الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعمال تقاس بنتائجها

محمد حسين علي المعاضيدي

2005 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لست من المتشائمين او ممن تنتابهم لحظات من الوهن والضعف تجاه مستقبل العراق 00 وأني على يقين تام من انه لابد للعراق ان يعتلي عرش المحبة والسلام والامان وأن يتوج بتاج الوحدة الوطنية وان يعيش في جو من الديمقراطية والحرية 00 وأرى في هذا تحصيل حاصل لما عاناه من سنين عجاف وظلم وطغيان .. ولكن ومن باب اخر فأن صبر العراقيين قد طال وهو ينتظر تحت وطاة الارهاب وعقوق الاخوة والجيران لكي يعبر محطته الثانية في قطار المحنة وان يستمر بعبور الباقيات واحدة تلو الاخرى حتى يصل محطته الاخيرة الى بر الحرية والامان والديمقراطية بكل اطيافه التي تعبت وناضلت وضحت من اجل هذا الهدف 00 فها هي محطة الانتخابات التي عبرها العراقيون بانأملهم التي زينتها حناء الحبر الازرق .. وانبثقت مطلة علينا كالهلال جمعيتنا الوطنية المنتخبة .. وجرى انتخاب الهيئة الرئاسية وبقي تشكيل الحكومة الذي نحسب له الثواني والدقائق والساعات لنرى حكومة تسيّر البلاد وتقتل الفرصة امام الارهاب والارهابيين لان يعودوا مرة اخرى يعبثون بمائنا وخبزنا واوراح الابرياء منا دون تفريق .. لكي تبدا بعدها المرحلة المهمة والكبيرة الا وهي كتابة الدستور الذي ستتولى مهمته هذه الجمعية الوطنية خلال الفترة القليلة المقبلة .
وبعدها ستقوم بعرضه على الشعب لتدارسه ومناقشته ومن ثم طرحه للتصويت باستفتاء شعبي في الخامس عشر من تشرين الاول من هذا العام .. وأجراء الانتخابات العامة في الخامس عشر من كانون الاول المقبل وتشكيل حكومة في موعد اقصاه (31) من الشهر نفسه والذي ستنتهي فيه المحطة الانتقالية وقيام نظام دستوري دائم ..
أن أمام هذه الجمعية قضايا مهمة سيكون على عاتقها البت فيها حتى يتم تثبيت رأي نهائي حول شكل المواد الدستورية وفي مقدمتها شكل النظام السياسي الذي سيقام بموجب الدستور الدائم ؟ عل الرغم من ان قانون الدولة الانتقالي حدد طبيعة هذا النظام بالجمهوري الفيدرالي الديمقراطي .. وهناك المسالة الفيدرالية والتي تناولها قانون الدولة ايضا في المرحلة الانتقالية وهل سيتم انتقالها الى الدستور الدائم ؟ وهذه كما نراها الفر صة الاخيرة للانتهاء من مسألة يزيد من حساسيتها وضع محافظة كركوك المرشحة بين الحين والاخر لكي تكون او تكوّن وضعا لنزاع قد يكون صعبا في المستقبل ..
العراق لجميع العراقيين وهذه فرصتهم السانحة لوضع اسس الدولة الدستورية الجديدة التي تسودها الديمقراطية وحقوق الانسان وسيادة القانون واحترام هوية المجتمع العراقي الجديد .
العراقيون ومهما تقوّل القائلون ليسوا موزعين اقساما .. بل هم شعب ولحد وقوتنا الاساسية في ذلك التنوع .. أما ان يكون في شعبنا عربا واكرادا وتركمانا وغيرهم ، وفيه مسلمون ومسيحيون وديانات اخرى وضمن المسلمين والمسيحين فرقا وطوائف فهذا لايعني بأننا الوحيدين في العالم الذي يتألف من هذه الالوان فنحن أقل بكثير من غيرنا في هذا الموضوع ففي فرنسا والماني وروسيا والهند وغيرها الكثير الكثير من الطوائف والفرق ولاتوجد دولة واحدة في هذا العالم الواسع ليست فيها التنوعات الموجودة عندنا بصورة أو بأخرى ، وهذه التنوعات في مجتمعنا ليست عنصرا من عناصر الضعف بل هي الوان الحياة وكونها كذلك فهي قوة الحياة وان خصوصيتنا والواننا مثل بشرتنا سمراء ام بيضاء أم شقراء وهي تعطينا حلاوة خاصة ..ولن نسمح لأي أحد أن يستغل هذه الالوان والاطياف كعنصر ضعف او مدخل للتفرقة وان تكون مواطنتنا الصالحة هي هويتنا وفوق أي أعتبار اخر.. ولاتتناقض مع الاعتبارات المقدسة 00 وسوف يبقر العراق شامخا مقتدرا بمن فيه من خيرين وتصبح الواننا المتعددة الوانا زاهية .. واجتهاداتنا المختلفة منابع فيض دائم لتقوية دفق الحياة وصيانة مجراها بالاتجاه الصحيح فهنيئا للعراق هيئته الرئاسية وجمعيته الوطنية وتبا للارهاب والارهابيين واملنا كبير بان تتشكل الحكومة بسرعة وان تبتعد عن الصراعات الجانبية .فالكراسي ليست اهم من مصلحة الشعب واستحقاقات المجتمع وبناءه وحل مشاكله وعقده خير من الاستحقاقات الشخصية والسياسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا