الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحللون السياسيون، نخب أنتجتها الأزمات

خليل البدوي

2013 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



عندما يتابع القارئ غير المتخصص ما يقوله بعض "المحللين السياسيين "يلاحظ أن أفكارهم - التي من المفروض أن تتميز بالعمق والموضوعية – تدور في الحلقة نفسها دون أن تتقدم إلى الأمام، مما يجعلها مفتقدة للقيمة المضافة التي تشكل أفق انتظار المتلقي، بل إن ما يقدمه بعضهم باسم النقد والتحليل يندرج ضمن السجال السياسي الذي يدور هذه الأيام على الساحة الوطنية.
فقد أزداد عدد المحللين السياسيين باطراد على شاشات الفضائيات العربية فشكلوا ظاهرة تستحق الوقوف عندها، كون هؤلاء باتوا يساهمون في صياغة الرأي العام العربي عبر ما يقدمونه من معلومات حول المواقف السياسية أو الاقتصادية في العالم العربي عامة والعراق خاصة،كون العراق (مادة دسمة)، بأزماته المتلاحقة، وراحوا يسربون معلومات استخباراتية و سياسية أو مناورات وضربات عسكرية محتملة في تلك المحافظة أو هذه ، خصوصاً بعد اندلاع شرارة الاعتصامات التي شهدها القطر، مدحظين ذلك بقدرتهم على اختراق حتى كواليس الحكومة للحصول على معلوماتهم.
هؤلاء النخبة هم أشبه بجيش من المحللين في مختلف الاختصاصات والاتجاهات، نحو: خبير في الشؤون الحربية، أو مدير لمركز إستراتيجي، أو مستشار عسكري، أو محلل اقتصادي، أو ناشط حقوقي، أو صحفي واعلامي... وهم يتكاثرون بسرعة هائلة على الشاشات، يوزعون آراءهم العاجلة ويثوّرون مواقف ضد مواقف أخرى، يصرخون ويتقاذفون الشتائم ويتبادلون تُهم الخيانة والعمالة والارتهان للأجنبي أو العمل كأبواق لدى السلطة؛ مدحظين افتراءاتهم وتزويريهم في الحقائق بلوي عنق المعلومة، بعد أن شراؤهم بأموال النفط العربي مقابل تغيير مواقفهم السياسية والتبعية نهائياً لأجندات هذا المال ومآربه في المنطقة، وليكون المُشاهد رهن رأي هذا المحلل أو ميول ذاك.
أن هذا النوع من المحللين لا يمكن الركون لآرائهم، فمن المعروف أن التلفزيون يبحث دائماً عمن يسميهم عالم الاجتماع الفرنسي الراحل بيير بورديو بـ«مفكرين على السريع» متسائلاً: «ما الذي يدفع هؤلاء للتفكير تحت ضغط الزمن التلفزيوني والمساحة الضيقة المُعطاة لهم بين غابة من البرامج وفقرات الأخبار والإعلان؛ سوى تلك الرغبة العارمة لحب الظهور؟ والمشكلة الكبرى أن الكثير من هؤلاء المحللين يتقاضون أجوراً عالية لقاء ظهورهم في البرامج الحوارية الساخنة، لأنهم باتوا يشكلون اليد الطولى لتكريس سياسة القناة التي يتكلمون من على منبرها؛ منتمين بقوة إلى (البروباغاندا) الخاصة بها، كضيف دائم مُرحباً به على شاشاتها، شريطة أن يدعم السياسة التحريرية للمحطة بكل أنواع الدجل والشعوذة الإعلامية وتبرير ما لا يمكن تبريره، رغم أننا نعلم أن أغلبهم لا يصلح أن يكون محللاً (للبول) في مختبر للتحاليل الطبية.
لكننا بنفس الوقت لا ننكر دور المحللين السياسيين العراقيين من خبراء إستراتيجيين وإعلاميين يشار لهم بالبنان وخاصة في المهجر في تحشيد الآراء السياسية ودعمها سواء لجهة محللي السلطة أو محللي المعارضة، حيث نجد البون شاسعاً بين جبهتين متناقضتين على الدوام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد لهجة خطاب القادة الأوروبيين حيال إسرائيل في قمة بروكسل


.. شاهد كيف ستختلف المناظرة الرئاسية بين بايدن وترامب عن 2020




.. تدريبات إسرائيلية تحاكي حربا على أرض لبنان.. وأميركا تحذر مو


.. رغم تهديد بايدن.. شحنات سلاح أميركية في الطريق لإسرائيل




.. في ظل شبح ترامب.. صناديق الاقتراع في إيران تستعد لتقول كلمته