الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت سمكتين تعاركتا في أعماق المحيط تقف خلفه أمريكا

خليل البدوي

2013 / 4 / 29
الارهاب, الحرب والسلام



سوزان لينداور هذا الاسم لم يسمع به العراقيون، ولا يعرفه الليبيون، لكن السيدة (سوزي)، هذه السيدة الأميركية الشقراء المثيرة كما كان يحلو لأصدقائها العراقيين والليبيين، تسميتها به والذين عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
أنها العميلة التي كانت تعرف كل أسرار المخابرات المركزية الأميركية التي لفقت على ليبيا تهمة إسقاط طائرة بان أميركان فوق لوكربي، ولطَّخت سمعة العراق بمزاعم التعاون مع القاعدة وصولاً إلى احتلاله.
لقد كانت سوزي عميلة اتصال بين الاستخبارات المركزية الأميركية وبين ممثلي العراق وليبيا، ومع هذا فقد اتهمت سوزان لينداور – ضابط الإرتباط لدى ألـ CIA سابقاً بالعمالة لصالح المخابرات العراقية، (كعميل مزدوج)، ودخلت السجن وتعرضت لشتى أنواع التعذيب النفسي، ثم حاولوا اغتيالها مرتين لكنها نجت بأعجوبة.
وشاء القدر الآن أن تنطق بالحقيقة وتكشف زيف الرواية الرسمية حول أحداث الـ11 من سبتمبر/أيلول.
وروت قصة تجنيدها من قبل الاستخبارات الأمريكية في مطلع تسعينات القرن المنصرم ولماذا وقع الاختيار عليها هي بالذات لإقامة اتصالات سرية مستمرة مع موظفي الممثلية العراقية والليبية في الأمم المتحدة.
كما تحدثت لينداور عن لقاءاتها المستمرة مع المندوب العراقي في الأمم المتحدة، الدكتور سعيد حسن الذي قال لها:
"إذا وافقتم على المفاوضات بشأن رفع العقوبات فنحن نضمن لكم بأننا سنعطي الولايات المتحدة أولوية خاصة في جميع عقود النفط، كما سنعطيها أولوية كاملة في جميع مشروعات الإعمار الاقتصادي للعراق، خذوا كل ما تشاءون!".
كان ذلك قبل وصول جورج بوش إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة.
ولم تخف سوزي على المندوبين مهمتها كما أن الدبلوماسيين العراقيين والليبيين كانوا ينقلون رسائل الأجهزة الأميركية إلى بلادهم وكلها شفهية مباشرة من لسانها التي خرقت قلوبهم باعتبارها (نصيرة سلام) تكافح من اجل رفع الحصار عن الشعبين الليبي والعراقي، وان السي أي إيه جندتها لتكون حلقة وصل بين الإدارة الأميركية، والعراقيين والليبيين مباشرة.
أن العراق ليس بريئاً، فقط من أية صلة بالقاعدة والإرهاب، بل كان يقدم إلى الاميركان أدق المعلومات عما التقطته استخباراته عن النشاطات الإرهابية ويسلمها لهم أول بأول، الأمر الذي أكده سالم الجميلي رئيس شعبة أميركا في المخابرات العراقية سابقاً.
كيف أن العراق ابلغ واشنطن بالإعداد للهجوم على البارجة الأميركية الراسية في خليج عدن "يو اس أس كول" وحتى الموعد التقريبي فماذا فعل الاميركان؟ سحبوا الحراسات من حول البارجة قبل يوم واحد من الهجوم!! ألا يثير ذلك التساؤل؟؟
وكشفت لينداور عن أن الرحلة 103 المشوؤمة لشركة بان أميركان كانت تحمل على متنها فريقاً من الاستخبارات الأميركية عائداً من الشرق الأوسط مع وثائق خطيرة تتضمن محاضر التحقيق في عمليات تهريب للمخدرات يقوم بها عملاء الوكالة في لبنان. وستعرفون لماذا اختاروا ليبيا، وليبيا بالذات، لتعليق الجرم بعنقها.
كما شرحت كيف تم الإعداد لتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر أو "غزوة نيويورك" على حد تعبير بن لادن الذي يجهل العالم كيف جرت "تصفيته" إن كانت تمت بالفعل!
فقالت كنت على اتصال بالسيد ريتشارد فيوز ضابط CIA المشرف المباشر علي، أوضحت “هناك من قام بتصوير الطائرة الأولى وهي تصطدم بأحد برجي مركز التجارة العالمي، وتبين لاحقاً بعد توقيفهم والتحقيق معهم من قبل FBI إنهم على اتصال بالموساد.
وأكدت أن هناك رسائل نصية وردت إلى إسرائيليين لمغادرة المكان والابتعاد عن ناطحات السحاب وأن تعميماً صدر لموظفي البنك الاستثماري “جولدمان ساكس” الأميركي الشهير بعلاقاته بإسرائيل قد تلقوا تحذيرا شديدا بالابتعاد عن البرجين وناطحات السحاب في المنطقة لان حدثا كبيراً سيقع ما يهدد حياتهم.
وقالت سوزان أنهم كانوا يقفون غير بعيدين عن مباني مركز التجارة وينتظرون منذ الصباح مزودين بكاميرات، وعلى استعداد في أي لحظة لبدء تصوير اصطدام الطائرات بناطحات السحاب!.
تلك المرأة التي تحدت بجسارة النظام الأمريكي وانقلبت على الوكالة الاستخبارية الأكثر نفوذاً في العالم، الأمر الذي جعلها منبوذة سياسياً واجتماعياً وحتى أسرياً، لكنها لم تستسلم ولم تقبل رشوة بمليون دولار التي عرضت عليها مقابل سكوتها وإعراضها عن نشر كتابها، الذي يفضح كل شيء عن أسرار ألـ CIA وتورط تلك الوكالة في إثارة الأزمات في دول العالم، وإلصاق التهم بهذه الدولة أو تلكن بما في ذلك رؤساء تلك الدول، وهو تورط أميركي في كثير من الجرائم الكبرى حول العالم، ولكن كان حجم الكشف عنها كبيراً جداً.
كما فضحت الإدارات الأميركية المتعاقبة وأجهزتها الأمنية وكيف تستخدم واشنطن المعلومات الملفقة والكاذبة لشن الحروب وتدمير أمم وشعوب بكاملها وتحتل بلدانها، لذا فأن من يعتقد أن موت سمكتين تعاركتا في أعماق المحيط فليعرف أن لأمريكا يد بذلك.
وقالت باعياء: لقد تعبت وأنا أبحث عن ناشر لكتابي المثير للجدل (Extreme prejudice) أو (الحل الأوحد)، لأن لا أحد يريد التورط مع المخابرات الأميركية التي تفضح عمليتها السابقة جانباً من جرائمها بحق الشعبين العراقي والليبي، جرائم ترقى إلى الإبادة العرقية لو كان ثمة ضمير عالمي حي.
وأوضحت أن "مبارك جاء إلى كرسي الرئاسة بوصفه نائباً للسادات بعد اغتيال الأخير في السادس من أكتوبر العام 1981، وقد سرت شائعات منذ ذلك التاريخ أن قاتل السادات خالد الإسلامبولي الذي كان أداة بيد مبارك، وجنرالات آخرين، للتخلص من رئيس لم يعد يمسك بمقاليد الحكم، إذ صارت زوجته الحاكمة الفعلية لدرجة أنها كانت تعين وزراء وتقيلهم، وزادت على ذلك بزرع كاميرات المراقبة في القصر الرئاسي لتكون مطلة على كل حركة في القصر.
الأمر نفسه تكرر مع مبارك حيث قام الأمن المصري، قبل عدة أيام، بإزالة كاميرات مراقبة سرية كانت زوجته سوزان قد أمرت بزرعها في القصر الرئاسي.
ثم تحدثت لينداور عن محاولة تجنيدها من قبل الموساد وهي في طريق العودة من العراق وبحوزتها ملفات سرية للغاية، حيث عرضوا عليها مبلغا ضخماً مقابل تسليمها، لكنها رفضت، رغم أن المبلغ المعروض عليها(يسيل له اللعاب)، أو بمعنى آخر(يضعف النفوس).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد لهجة خطاب القادة الأوروبيين حيال إسرائيل في قمة بروكسل


.. شاهد كيف ستختلف المناظرة الرئاسية بين بايدن وترامب عن 2020




.. تدريبات إسرائيلية تحاكي حربا على أرض لبنان.. وأميركا تحذر مو


.. رغم تهديد بايدن.. شحنات سلاح أميركية في الطريق لإسرائيل




.. في ظل شبح ترامب.. صناديق الاقتراع في إيران تستعد لتقول كلمته