الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل - وحدي -

بنعيسى احسينات

2013 / 4 / 28
الادب والفن


مرثية، ولو جاءت متأخرة، في حق الصديق والرفيق الأستاذ وحدي حسن، الذي رحل إلى مثواه الأخير قبل الأوان. تغمده الله برحمته الفياضة ومغفرته الواسعة، وأسكنه فسيح جنته، ولذويه وأصدقائه وطلبته الصبر والسلوان.. )
بنعيسى احسينات - المغرب

أتيتك صديقي " وحدي " متأخرا لأرثيك..
بعد رحيلك المفاجئ عن أهلك وذويك..
بعد صراع مستميت مع داء ألم بك..
فمعذرة، وإن كان العذر لا يكفي في حقك..
لأنني أرثيت، قبلك وبعدك، آخرين غيرك..
هل كانت تخونني العبارات فيك؟؟
هل أخرسني الحزن الشديد عنك؟؟
ربما لضياع شيء مني في فقدانك..
ربما لأنني لم أتحمل فراقك..
ربما لأنني لم أتقبل موتك..
ربما لأنني لم أصدق رحيلك..
كنت عنيدا للمرض في حياتك..
كنت أقوى من السقم في تحملك..
رغم خوفك العميق من الممات..
تتحدى المرض والقدر بثبات..
متشبث أبدا وبإصرار بالحياة..
أسائل نفسي عن موتك المباغت الآن..
هل حقا ودعتنا إلى مثواك قبل الأوان..
لم أصدق أبدا في كثير من الأحيان..
بكيناك وواريناك الثرى ولم نع معنا الفقدان..
والدمع يفصح عما يجري بين البوح والكتمان..
فأتأرجح في الحقيقة بين التصديق والنكران..
وعندما تطفو الحقيقة في غمرة الصمت..
أحاسب نفسي عن عدم رثائك ولو ببيت..
فلماذا تأخرت يا ترى كل هذا الوقت؟؟
لا أدري.. هل أصبت بخرس مميت؟؟
أم فقدت بلاغة الكلام المستميت؟؟
الأمر خارج عن طوعي واعتذاراتي..
رثاؤك دين في ذمتي ولو لآخر العمر..
ومهما قلت لم أف قدرك في آخر الأمر..
*
كنت تفوقني اندفاعا.. ارتجالا و جرأة..
فأبحث عنها ببراءة، في سلوكك بقوة..
كنت ناصحك بالتأني.. بالتبصر والحكمة..
فكنت تسمع لي في الغالب، وتأخذ بالنصيحة..
كنت فيلسوفا عنيدا، متميزا بأفكارك..
كنت مفكرا فريدا، غالبا ما تفحم خصمك..
كنت محبا للعلم والمعرفة بطريقتك..
كنت تدافع عن المظلوم والمحتاج بآرائك..
كنت وحيدا متفردا في بوحك وأسرارك..
*
كنا شخصين في شخص واحد لا يفترقان..
إلا أننا نختلف قليلا ونتفق في غالب الأحيان..
لكن الأنانية أحيانا تتحكم في سلوك الإنسان..
كان كل منا، في الغالب، يحرس ألا يغضب الآخر..
كان كل منا، رغم نواقصنا، يتحمل وزر الآخر..
وإذا طفا الكيل.. ينسحب كل منا في صمت وآهات..
لأيام.. ربما لشهور.. ثم يعود نادما بدون مقدمات..
كأن شيا لم يكن بالمرة، وبدون تقديم مبررات..
*
كنا نتقاسم الأحلام.. الخيال.. الأفكار والفلسفات..
كنا نتبادل الحب.. الاحترام.. التقدير والزيارات..
كانت تجمعنا الطفولة الفقيرة الناضجة..
بأحلامها.. بآلامها وطموحاتها البريئة..
كان يجمعنا الشباب المتحرك بعصامية..
بتطلعاته الرجولية للتغيير والدموقراطية..
كانت البساطة والكفاف شعار حياتنا المتدفقة..
لا نطمح فيما هو أكثر من المسائل الضرورية..
فما أعظم الصداقة إذا بنيت على المحبة..
وما أصدق المحبة إذا كانت بدون منفعة..
وما أجمل الأخوة إذا كانت بين الأصدقاء..
رب أخ حميم لم تضعه أمك يوما بالدعاء..
افتقدناك " حسن "، إلى الأبد كرها لا طوعا..
لكن ذكراك بيننا، سيضل مفردا وجمعا..
نستنير دوما بآرائك واستنتاجاتك إشعاعا..
فمغفرة الله وتوبته الواسعة تنير قبرك شمعا..
مشمول برحمته السارية على بني آدم طمعا
----------------------------------------
بنعيسى احسينات - المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص


.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود




.. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على آلة العود.. الموسيقا


.. الموسيقار نصير شمة: كل إنسان قادر على أن يدافع عن إنسانيته ب




.. فيلم ولاد رزق 3 يحصد 202 مليون جنيه خلال 3 أسابيع