الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هكذا يا دولة الرئيس

باسم محمد حسين

2013 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


"ستنقلب الدنيا لو ذهبت الى البرلمان " كانت هذه الكلمات من حديث للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي في لقاء متلفز مع قناة العراقية الفضائية ، ومن جملة ما تحدث به أيضاً بأن سيكون هناك "بوكسات" بين النواب في حال ذهابه لأنه سيكشف الكثير من الملفات الأمنية والمالية والتجاوزات الأخرى وهذا )خطر على العملية السياسية( ، لماذا تنقلب الدنيا عند ذهابك للبرلمان دولة الرئيس ؟ لماذا سيتلاكم النواب فيما بينهم ؟ لماذا عارض (إخوانك) في التحالف الوطني ذهابك الى هناك ؟ لماذا أنت خائف من انهيار العملية السياسية ؟ يا ايها تنفيذي الأول في عراقنا المبتلى إن أول وأهم واجباتك هي الحفاظ على أرواح وأموال العراقيين وفعلاً تحملت هذا الوزر الثقيل لوحدك واحتفظت بالوزارات الأمنية ورئاسة المخابرات وقيادة القوات المسلحة لشخصك فقط وقد يكن هذا شعوراً طيباً بالمسؤولية ولكن يا دولة الرئيس ثمان سنوات ولم تقضي على الإرهاب ثمان سنوات صرفت مئات الملايين من الدولارات على الجانب الأمني ولم يتحقق ما يوازي عشر المعشار من المصروف ، ثمان سنوات والقوات الإرهابية تتحكم في تفاصيل عملها وطورته نوعياً بينما قواتنا لم تحظى بهذا الشرف ، ثمان سنوات والإرهابيين ينتقون أهدافهم بدقة عالية وينفذونها بذات الدقة . ثمان سنوات والقتل المستمر والدماء تسيل ولم نرى محاسبة ولو بسيطة لمن تسببوا فيها أو لمن لم يؤدِ واجبه على الوجه الأكمل ( عدا بعض أحكام الإعدام القليلة جداً مقارنة بعدد من استشهد أو تضرر من جراء تلك الأعمال القذرة ) ثمان سنوات تذبحنا دول الجوار بينما حكومتنا الرشيدة تسلم الإرهابيين العرب الى دولهم، ثمان سنوات والقادة الميدانيون شبعوا من رؤية الدم بأم أعينهم ولم يبقى يوم في الأسبوع لم يسمى بالدامي ولكنهم لم يتخذوا إجراءاً فعالاً واحداً لتطوير أنفسهم و قدراتهم التخطيطية والتنفيذية . كل هذا وأكثر وتخاف على العملية السياسية ؟ أية عملية سياسية وفيها المئات من أشباه عبدالفلاح السوداني وعلي الدباغ وناصر الجنابي وغيرهم . من واجباتك الأساسية كشف كل التفاصيل عمن يتلاعب بحياة الناس وليس التستر عليهم بغية المساومات الرخيصة جداً مقابل حياة الإنسان العراقي (لهدم الكعبة حجراً حجر أهون عند الله من قتل امرئ بريء)* فما بالك بألوف الأبرياء الذين سقطوا ولا زالوا يسقطون بشكل يومي ؟ أنت لست قاتلهم بالتأكيد ولكنك لم تستطع الحفاظ على حيواتهم وأموالهم بسبب طريقة إدارتك لهذا الملف الصعب . أما أحداث الحويجة وتداعياتها المستمرة فيجب أن تتوقف عندها كثيراً وتدرس مجدداً الأمر من جميع الجوانب وتستشير المختصين الحقيقيين (ألم تلجأ الى شركات استشارية عندما قلصّت عدد الوزارات ؟) واليوم ممكنٌ ذلك .
ألا يكفي تبادل الاتهامات ؟ ألا يكفي تزايد ألأزمات ؟ ألا يكفي زيادة الوضع ارتباكاً ؟ ألا يكفي ألقاء المسؤولية على الآخرين ؟ متى تستفيق من هذه الحالة التي أوصلتنا الى قتال الأخوة ؟ غداً وحسب ما تسرب من أخبار سيكون الهجوم على ساحات الاعتصام في الرمادي والفلوجة ، كم سنفقد من العراقيين ؟ كل هذا وأكثر وتريد الحفاظ على العملية السياسية ومعك صالح المطلك الذي أبى ولغاية اليوم التبرؤ من البعث بل تبرأ من جرائم البعث (لقاء تلفزيوني سابق) بمعنى أنه متمسك بالبعث ، هنيئاً لك البعث وفدائيي صدام وهنيئاً لك الجنة بعد عمرٍ طويل .
آخراً العاقل هو من يخسر قليلاً إذن لماذا لا تضحي بألف سياسي ومسؤول حالي بدلاً من التضحية بجميع العراقيين ؟
البصرة 29/4/2013

*حديث نبوي شريف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ


.. مفاوضات التهدئة.. أجواء إيجابية ومخاوف من انعطافة إسرائيل أو




.. يديعوت أحرنوت: إجماع من قادة الأجهزة على فقد إسرائيل ميزتين


.. صحيفة يديعوت أحرنوت: الجيش الإسرائيلي يستدعي مروحيات إلى موق




.. حرب غزة.. ماذا يحدث عند معبر كرم أبو سالم؟