الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراصنة البحار (يفرخون)، قراصنة الاقتصاد الأمريكي

خليل البدوي

2013 / 4 / 28
الادارة و الاقتصاد



القراصنة قديماً.. كانوا يجوبون البحار قاطعين طرقها بوجوه لفحتها حرارة الشمس وأشعتها، وأعين متربصة عادة ما تكون إحداها معصوبة وسيوف لامعة وأطماع نهمة، يبحثون عن السفن وما تحمل من كنوز وبضائع وأموال..
نعم القرصنة هي عبارة عن سرقة مرتكبة في البحر، أو أحياناً على الشاطئ، من قبل عميل غير مدفوع من أي دولة أو حكومة.
وقد أصبحت القرصنة مصدر خطر داهم خاصة في سواحل الصومال التي تخضع خضوعاً كاملا للقراصنة حيث تجري ثلث عمليات القرصنة في العالم قرب سواحل الصومال.
عرفوا القراصنة على مر التاريخ، وكان هناك آلاف من القراصنة ونشطوا من عام القرن الـ (17) منذ عام " 1650 م " إلى عام " 1720 " وكانت هذه السنوات خاصة تسمى بـ (عصر القراصنة الذهبي).
والقراصنة هم الأشخاص الذين يبحرون عبر البحار والمحيطات بقصد السرقة ونهب الأموال والبضائع ومعظم القراصنة يستهدفون السفن، كما يشنون هجمات على المدن الساحلية، كانت بداية القراصنة بسيطة، فقد هددوا بعض السفن الرومانية عن طريق التجارة اليونانية، وكانت سرقاتهم عبارة عن الحبوب وزيت الزيتون وغيرها حتى تطور الأمر وأصبح على ما هو معروف من كنوز ومدن وقرى وغيرها.
بعد نجاح هجمات القراصنة المتكررة والمزعجة التي اضطرت الحكومات إلى اتخاذ إجراءات قوية وصارمة وقامت بإرسال القوات والسفن الحربية مدججين بالأسلحة حتى يلقون القبض على رؤوس القراصنة وقد خاضوا معهم معارك كبيرة ورهيبة، وبالفعل تم لهم ما أرادوا، وكان ذلك في بداية القرن " 18 "تم إلقاء القبض على أشهرهم، (Blackbeard - اللحية السوداء) و(Bartholomew Roberts - بارثالميو روبرتس)وتم إعدامهم وسط حشد كبير من الناس، حتى يتم الإتعاض من قبل جميع القراصنة في البحار وبذلك انتهت هذه الحقبة من [عصر القراصنة الذهبي] وبدؤوا يتلاشون واحداً تلو الآخر، إلا أنهم أخذوا (يفرخون)، فى أيامنا المعاصرة قراصنة يلبسون البدلات الأنيقة، ويحملون حقائبهم ومؤهلاتهم العلمية والوظيفية العالية ليجوبوا العالم أراضيه وبحاره ومحيطاته، ولكن ليس للاستيلاء على السفن وإنما على الدول، هؤلاء هم قراصنة الاقتصاد.
القراصنة هؤلاء هم قراصنة قرن العولمة وعصر المعلومات، مهمتهم أن يجعلوا اقتصاديات الدول تنهار بعد إقناعها وإقحامها في مشروعات تنموية تنهار تحت وطأتها، يكبلونها بسلاسل من ديون وقروض لا تنتهى فوائدها.
يكشف القرصان الاقتصادي السابق أسرار تلك المهنة الغريبة والبغيضة في ذات الوقت، يشرح ويعرّي لنا الحقائق ويبين لنا كيف توزع الولايات المتحدة "قراصنتها" على دول العالم مما يسمى بالدول النامية ودول العالم الثالث لتجعلها دولاً تدور في أفلاك تبعيتها، تدور في دائرة مفرغة لا تخرج منها أبداً، تزيد فيها معدلات الفقر والمجاعات والديون وتنهب الثروات وتسجن الشعوب خلف أسوار من الحاجة والعوز والجهل والصراعات والاغتيالات أقامتها الشركات الأمريكية ومتعددة الجنسيات فلا تستطيع الفكاك منها.
يكشف حقائق وروايات أتت من أعماق واقع مخفي وغير معلن.. ظاهره المساعدات والمبادئ النبيلة وباطنه احتلال من نوع خاص للثروات الأموال.
حقائق أشبه بحلم مزعج من شدة شرّها وتمكّن خبثها من التلون والاختفاء طوال هذه السنوات.. إنها اعترافات قرصان اقتصادي كتبت بمداد من مستقبل أجيال ودماء شعوب وأحلام أمم.
قراصنة الاقتصاد هم رجال محترفون ذوو أجور عالية، عملهم هو أن يسلبوا بالغش والخداع ملايين الدولارات من دول عديدة في سائر أنحاء العالم.
هذه الحكاية يجب أن تُروى، فنحن نعيش في زمن أزمات رهيبة، وفرص هائلة، وقصة هذا القرصان الاقتصادي بالذات، هي قصة كيف وصلنا إلى ما نحن عليه، ولماذا نواجه حالياً أزمات يبدو تخطيها صعبا؟
هذه القصة يجب أن تُروى لأننا فقط من خلال فهم أخطاء الماضي نستطيع استثمار الفرص المستقبلية بشكل أفضل.
هذه القصة يجب أن تُروى بسبب أحداث 11 سبتمبر، كذلك حرب العراق الثانية، ولأنه بالإضافة إلى الثلاثة آلاف شخص الذين ماتوا في سبتمبر على يد الإرهاب هناك أربعة وعشرون ألفا ماتوا من المجاعات وتبعاتها، في الحقيقة هناك أربعة وعشرون ألفا يموتون كل يوم لأنهم لا يستطيعون الحصول على طعام لسد الرمق.
والأهم من هذا كله أن هذه القصة يجب أن تُروى، لأنه في هذا الوقت بالذات ولأول مرة في التاريخ، هنالك أمة وحيدة لديها القدرة، والمال، والقوة لتغير كل هذا..
أنها الأمة التي ولدتُ فيها، والأمة التي خدمتُ باسمها كقرصان اقتصاد، إنها الولايات المتحدة الأمريكية.
هكذا بدأ جون بركنز قرصان الاقتصاد الأمريكي باعترافاته...ولكنه لم ينته!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سعر الذهب فى مصر الخميس.. عيار 21 يسجل 3140 جنيها


.. بالأرقام.. الخسائرالبشرية والاقتصادية التي لحقت بقطاع غزة من




.. حريق يلتهم مقر وزارة الضرائب في الدنمارك


.. انتخابات إيران.. منافسة تعزز سيطرة المحافظين| #الظهيرة




.. احتدام المنافسة بين المرشحين للانتخابات الرئاسية في إيران..