الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقفنا مما يجري في المناطق الغربية

راغب الركابي

2013 / 4 / 30
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


منذ البداية ونحن نحذر من الفتنة ومن التعصب ومن رواسب الفكر الطائفي السيء ، وكنا على الدوام نحذر وننبه إلى مخاطر التظاهرات والإعتصامات في ظل الواقع المضطرب ، إننا ومن خلال رؤيتنا الموضوعية الغير منحازة نجد في سياسة التأزيم ، وتبني الخيارات الخاطئة في هذه المرحلة الحرجة سيؤدي إلى كوارث تمس وحدة العراق في الصميم ، وقلنا إن السماح للطائفيين والتكفيريين في ممارسة هواياتهم يُعد خرقاً في السلوك السياسي ، وهو ماسيعزز فرص إنتشار وتنامي ظاهرة الإرهاب على حساب مصالح الشعب ووجوده وخياراته في العدل والحرية والسلام .

إننا نُهيب بأبناء المناطق الغربية من شيوخ عشائر ومن مثقفين ومن رجال دين ومن ناشطين وحقوقيين توخي الحيطة والحذر ، وعليهم واجب التصدي لهذه الهجمة الشرسة التي تمس الكيان الوطني ووحدته ، إننا نعتبر السماح لهذا العنف ولهذا التطرف سيؤدي لا سامح الله إلى تفتييت الوطن وتشظيه ، إن ثقتنا بأبناء المناطق الغربية كبير في أن يقفوا بوجه هذه الحملة الطائفية التي تريد للعراق الشر ، إن السنوات الماضية أثبتت إن أبناء المناطق الغربية شديدوا الحرص على وحدة العراق وإستقلاله وهم غيارى على أمنه وإستقراره وسلمه الأهلي ، وهم في ذلك صف واحد في مواجهة الإرهاب والتعصب والفئوية الضيقة ، إن حاضر العراق ومستقبله رهين بمواقفهم الصلبة الصحيحة ، وكلما تعمق الحس الوطني فيهم وتنامى الشعور بالمسؤولية الوطنية عندهم كلما شعرنا بالإطمئنان على العراق وعلى مستقبله ، ولقد كنا كغيرنا مرتابين من بعض الشعارات التي رُفعت في ساحات التظاهر والإعتصام ، معتبرين ذلك نذير شؤوم وتحرك في الإتجاه الذي يخدم مصالح أعداء العراق .

لقد كان لدول الجوار دوراً سيئاً في تأزيم الوضع وتحريك القوى المضادة وذلك تحقيقاً لأغراضهم التي نعرفها ، إن دول الجوار في المطلق لاتريد للعراق الأمن والإستقرار والتقدم ولا تريد له الرخاء والبناء والإعمار ، بل تريده بلداً متخلفاً مريضاً يُعاني ، تريده منشغلاً بهمومه الضيقة ومشكلاته وفتنه ، تريده هكذا ولا تريد له الدور الريادي في المنطقة .

لقد كان ثمة رهان على ذلك في جعله ساحة لصراعاتهم ، وكان ثمة من يُغذي ذلك بالمال وبالفتاوى وبالدعم اللوجستي والإعلامي ، ذلك الدور المشبوه الذي نشط في تحفيز المد الطائفي ولغته وعنفه وكراهيته للآخر ، ولم يكن قتل الجنود الخمسة والتعدي على الجيش والقوى الأمنية إلاّ حركة في هذا السياق الذي أراد له البعض لكي يكون كبيراً ومتعاظماً ، وأراد له البعض ليكون مقدمة للتقسيم والإنفصال .

إن موقفنا من ذلك قد بيناه في غير مناسبة ولابأس في أن نُعيد التأكيد عليه من خلال الدعوة إلى لم الشمل الوطني ، وإعتماد سياسة وطنية جامعة منفتحة تتجاوز كل أخطاء الماضي ، كما إنه من المفيد إعتماد مبدأ عفا الله عما سلف ، مع التأكيد على الحزم في مواجهة التطرف والنزعات الطائفية ، والتأكيد على الشرعية وإحترام الدستور والنظام ، كما يجب التأكيد من جديد على أهمية الخيار الديمقراطي بإعتباره الخيار الممكن والوحيد للسياسة والحكم ، حتى تتحقق المساوات والعدالة والحقوق ، ونؤكد على أهمية الحرية لشعبنا الحرية المسؤولة ، الحرية الدافعة للعمل والإنتاج والبناء ، الحرية التي تنشط فينا قوى الخير والحق وتُلزمنا بالسلم الأهلي .

إن العراق الشعب والدولة أحوج مايكونا اليوم إلى موقف شجاع موقف مسؤول بعيد عن الأنا والتخندق ، والتمسك بالوحدة ونبذ قوى التطرق والإنقسام والتشرذم .إن مصيرنا واحد وتأريخنا واحد ومسؤولياتنا مشتركة ومن هنا فالواجب يقتضي ردع كل قوى التطرف من الأرهابيين من القاعدة وبقايا الحكم البائد الذين يظنون أنهم بفعلهم هذا أن يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء . ولهذا يكون موقفنا منسجمٌ مع موقف شعبنا الرافض لكل الحلول التي تسئ لحاضرة ولمستقبله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يحذر من خطر صعود اليمين المتطرف على فرنسا والاتحاد ال


.. أسباب دعم الشباب لأحزاب اليمين المتطرف في فرنسا وهولندا




.. شاهد: احتجاجات أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل ضد تقدم ا


.. فرنسا: مظاهرات في باريس تنديدا بفوز اليمين المتطرف في الانتخ




.. اليمين المتطرف يحدث اختراقا غير مسبوق في الانتخابات البرلمان