الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المراة والوطن والعشق والخمرة..!!

هادي فريد التكريتي

2005 / 4 / 18
الادب والفن


مساء يوم 16 نيسان ، في مدينة " يوتوبوري " السويدية ، وفي أمسية جميلة وخفيفة الظل ، استضاف البيت الثقافي العراقي الشاعرة العراقية ، وئام ملا سلمان ضمن برنامجه الثقافي وقد حضر الأمسية جمهور عراقي ، نساؤه أكثر من رجاله ، متعطش لسماع قصائد عشق امرأة مفتونة بحب الوطن حد النخاع ، والحضور لم يكن متجاوبا معها فقط بل كان مسحورا بقدرة الشاعرة على تجسيد الواقع العراقي في اللحظة التي صاغت فيها قصيدتها ، فالفرح ساعة سقوط الصنم لم يعادله فرح بالمطلق ، وحب الوطن مشاع لكل العراقيين بكل أطيافهم ومللهم لخلاصة من الظلم والظلمة ، ولم يكن لعراق اليوم من وجود ، رغم كل ما شاب هذا لوجود ، لو لم تكن دماء الشهداء الضحايا هي المعبر لهذا اليوم ، والشاعرة مجدت الشهداء ودماءهم الذين تشربت أرض الرافدين بها ، حيث الشهادة إرث نضالي توارثته أجيال العراقيين الثائرين دفاعا عن الغلابا والمظلومين ، منذ أن عب النبي إبراهيم جرته من شط الكوفة ، مرورا بالإمام علي والحسين وسعدون والرفاق الآخرين ، المناوئين لمعاوية والحججاج وصدام ، وبكل عهود الظلم والقهر وتزييف إرادة المظلومين والمقهورين ...هذا وغيره الكثير عرجت عليه الشاعرة بحس مرهف ، وعاطفة صادقة ، ببطاقات تكتبها أشبه ما تكون ببرقيات مشفرة ، راقصة من الفرح عندما تكتب عن صباح الهنا رغم كل تناقضات هذا الصباح ، وأخرى مكتوبة بهاجس القلق المؤطر بحزن ممزوج بتفاؤل لما قد يقع ، عندما تكتب عن عشتار ألأم والوطن ، وبحزن شديد عن شهداء الحلة و شهداء العراق الآخرين ، وعن جيش المهدي حلاله وحرامه عنوان للجريمة.،. والجريمة هي هي في كل وقت ومكان ، لا فرق بين مجرم وآخر في كل عهود التاريخ ، الحديث والغابر ، المنطق ذاته والذرائع بعينها ، ودائما ذات اليد الآثمة ، وذات النفس الشريرة ، هي التي تغتال حقا ، وتزيف تاريخا ، ولم تتغير سوى أداة الجريمة بفعل الزمن وتطور التكنولوجيا ، وهذا ما يحصل في عراقنا الجديد ، وتقر بواقع كل هذا ، إلا أنها تنظر بعيون لا ترى مانراه ، وتحس بحسها المرهف غير ما نشعر ونعايش ، ترى العراق وطنا في حالة مخاض ، رغم الحزن على الضحايا والشهداء ، ورغم الألم المصاحب للواقع ،سيزهر خيرا وعطاء ، فعشتار ، الوطن،لا زالت تعيش والأمل لن يموت حتى وإن تساقط الشهداء، فالأحياء يغذون السير نحو غد مشرق ...
ليس كل هذا ما روت ظمأنا منه بل أطربتنا وهي تحلق في سماء العشق حد التماهي مع الحلاج وابن عربي وتنشد لنا قصائد حب منافسة قيس ليلى وجميل بثينه ،إلا أني قلق على شاعرتنا الرقيقة وهي تجاهر في قصائدها بالعشق وبالحب ، مهما كان وبأي شكل ظهر ، فكيف بها إذا ما كان هذا الغزل أيضا بالجنس بالآخر ، أخاف عليها من قوم غلاظ القلوب ذوي سحن مجعدة الجباه ، ليس من السجود ، بل من كرههم للناس ، والحقد والكره على كل من يجاهر بغير ما يؤمنون به ويعتقدون ، لا يستسيغون إعلان حب وإن كان نقيا وشريفا ، حتى في الخفاء ، ولا يشاركون شاعرتنا ارتشاف ما حلله الله في الجنة ، ولم يؤمنوا يوما بمساواة بين رجل وامرأة ، بل يرون في المرأة ، أي امرأة ، منكرا عليها أن تستتر بخباء العبودية والذل ، لا تقرأ ، لا تكتب ، لاتنظم شعرا ، وشاعرتنا تريد مساواة الند للند تسير جنب الرجل وليس خلفه ، وهي تكره حتى حروف الجر التي تجر المرأة ، وتعتبر نفسها ممنوع من الصرف ، فكيف يستقيم الحال إذن ، مع من بيدهم القول الفصل في الحلال والحرام ، ولا يحبذون أن يمشي رجل مع امرأة ، واثق الخطى !، وإن ٌأٌكره لسبب ما على ذلك فيتقدمها بأكثر من ثلاثة أمتار على الأقل وهي خلفه تتعثر بغطاء لا ٌيعرف رأس منها أو قدم ، إشكالية فعلية تحتاج إلى حل ، وعلى شاعرتنا وبنات جنسها أن تتصور كيف سيكون حالهن ، مع وضع الدستور الذي ستسنه هذه العقلية ..أحلام الشاعرة اكثر طموحا من قدرة هذه المساهمة المتواضعة من تسطيرها ، وهي تحلم في أن تمارس كل ما تمليه عليها إنسانيتها من حقوق ، كحق طبيعي لها ، والتي تناضل من أجلها ، والكثيرون من الشعب العراقي ، وأنا منهم ، يعاضدونها ويؤازرونها بما تهدف إليه ، إلا أني لم أجد أفقا واسعا لطموحاتها في عراق اليوم وضمن تشكيلة الحكم هذه ، وكل الأنظمة السابقة التي رفضها الشعب العراقي لم تكن متزمتة مثلما عليه الحكومة التي لم تر النور بعد ، وهي تلوح بما عزمت عليه لتنفيذه ، من تقييد ليس حرية المرأة فقط ، بل كل ما تراه لا ينسجم أو يتماشى مع تفكيرها المناهض للتطور والحقوق الأولية للإنسان، والأنكى والأمر من كل هذا ، أن الشاعرة تفكر بطبع دوواوينها الشعرية في بغداد ،،بكل ما تحويه من قصائد حب وعشق وغزل ، وربما ترغب أن تتحمل نفقة الطبع وزارة الثقافة ، في وقت يتداول فيه الناس أن وزارة الثقافة يطالب بها صاحب المهدي ، عفوا صاحب جيش المهدي مقتدى الصدر ! إن صح هذا يا شاعرتي العزيزة ، فلن تري أنت بغداد ، ولن تر النور لا دواوينك الشعرية ولا الثقافة العراقية الأصيلة ، أما المسارح ودور السينما وصالات الفنون التشكيلية والغناء والرقص ، فكلها من عمل الشيطان ، أي من المحرمات ، وأنا جد كئيب ، ليس من أجلك فقط ، بل من منع المقام العراقي لأنه يحمل اسم العراق ، وربما هذا الحكم الجديد سيلغي حتى القصائد الثورية التي كنت تنشدينها في مناسبة استشهاد الحسين وأهل بيته ، إنها مصيبة أيتها الشاعرة المتفائلة ستنزل على عراق الفن والأدب والشعر وعلى كل تراثنا ، ولن يبقى من تراثنا الذي أمتد عبر سبعة آلاف عام سوى كتب الحيض والنفاس ، وأنزل أم لم ينزل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال