الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتحت نتائج الإنتخابات الآفاق أمام الديمقراطيين وضيقتها على غيرهم ...!!

جاسم محمد الحافظ

2013 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



يكاد لا يختلف إثنان ممن إهتموا وتابعوا شؤون بلادنا من السياسيين الوطنيين أوغيرهم , بان نتائج أنتخابات المحافظات التي جرت في العشرين من نيسان 2013 ونسبة المشاركة المتدنية فيها, كانا تعبيرا صادقاً عن مشاعر خيبة الامل التي أصابت العراقيين - من الذين جرت الإنتخابات في محافظاتهم - من نهج السياسات الطائفية والعرقية والمحاصصة التي إتبعتها القوى المشتركة في الحكم, ورداً جريئاً وموجعاً على الحالمين بتدجين هذا الشعب للسير فيه الى حيث لا تنتهي الحماقات , لقد صَدَقَ العراقيون ما وعدو انفسهم به وأداروا ظهورهم الى القوى السياسية المؤتلفة في الحكم, والذين لن يتورعوا في الجري وراء مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة . ضناً منهم بأن العراقيين يستهوون العبودية والعيش بين الحفر والأنقاض , ناسين أن ذاكرتهم تنطوي على بطولات خارقة إجترحها الاحرارعلى هذه الأرض , من أجل ان يُكرم الإنسان ويرتفع شأن ذاته المحترمة , ولعل لصولة الحسين (ع) في هذا الميدان منذ قرون خلت أبلغ العبر , تلتها صولات فرسانٍ , قص لنا أحدى فصولها الروائي الفلسطيني (محمد أبو عزة ), ساراً مُحَدِثه الشاعر العراقي (عادل سعد) في الثمانينات من القرن الماضي , كيف أجهزالبعثيون النافذون في الحكم والأغراب يومها , على سلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي العراقي إثر الإنقلاب الفاشي عام 1963 في أحدى أقبية السجون بالقول " أجهزنا عليه , ولكن الأمر, بدا وكانه قريب من رواية الشيعة لطريقة الإجهاز على الحسين في لحظاته الأخيرة " * فهل هناك ما هو ابلغ من هذه الدلآلات الزمانية والمكانية لصور الشموخ ومظاهر طقوس الإعتزاز عند هذا الشعب لتكريم الحق مهما كانت مصادر تجلياته ومدارسه الفلسفية , أوليس الأحرى بالناعقين فوق اشلاء نسائنا وشيوخنا وأحلام اطفالنا أن يتعضوا وأن يذكروا حقيقة أن اسباب أحجام الناس عن المشاركة في الإنتخابات هي :-
1 – مواصلة نهج سياسة الشد الطائفي والقومي والمحاصصة المذهبية والعرقية, هذا النهج الذي أوقع البلاد فريسة بيد المتربصين بالتجربة السياسية, التي اراد لها الشعب أن تكون اساساً لبناء دولة العدالة والمساواة, لتعويضه خسائر ما الحقت به سنين الإستبداد والهمجية لحكم البعث المقبور والإحتلال الأمريكي المقيت .
2 – أتساع نطاق إنعدام الثقة بين الناس وأغلب مؤسسات الدولة , بسبب:-
أ –ضبابية الرؤية الإقتصادية والإجتماعية للحكومة وعدم تبني سياسات استراتيجية وطنية واقعية ومرنة للتنمية المستدامة بالإعتماد على الخبرات الوطنية وتراكم المعرفة الميدانية والقيم الثقافية , والمبالغة بالإعتماد على الغرباء في رسم تلك السياسات, لدرجة فقدنا فيها زمام المبادرة, وتحديد مسارت وأتجاهات التنمية الإقتصادية والإجتماعية لمكافحة الفقر وتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنينا .
ب – زيادة مظاهر تفشي الفساد والرشوة وخاصة في صفوف بعض كبار موظفي الدولة المدنيين والعسكريين , في مقابل إرتفاع أعداد العاطلين عن العمل والرازحين تحت مستوى خط الفقر وغير المحصنين من الأوبئة والامراض من النساء والأطفال والشيوخ .
ج – تدني كفاءة غالبية القيادات السياسية وإنشغالها في أفتعال الأزمات والخصومات الداخلية والخارجية والتسقيط السياسي المتبادل . وتغليب مصالح حلفائهم الإقليميين على المصالح الوطنية .
د – الإبقاء على بعض القيادات الإنتهازية للنظام البائد في مواقع ادارة البلاد. دون التأكد من ولاءاتهم للعملية السياسية . والإكتفاء بالولاءات الحزبية والشخصية لهؤلاء.
هـ – العجز المريع في تقديم الخدمات الضرورية وتسهيل حياة الناس .وإستمرار تدهور وضعف الامن الوطني .
و -- التضييق على الحريات الشخصية , والإنتهاكات الفضة في بعض الأحيان لحقوق المواطنين .
ر – الترويج لسيادة العقلية القبلية والقومية الشوفينية, والإجهار بمشاعر التمييز والتعالي على الآخر والأستنكاف من تصدره لادارة الدولة .
ز – عدم تفعيل القوانين النافذة في معاقبة المروجين للطائفية وبالأخص المتطرفين من المشايخ وأئمة الجوامع .
إنني أعتقد ان أكبر الخاسرين في الإنتخابات الأخيرة هم أحزاب الاسلام السياسي, وأن أكثر من فتحت لهم الآفاق هم التيارات الديمقراطية , إن هم احسنوا أدارة العملية الإنتخابية وبدءو التحضير لها من يوم غد , وعرفوا كيف يصلون الى العازفين عن المشاركة في الإنتخابات,إن وحدوا صفوفهم وتصدروا الدفاع عن مصالح الناس بصوتٍ واضح وعالي.
____________________________
• جريدة طريق الشعب العدد 161 في 8/4/2013 ص 7








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام