الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمن الوفاء للوطن أو الملك؟ هولندا مثلاً !

ميثم محمد علي موسى

2013 / 4 / 29
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يحمل في بلداننا العربية الملوك والرؤساء ألقاباً تتعدى أسماء الله الحسنى ! ويُخاطب الملك والرئيس ، بل ومن هم أدنى منه من الحاشية بكلمات التعظيم والهيبة التي لاينال مثلها الوطن ، أو حتى من خدم البشرية بأبداعاته وأكتشافاته وأختراعاته إلى الأبد! ففخاماتهم يعتقدون أنهم فوق البشر ، وان ألله قد أصطفاهم لمايملكون من ميزات فوق- بشرية . بعضهم مرضى بعقد النقص ويكاد لايصدق ان الله منحه كرسي السلطة ورقاب شعبه وثروات وطنه . والآخر أمي لايجيد القراءة مع أنه ملك أو أصبح رئيساً بعد أن كان طالباً جامعياً فاشلاً لم يكمل دراسته ، أو شاويشاً في الجيش لم يصل مرتبة ضابط صغير ، أو رجل دين ملتحي يفقه قليلاً في الدين ( أو يدّعي !) أكثر منه رجل سياسة ودولة ، أو قاد أنقلاباً مع حفنة من الحالمين بالسلطة وليس بخدمة الشعب والوطن . بعضهم ورث السلطة ، حتى وأن لم تكن ملكية ، كأن البلد ضيعة تورث للأبناء ! أو أشترى أصوات الناس الفقراء في أنتخابات يمكن أن يقال كل شيء فيها عدا النزاهة!
فماذا عن الشعوب الأخرى ؟
في حلة من الأحتفالات الشعبية الواسعة العفوية والرسمية والمليئة بأنواع فعاليات الفرح والأبتهاج و في يوم 30 أبريل من هذا العام 2013 ، وهو العيد الملكي في هولندا ، يتم تنصيب ولي العرش وليم ألكساندر ملكاً جديداً للمملكة خلفاً لأمه الملكة بياتركس ، وستحمل لقب أميرة بعد تنازلها عن العرش .
الملكة بياتريكس ، والدة الملك الجديد تربعت على العرش منذ 1980 بعد أن تنازلت لها والدتها ( جوليانا ) عنه آنذاك . بياتركس تنازلت بدورها عن العرش لولي عهدها وابنها الأكبر ، في خطاب عبر وسائل الأعلام المرئية والمسموعة وجهته إلى الشعب الهولندي في 17 أبريل 2013. والملك الجديد متزوج من أمرأة أرجنتينية (ماكسيما) حملت لقب أميرة بعد زواجها منه وهو ولي للعهد. وماكسيما ستصبح ملكة حسب الدستور حال تولي زوجها العرش.
مراسيم انتقال العرش تبدأ في أحدى قاعات القصر الملكي حيث يقرأ وثيقة التنازل أولاً رئيس المكتب الملكي. بعدها توقع الملكة وثيقة التنازل و يوقع عليها الملك القادم ، بحضور رئيسي مجلس الشيوخ ومجلس النواب ، أعضاء مجلس الوزراء و نائب رئيس مجلس الدولة ، ونائب رئيس الوزراء وأفراد العائلة الملكية.

منذ تلك اللحظة تحمل بياتركس لقب أميرة ، ووليم ألكساندر لقب جلالة الملك ، والأميرة ماكسيما لقب الملكة وهو رسمي ولكن غير مثبت بقانون !
بعد التوقيع يطل الملك وزوجته والأميرة ( الأم) من شرفة القصر لتقدم الملكة السابقة أبنها للشعب الهولندي ، ويوجه الملك نفسه كلمة قصيرة للشعب . ثم تطل بعد ذلك العائلة الملكية بكاملها من الشرفة على الشعب بعد أن يلتحقن بنات الملك الثلاث الصغيرات ، لتحية الشعب وتقبل تهانيه.
يلي هذا حفل أداء القسم الدستوري للملك في قاعة الكنيسة الجديدة في أمستردام ، وذلك أمام جلسة مشتركة للبرلمان ( مجلسي الشيوخ والنواب) وبحضور وفود من مختلف أنحاء العالم .

يلي هذا حفل أداء القسم الدستوري من قبل الملك في قاعة الكنيسة الجديدة في أمستردام ، وذلك أمام جلسة مشتركة للبرلمان ( مجلسي الشيوخ والنواب) وبحضور وفود من مختلف أنحاء العالم . يتضمن قسم الملك الولاء للدستور والقيام بالواجب بتفاني وإخلاص ، ودعم وتعزيز الرخاء بأستخدام كل ماتتيحه قوانين المملكة . وفي ختام القسم يردد عبارة " وليساعدني الله في ذلك ". لكن الدستور يتيح للملك أستبدال عبارة " أقسم " بعبارة " أعد" في كل عبارة قسم ترد ، وحينذاك وبدلاً من عبارة " وليساعدني الله في ذلك " في نهاية القسم ، يقول " أنا أعد بذلك"
بعد أداء الملك للقسم ، يؤدي بدوره القسم أمامه رئيس مجلس الدولة الهولندي ، ورؤساء مجالس الدولة لجزر الكاريبي ذات الحكم الذاتي والتابعة للملكة الهولندية ( آروبا ، كوراساو وسانت مارتن ) .بأمكان هؤلاء أيضاً أستبدال عبارة ليساعدني الله ، بأعد بذلك . ثم يقوم أعضاء مجلسي البرلمان ( الشيوخ والنواب ) بالقسم بالوفاء للملك والدستور . ولكن هناك ستة عشر نائباً رفضوا أداء القسم أمام الملك ، على أعتبار أنهم أدوا القسم في الوفاء للوطن و الدستور عندما تسلموا مهام عملهم البرلماني ، مع أن مراسيم القسم هذه شكلية وغير ألزامية ويستطيع رفضها من شاء من الأعضاء. في تصريحاتهم أعلن هؤلاء النواب أن الوفاء لاينبغي أن يكون للملك بل للوطن ، الوطن هو الأساس وليس الملك . وهؤلاء يحضرون مراسيم تنصيب الملك ، لكنهم لن يؤدوا القسم ، وجلهم من الأحزاب اليسارية .
ترى هل سيتعلم رؤساء وملوك العرب ان الوفاء لاينبغي ان يكون لهم بل للوطن ؟ وهل سيأتي ذلك اليوم الذي يقف فيه مسؤول دولة أمام الرئيس أو الملك ليقول له أنه يخلص للوطن وليس له؟ فالملك والرئيس راحل غداً والوطن باق. أللهم أن الملك والرئيس يحمل صكاً من الله بالبقاء إلى ماشاء ! وهل ستتعلم الشعوب العربية نفسها ان الوفاء وقبل كل شيء ليس للطائفة أو العشيرة أو أبناء الملة بل للوطن ؟
بقلم : د. ميثم محمد علي موسى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة يدعو الدول العربية لاتخاذ موقف كالجامعات الأمريك


.. 3 مراحل خلال 10 سنوات.. خطة نتنياهو لما بعد حرب غزة




.. جامعة كاليفورنيا: بدء تطبيق إجراءات عقابية ضد مرتكبي أعمال ا


.. حملة بايدن تنتهج استراتيجية جديدة وتقلل من ظهوره العلني




.. إسرائيل تعلن مقتل أحد قادة لواء رفح بحركة الجهاد