الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياة الشقاء !!

ماهر علي دسوقي

2013 / 4 / 28
حقوق الانسان



نامت عيون الجبناء وشبعت هناء ، اما العيون الأخرى فما زال الأرق رفيقها ، ففي طبيعة "الاوقات" الصعبة ومركبات الزمن الاغبر تنقلب محددات الحياة راسا على عقب وتتبدل الاحوال الى غير ما كان الطموح رسم سابقا .
غريبة هي "المفاهيم" التي نسمع يوميا عنها ، فهذا يحدثك عن "الضعف" المدفون داخلنا ، وذاك "يحطم" الاخرين لكي يصعد ، وبعض ثالث يتسلق على اكتاف عذابات الاخرين ، والكل من هؤلاء "يرقص " على ايقاع تأصيل الهزيمة.
مفردات متناقضة نعيش، النضال ما عاد نضالاً ، واللصوصية اصبحت "شطارة" ، والترزق على "أعتاب" الممولين ذكاء، والشفافية ليست الا أن ترى ما دون ثياب النساء، والمحاسبة لمن "يركب" رأسه غير مسلم بقذارة الحاضر.
صحفيّ يسطرّ ما يحلو لأهل الجاه والسلطان ويُبارك "جهده" وتفتح له المساحات والفضاء، وتنهمر عليه الجوائز والعطايا ويقدم للأجيال على أنه النموذج والقدوة المثلى .
قاضٍ يجلس على كرسيه "ليحكم" في خصومات القوم، وأمام أول هاتف يرتجف خوفاً "فيقتنص" صاحب الحق ، ويدفع بالآخر الى حيث اكمال مهامه بقامة اكثر "انتصابا" ولا يعود يُعير هموم العباد أي اعتبار، ويترفع القاضي.
تاجر يؤدي صلاة الفجر يومياً ويتابع بقية الفرائض على مدار اليوم، يحمل "سبحته" ويعلي للسبابة هتافاً ان ما في متجره نظيف نقي صحي"، وحين يراجعه احد المستهلكين المتضررين من "تجارته" يتهمه بالتحريض وتشويه صورته امام العامة، وهو من ضبط في حانوته نفايات لا تصلح طعاماً لوحوش الفطائس.
محامٍ يقنعك بأنه الأفضل والأقدر وقد تميز بمرافعاته العنترية وكيف جال وصال في المحاكم امام رموز الفساد، وتصدى لفساد القضاء، وما ان توكله في قضية ما "حقك فيها واضح" كل الوضوح حتى ينقلب عليك وتتغير لهجته وسحنته منذ الجلسة الاولى، وكلما راجعته يبدأ مسلسل التنازلات "الإفتراضي" الامثل للحل ، حتى يتبين امرك بأنك قد خدعت.وأنك انتهيت بلا شيء ويتمالكك "احساس" أنه قد قبض من خصمك .. وتتبعثر الاوراق.
معلم بالكاد يشرح درسه في الرياضيات امام الطلبة في الصف ليخرج الطلاب "دون فهم" وحين يعاودوا السؤال يتبجح بأنه قد شرح وأفصح عن اسرار الحلول ، ليعلم الطلبة لاحقاً ان من اراد المزيد عليه ان ينضم الى صفوف الدروس الخصوصية بعد الدوام .. لتتغير العلامات المدرسية فجأة ، وليسيل لعاب المعلم على المزيد من المال.
طبيب يعصر مرضاه بعد ان عصرهم المرض، فيحيلهم لعيادته الخاصة او لمشفى خاص للإشراف على وضعهم الصحي ، يصرف لهم من الدواء ما اتفق عليه مع بعض الموردين او الشركات المنتجة ، وله عمولته الخاصة، وعندما يكتشف الخطأ في التشخيص والدواء يقول : الاخطاء الطبية تحدث في كل مكان، وكأن حياة المرضى وعذاباتهم بلا حساب.
وهكذا ....في السياسة والخدمات والمال والاقتصاد ... وما بين تناقض وآخر "تكتب" علينا حياة الشقاء !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما


.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع




.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و


.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا




.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟