الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساق البامبو و شخصية البطل الذي يفضل ساق النخيل.

جقل الواوي

2013 / 4 / 29
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات



ساق البامبو الرواية التي فازت بجائزة عربية رفيعة مكتوبة على لسان بطل نصفه كويتي و نصفه فيليبيني، في هذا الخليط الإنساني تعمل الجينات بحسب هوى الكاتب الذي يوحي لشخصيته الرئيسية بما عليها أن تحس و كيف يجب أن تتصرف، يفتح عينية في أرض شاسعة محاطة باشجار البامبو و يطل من بينها وجه كرية هو وجه جده ميندوزا لا يدع هوزية بطل الرواية مناسبة لا يبث القارىء كراهيته لميندوزا بدون ان يكون لشعور الكراهية سببا إلا وجود جينات غير فيليبينية في شريط الدي إن أ الخاص بالبطل ،الشعور غير الودود يغطي المساحة الفلبينية من عمر البطل و يتجاوز ضنك الحياة الى مرارة موجوده مسبقا في حلق البطل يترجمها على شكل اشواق غير مفهومة لبلد يقع خلف البحر لا تتوقف امه عن الحديث عنه.
تسطو الجنة الموعودة على خيال هوزية، لذلك لا تترك البيئة المحلية اثرا عميقا في شخصية الفتى يرتاد الكنائس و المعابد البوذية و يستسلم للبخور المقدس، و لكن ما أن تطىء قدمية مسجد المسلمين حتى تحل به رعشة الإيمان و يندمج بعمق مع صلاوات اصدقائة الجدد جابر و سعود،و عندما تفتح كرجل عشق فتاة تشبهه ،لا تدين للفلبين إلا بنصف جيناتها فقط، حاول أن يكون إرتباطه بالفلبين إنطباعيا ذو شكل سياحي ينظر يتفرج يلمس و يتفاعل بأقل قدر من مشاعر الإنتماء مكتفيا بمشاعر الكراهية مع ميندوزا، و التعاطف مع أيدا و الشفقة على شقيقه الصغير أدريان،مشاعر من هذا النوع تطلق من برج عال متعجرف بعيدة كثيرا عن جوهر الأشياء، و رغم أصرار الكاتب على التمسك باقوال بطل الفلبين القومي لم يكن ذلك التمسك الذي يحمل الوفاء القومي بقدر ما هو إستغلال للبيئة المحلية.

المشاعر الوطنية كانت قوية عند الكاتب و ألبسها دون أن يدري لبطله، حاول الكاتب أن يجعل إجتياح الكويت خلفية للقصة و لكنها حضرت بمعناها الوطني و تكررت مشاهدها بشكل أثر على سياق الرواية، مشاهد أمير البلاد و هو يرفع العلم و قصص الشهداء و العثور على جثثهم في المقابر الجماعية في العراق، و المقاومة الكويتية للإحتلال العراق كان موجودة لم تستهلك مساحة واسعة و لكن وجودها الموضوعي عنصر اساسي في الحكاية كلها، أنتشرت المشاعر الوطنية للكاتب عبر مشاهد أخرى من الرواية بالعلم الصغير الذي يزين دراجة عيسى و الذي رافقه برحلة العودة الى الفلبين و الأسم العربي الصريح الذي أختاره عيسى لإبنه، و حضرت الوطنية أكثر في المشهد الختامي للرواية و فيها يجلس الكويتي الفلبيني يراقب مباراة بكرة القدم بين منتخبي الفلبين و الكويت.تضرر الشكل الفني للرواية بالمشاعر الوطنية العارمة و أخرت البطل عن سياقة الدرامي ليتصرف بحس الكاتب الوطني. ا

أظهر الكاتب عبر بطله بعض سلوكيات المجتمع الكويتي، و ذكر بشكل موارب البدون و أمير البلاد و العلاقة مع الأجانب و و تجاوزات أخرى، هي سلوكيات معروفة و متداولة على نطاق واسع في الصحف اليومية و حوارات الديوانيات ، و طرحها في الرواية لا يتجاوز المسموح به و لا يصل الى حد الجرأة فبقي الكاتب و بطله ضمن الخطوط الحمراء المرسومة،و الرواية لم تقدم نقدا حقيقا لما سردته و أكتفت بمجرد العرض دون أن توجه لوما ملموسا و كأنها تعترف بمثل هذا السلوك و لا تملك أمامه سوى التوصيف.

في لحظات كثيرة من الرواية تخلى الكاتب عن وظيفته أنتحل شخصية الخطيب فوجه خطابات عديدة و معظمها بشكل مباشر، و ظهرت أوضحها فيما كتبه عيسى على شكل ملحق براوية ابيه فجائت كمرافعة لمحام لا يملك اي أدلة فساق في مرافعته بضع محسنات بديعية كي يقرع أفئدة و عواطف القضاة، كانت المرافعة تحمل شكوى بصيغ ضارعة و في جزء منها نجوى حارة،عرض عيسى مشكلته و اشتكى من ظلم وقع عليه لم يحدد من هو الظالم و اشتكى من أخطاء أخرى أرتكبت بحقة و لم يحدد المخطىء و أكتفى بكلمة انتم التي لا تفيد شيا.

في الشكل الروائي قسم الكاتب روايته الى قسمين الأول كان في الفلبين حيث كشف عن معرفة و تعمق في ثقافة البلاد و لكنه اكتفى بوصف مشاهد بائسة و مثيرة للغثيان، و انتقى شخصيات غير متوازنة ضائعة و تحامل هو نفسه عليها، كان خطابه مباشرا يحمل ملمح روائي و في جوانب كثيرة كان سرده أشبه بربورتاج صحفي، أما في القسم الكويتي كان البطل دائم الحركة و بدا الكاتب مرتاحا أكثر في ملاحقته في الشوارع و الأبنيه و طغا الحدث على السرد، فقد الرواية في بعض المراحل لصالح عقد المقارانات الكوميدية لشخص عاش في بيئتين متناقضتين و تقصد فيما يبدو أقحام مشاهد ضاحكة و أخرى تدر الدموع في محاكاة مقصودة للدراما.

يكشف بطل ساق البامبو عن شخصية متحيزة متمسكة بحكم مسبق فرضة الكاتب و لم يفرضة النصف الكويتي لذلك فضل هوسية أن يعيش ككويتي في الفلبين بعد رفضت الكويت قبولة ككويتي يحمل ملامح فلبينية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟