الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فى انتظار المسيح

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2013 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


فى انتظار المسيح
ربما يرى البعض أن فكرة الصراع الأيدولوجي بين الجماعتين المؤمنتين بقدوم المسيح المخلص وامتلاكه حصريا لقيادة العالم وتركيع الكفار ، مثلما تؤمن جماعة الاخوان المسلمين ، أو استعباد الغويم ، كما تؤمن جماعة شهود يهوة ، فكرة نظرية بحته . لكن واقع الصراع العالمي ، يفرض علينا قراءة المشهدين المتناحرين على فكرة الخلافة الكبرى . فالاخوان الذين أتوا إلى السلطة فى مصر بعد الخامس والعشرين من يناير ، أتوا بمساعدة أمريكية بحتة ، تتكشف على مدار الأيام صحة تلك المساعدات والدور الأمريكي فى هيمنة الفصيل المؤمن بفكرة الخلافة الكبرى بقدوم المسيح ، على مقاليد الحكم . نفس المشهد المكرر فى أفغانستان والصومال ومالي وتونس ومحاولة تنفيذه الآن فى سوريا ، كي يحكم الاخوان والفصائل المماثلة والمؤمنة بفكرة الخلافة الكبرى . لكن التساؤل المهم وإن كنا لا نشك قطعيا فى أن المحرك للسياسة الأمريكية ، هي الصهيونية العالمية والماسونية المؤمنة بفكرة الخلافة الكبرى للعالم بعد قدوم المسيح واتحاد اليهود مع اليمين المسيحي ثم تركيع العالم واستعباد الغويم . وقراءة مبسطة لفكرة الخلافة عند الاخوان وشهود يهوة ، حتما ستفك لغز مساعدة الماسونية العالمية لوصول الاخوان الذين هم أعداؤهم ، إلى الحكم . قد يرى البعض أن ما نطرحه جنونا أو تخريفا أو انحرافا فكريا . لكننا نطرح التساؤل الذي نعتبره منطقيا ولو اختلفنا حول قراءة اللحظة التاريخية : لماذا تساعد المساونية العالمية الاخوان واليمين الاسلامي المتطرف للوصول إلى الحكم ؟ تحتاج الإجابه إلى رؤية العالم الذي آمن فى البداية بالثورة المصرية ، ثم ما لبث أن نظر للجماعة التي تحكم الآن على أنها جماعة ارهابية ومتطرفة . فمن مصلحة الصهيونية العالمية اظهار تلك الفصائل اليمينية الاسلامية إلى حيز النور والممارسة الفعلية للسياسة والتعامل مع العالم الخارجي ، بأفكارهم الراديكالية ، التى توقفت عند ألف وأربعمائة عام ، دون محاولات للتجديد أو التعايش مع الآخر وفهم العالم ، فى حين أن الماسونية العالمية فى حال تطور دائم . فبعد وصول تلك الجماعة وشبيهاتها إلى السلطة فى عدد من البلدان الإسلامية ، ستسعى الصهيونية جاهدة لتجميد أوضاع البلدان التى تحت تصرفهم والزج بهم فى معترك السياسة الدولية حتى تفشل تلك الجماعات تماما فى ممارسة الحكم والصعود ببلدانهم نحو الفقر والانهيار ومن ثم التناحر والتقاتل الداخلي ، مما يدفع العالم بقليل من الدعائية إلى محاولة إنقاذ الأرض من هؤلاء الأشرار . يمكن للقارئ الرجوع إلى ما كتبه هربرت شيللر فى كتابه " المتلاعبون بالعقول "وأيضا إلى ما كتبه روبرت دريفوس " لعبة الشيطان " كي يتأكد من أن المخطط يسير فى مساراته الصحيحة والمعدة مسبقا . فظهور فكرة الخلافة الاسلامية وما يتبعها من قتل وموت ودمار وفتن طائفية ، سيجعل العالم متعاطفا مع الوجه الآخر للخلافة " الماسونية " والتي ستروج لنفسها على أنها المنقذ من الضلال والدمار ، فالإبادة فى مانيمار ، لن تعني بأي حال من الأحوال إلا محاولة لاخلاء العالم من الشر ، والتدمير فى سوريا ، هو بداية لغرس بساتين ورد السلام على الكوكب ، وهكذا ستتحرك مسارات الدماء فى كل بلادنا ، بمخطط محكم وبآليات تنفيذ متأسلمة ، تدفع البلدان إلى مقدمات الاحتلال الكولونيلي الذي لا أشك قيد أنملة فى قدومة ، إذا ما استمرت تلك الجماعات فى ممارسة دور الإله والعبث باسم الدين . فلن ننجوا من تلك المخططات إلا بتحرير عقولنا ووضع البدائل الفكرية لقيادة أوطاننا نحو النور . وحدهن النسوة البائسات من ينتظرن قدوم الفرج على عتبات الدور . فتعالوا بنا إلى كلمة سواء وليجعل كل واحد منا عقله " المسيح المنتظر " فلا تنتظروا قدوم المسيح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة