الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة موت معلن في اللاذقية!؟

علي ديوب

2005 / 4 / 18
حقوق الانسان


في رواية ماركيز الشهيرة بعنوان " قصة موت معلن" ما يصلب الروح على خشب الرعب و العجز و الخور، و يسجن العقل في قفص الترقب و الذل و الخساسة.. و ذلك من خلال سرد حكاية شابين يعلنان عن عزمهما على قتل الشاب(س)- جهارا نهارا، و على مرأى و مسمع جميع أهل البلدة الموطوئين بنعال القهر و حوافر القوة المنفلتة من أي عقال... و تتحول البلدة كلها إلى عراء، لا ظل فيها يظل أو مأوى يؤوي الشاب الذي ينتظر حتفه الداهم، و المؤكد. و لا حام يحميه من هذه النهاية التي لا راد لها، و التي تكشف عن أن البشر، في البلدة، بكل تنوعاتهم، ليسوا سوى هياكل حنطها التسليم بالعجز، فتدلت رؤوسها- المطأطئة بالاستكانة و صمت القبور- مثل رؤوس عيدان الثقاب المحترقة... و لا يبقى ثمة أثر لحياة إلا للسكاكين التي يشحذها المجرمان، ببرود، و تريث. ربما لقناعتهما بالقدرة المطلقة. ربما للاستمتاع أكثر بلذة القتل.. و ربما.. و ربما؛ و لكن لم العجلة؟! و هل ثمة مهرب لأحد من عقابهما!؟؟
جريمة الاعتداء التي وقعت على الشاب شادي دليلة- الابن الوحيد للدكتور عارف دليلة، الخبير الاقتصادي، و الناشط الإنساني الجريء- داخل بيته باللاذقية، تذكر بقصة موت معلن، تلك. و ربما تدفع ماركيزاً آخر في اللاذقية لتأريخها يوماً ما- يوم ترتفع الرؤوس المطأطئة، و تخرج الأجداث من القبور الكتيمة... و حتى ذلك اليوم، سيبقى الصمت سيد الخوف، و تتصنع الأفواه المقفلة وقار الحكماء.
و جمعيات حقوق الإنسان، ما جمعيات حقوق الإنسان.. إنها تتكاثر في بلدنا، و لكن على طريقة تكاثر الأيمان، التي يقسم بها كل من الوالي، و نزولا حتى القاضي، بالحفاظ على " شرف الأمة"، في قصة عزيز نسين التي تحمل عنوان( التنكة)! أم أنهم اكتشفوا أن الاعتداء لم يقع بحق بشر؟ جائز!
نزولا عند طلب كريم، من أخت كريمة ممثلة الاتحاد الأوربي، سيتم الافراج- بين يوم و ليلة- عن النائبين( الرلمانيين) رياض سيف( و هو صديق أعتز به) و مأمون الحمصي... و لكن أحدا في الغرب أو الشرق- اللهم غير الغلابى أمثاله- لم يطالب إسمياً بالإفراج عن عارف دليلة؛ فهل من المعقول أن يتم الإفراج عنه بلا ثمن؟ ترى ألأنه لا يوجد من يدفع فدية الرهينة دليلة، ثمنا عينيا، تم الاقتصاص منه عبر ثروته الوحيدة- ولده الوحيد؟
إذا كانت جمعيات حقوق الإنسان، و ممثلة الاتحاد الأوربي يقدمون صيغة مجتزأة و غير نزيهة، في فهمهم العملي عن الديمقراطية، و هم في مرحلة الترويج و الدعاية؛ فما عساها أن تكون بضاعتهم حين تسود السوق، بلا منازع!!
في القرية الماركيزية، كما في اللاذقية السورية، تنوع بشري يشمل المهرج و المجرم، الحكيم و الأحمق، العملي و العاشق، الكذاب المرح و الصادق الجاد، القاسي و الرحيم، الغليظ و اللطيف... هذه حقيقة البشر الجوهرية في كل مكان، و حين تبدو أنها انمسخت إلى نسخة واحدة، فإنما تكون لبست لبوساً تموه به حقيقتها، و تتقي هجمات أعدائها. و في مثل هذه الحالة لا يعكس المظهر السائد سوى السكاكين و شاحذيها، يصولون و يجولون في الساحات و البيوت و المشافي أيضا(!!؟؟)، و أما في الملاجئ فبقية من القامات المنكسرة و رؤوس عيدان الثقاب المحترقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس.. وتعلن إغل


.. د. هيثم رئيس بعثة المجلس الدولي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة




.. الأمم المتحدة: نزوح نحو 80 ألف شخص من رفح الفلسطينية منذ بدء


.. إيطاليا: هل أصبح من غير الممكن إنقاذ المهاجرين في عرض المتوس




.. تونس: -محاسبة مشروعة- أم -قمع- للجمعيات المدافعة عن المهاجري