذها من براثن الماغنوم الأمريكي سيما وأنها مبنية على أساسات هشة , وإدماج بين قوميات عدة بفعل القمع والدكتاتورية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً