الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آسس الفلسفة الماركسية

احمد خليل ارتيمتي
باحث

(Ahmed Kh. Artimeti)

2013 / 4 / 30
الارشيف الماركسي


ان الفلسفة الماركسية تمثل نظاما متناسقا من وجهات النظر عن العالم ككل، وعن القوانين تطوره وعن طرق معرفته، وتكمن الاهمية فلسفة الماركسية بالاعتبار جزء مكون للماركسية اللينينية، حيث تكشف اهم قوانين تطور الطبيعة والمجتمع والفكر، مُبينة ضرورة وحتمية الثورة الاشتراكية التي توحي وبنضال نحو مستقبل افضل لبشرية، وكما هو معروف ان الشيوعية الماركسية استندت بأفكارها بتصفية وازالة الاستغلال واضطهاد الانسان كما يزعمون واستبدالها بالمساواة الحقيقية والوفرة والسعادة وتمتع الانسان الشغيل بثمار يديه وعقله، وان الفكرة التي انطلقت منها الماركسية هي الاولى استبياناً لوسائل تحقيق الاشتراكية حيث ان ما سبق الاشتراكيات كالمثالية أو الطوباوية بقيادة، (سان سيمون – روبرت اوين)، كانت ذات نزعة اشتراكية مثالية دون ذكر الوسائل المنطقية، التي يتم الوصول بها نحو الاشتراكية، وبهذا فقد جاءت الشيوعية الماركسية برفض الواقع جملا وتفصيلا ً وبناء واقع جديد.
(كارل ماركس).
مرت أفكار كارل ماركس بثلاث مراحل :
المرحلة الاولى : مرحله شبابه حيث ألف كتاب نقد فلسفة القانون عند هيكل 1844م والمسألة اليهودية 1845م .
وفي المرحلة الثانية : نشر بيان الشيوعي 1848م والاسرة المقدسة، ففي هذه المرحلة اصبح ماركس اكثر تطرفاً حيث ظهر ذلك جليلا في كتابه بؤس الفلسفة .
المرحلة الثالثة: بعد نشر بيان الشيوعي حتى وفاته اعتبر ماركس زعيما ومحركاً الاممية الاولى ومن ثم ألف كتاب رأس مال المكون من ثلاث أجزاء، كذلك أسس حركة والتي اعتبرت محور العمل الشيوعي وهي الاممية الاولى، تحت أسم الرابطة الدولية للعمال عام 1864م.
مبادئ الفكر الماركسي
أن أهم ما يميز كارل ماركس عن المفكرين الاخرين هو أنهُ أنفرد بتناول الحياة الانسانية بمختلف جوانبها أذ يعتبر فليسوفاً ومؤرخاً وعالما اجتماعيا وباحثاً اقتصاديا، فقد قسم فلسفتهِ الى :
أولاً: المادية الجدلية أو الديالكتيكية المادية. أخذ ماركس نظرية هيغل الديالكتيكية ولكن بشكل مقلوب حيث يرى أن المادة هي جوهرة العالم خلافاً لهيغل الذي يرى أن الروح هي جوهر العالم، حيث كان ماركس لا يرى ان تطور العقل ناتج عن تطور الطبيعة بل العكس تماماً، حيث أن المادة هي مصدر والاساس كل شيء والاقتصاد هو العامل الهام في الحياة الاجتماعية والسياسية، أذن المادة والانتاج هما شرطا تتطور الحياة الاجتماعية والسياسة بوجهاً عام.
وتقوم المادية الجدلية عندما ماركس على القوانين ثلاثة:
1. قانون وحدة الاضداد وصراعها. أن كل شيء يشتمل على طرفي تضاد و يمكن ان يبقى الطرفان على السلام فيمكن ان يولد صراع بينهما، لكن هذا الصراع لن يقضي على وحدة الشيء أو الظاهرة بل يؤدي الى تغلب الطرف المعبر على التقدم على الطرف الاخر هذا هو التطور فهنالك الحار والبارد و الصلابة و الليونة بتخلف أحداهما لا يؤدي الى قضاء على الطرف الاخر، كما هو موجود في النظام الرأسمالي حيث يوجد هناك الطبقة البرجوازية البروليتارية

2. قانون الانتقال من التراكم الكمي الى التغير الكيفي أو النوعي. تزايد التغيرات الكمية تؤدي الى التغيير الكيفي، و يسبق التحولات الكيفية تحولات كمية بطيئة فالثورة تحول كيفي نتيجة تاريخية ضرورية لتطور بطيء (تحول كمي)، ان التغيير من الرأسمالية الى الاشتراكية يحدث فجأة أي بالانقلاب الثوري، بين الانتقال من الاشتراكية الى الشيوعية فلا يتم فجأة بل بالتغيير المستمر البطيء.

3. قانون سلب السلب. هذا القانون يكشف عن الاتجاه العام للتطور في العالم المادي في تاريخ المجتمع الانساني الذي يتألف من حلقات نفي أو سلب، النظم الجديدة تنفي النظم القديمة فقد قضى مجتمع الرقيق على الشيوعية البدائية كم قضى النظام الاقطاعي على المجتمع الرقيق والمجتمع الرأسمالي قضى على المجتمع الرقيق ومن ثمَ قضى المجتمع الاشتراكي على النظام الرأسمالي. وبهذا يعني أن كل نظام يعمل يحمل في طياتهِ مبادئ تكون هي السبب في القضاء عليه، أن سلب أي يعني أخذ المبادئ القديمة الجيدة ودمجها ورفعها مع النظام الجديد وهذا ما يؤدي الى التطور .

ثانيا: المادية التاريخية_ وهو تطبيق للمادية الجدلية على تاريخ ويعني دراسة حياة الاجتماعية عبر التاريخ فالعامل المادي عند ماركس هو المسيطر وهو المؤدي للتطور، وأن المجتمع يتقدم وفقاً لتنظيم الاقتصادي والاساليب الانتاج وهو الذي يحدد النظام العام في الدولة وليس ضمير الانسان، وبهذا فعامل الاقتصاد حدد الاشكال الخمسة للمجتمعات : (الشيوعية البدائية-الرقيق –الاقطاعي- الرأسمالي-الاشتراكي) ويرى ماركس في كل نظام الاجتماعي يعمل في داخلهِ عوامل هدمهِ ففي كل نظام تنشأ قوى تناهضهُ حتى تقضي عليهِ وتزيلهُ وتنشأ مكانه ُ نظاماً جديد وهكذا يستمر جدلية التأريخ بتقديم نظم الاجتماعية الجديدة (س: اذا كانت هذه الصيرورة التاريخية صائبة، فبلا شك لاتتوقف عند المرحلة الشيوعية!! ألم يكن من الأجدر لو قال أنها تتخطى مرحلة الشيوعية..

ثالثاً: الصراع الطبقي. أعتبر ماركس ان الصراع بين الطبقات هو أساس تطور ومحرك التاريخ وأن كل مجتمع ما هو ألا نتيجة لتاريخ الصراع بين الطبقات التي أعتبرهُ العنصر الفعال في تطور المجتمعات، ففي كل المراحل تطور حصل صراع بين طبقات الناتج أصلاً عن طبقة مستغِلة ومستغَلة. طبقة الحاكمة و الطبقة المحكومة، فمنذ أن زال نظام الملكية المشتركة للأرض والتحول نحو مفهوم الملكية الفردية بدأت الصراعات بين الطبقات وكان هذا السبب في نهوض طبقة على طبقة الاخرى، و وصولاً الى النظام الشيوعي فلابد من مرحلة انتقالية التي تأخذ الطبقة البروليتارية السلطة السياسية من الطبقة الرأسمالية والعمل على نزع الملكية الرأسمالية الفردية لوسائل الانتاج وتحويلها الى ملكية جماعية، وهذه المرحلة تسمى بالدكتاتورية البروليتارية (الاشتراكية) وتفقد الدولة مبررها من النظام الشيوعي و ذلك لان الدولة هي أداة بيد طبقة لقهر طبقة الاخرى. أذن فلا مبرر لوجودها.



رابعا: نظرية فائض القيمة وتراكم رأس المال.

تعرض ماركس في كتابهِ رأس المال لعلم الاقتصاد بهدف الاثبات تناقضات النظام الرأسمالي وآمالهِ الى زوال، وكان يرى أن قيام نظام رأسمالي على النظام الاقطاعي هو آثر الاختراعات جديدة و اتساع الاسواق و أحلال الآلات الحديثة مكان الآلات البسيطة والقديمة، ما يعني تغيير أسلوب انتاج الذي يؤدي الى سيطرة طبقة جديدة من المنتجين الصناعيين والرأسمالين البورجوازيون على الاقتصاد والسياسة وهي التي تمكنها من الاستغلال الطبقة العمالية ويرى ماركس ان السبب يعود الى تراكم رؤوس الاموال لدى طبقة البورجوازية الصغير، فقد استند لنظرية نظرية قيمة العمل لعالم الاقتصادي (ريكاردو). التي تؤكد أن قيمة السلع بمقدار ما بذل من عمل في انتاجها، وبهذا اعتبر ماركس ان العمل في النظام الرأسمالي هو سلعة كباقي السلع تتحدد قيمته وفقا لنظرية العامة في تحديد القيمة ( الطلب والعرض ) فالعامل يأخذ اجور نصف العمل الذي يقوم به فإذا عمل لمدة 12 ساعة فأنه يأخذ اجر 6 ساعات فقط، وهنا يكمن ربح صاحب العمل في استقطاع قيمة القوة العاملة وهذا الفرق بين آجر العامل وقيمة الانتاج يسمى (فائض القيمة ) وكل الارباح التي يحققها الرأسماليون هي في الحقيقة ما استطاعوا سرقته من أجور كانت من حق العمال الذين اشتركوا في انتاج السلع التي اتاحت لرأسماليين تلك الارباح .

أما قانون تراكم الرأس المال. فانه كان يرى أن تطور النظام الرأسمالي سمح للرأسماليين أن يوسع في وسائل الانتاج ليحصل على فائض القيمة – حيث يلجأ صاحب المشروع الى توسع في الانتاج عن طريق زيادة رؤوس الاموال الموظفة في المشروع وزيادة استخدام الآلات الحديثة وهي تعتبر من السمات الرئيسية في النظام الرأسمالي وبتالي فسوف تتركز هذه الرؤوس من الاموال بأيدي اقلية محدودة من الرأسماليين، وذلك لان المشاريع الكبيرة ستقضي على المشاريع الصغيرة، ولا تقتصر على الجانب الجماعي انما الى الجانب الزراعي ايضا وان تركيز هذه الاموال ستؤدي الى تحول صغار المنتجين العاجزين عن المنافسة الكبار المنتجين الى عمال يعيشون من بيع قوة عملهم وبتالي يزداد عدد افراد الطبقة العاملة وهذا ما اسمي بقانون التحول الغالبية الى عمال ومن هنا يأتي النضال العمالي ضد المستخدمين نتيجة تفشي البطالة في المجتمع .

خامساً : حتمية الثورة وانهيار النظام الرأسمالي .

لم تكن نظرية ماركس العلمية بعيدة عن التنبؤات المستقبلية فقد كان يرى خلال نظرية انهيار الرأسمالية وقيام مجتمع شيوعي، بأن التأريخ سوف يكمل تطوره وفقاً لنظرية جدلية التاريخية وستنشأ طبقة تصارع في النظام الرأسمالي وهي الطبقة البروليتارية ضد البرجوازية فكلما تطور النظام الرأسمالي أدى بدوره بزيادة فائض القيمة أي زيادة استغلال الطبقة العمالية ما يعني تراكم الرأس مال وتمركزهِ وتحول الطبقة الوسطى الى عمال فتصبح غالبية الناس عمالاً، ونتيجة تطور وسائل الانتاج يولد (الجيش الصناعي الاحتياطي ) الذين يقبلون الاجور البسيطة جداً بدلاً من العمال المطرودين نتيجة مطالبتهم بتحسن الحالة المعيشية . لكن الاحساس المولود من الواقع الاليم عند العمال يولد ما اطلق عليه ماركس بـ( الوعي الطبقي) أي ما معناه اتحادهم ضدة قوة رأسمالية، والتنظيم فيما بينهم ضمن نقابات واتحادات خشياً من استغلال الجيش الصناعي والزيادة المستمرة بفائض القيمة، وبحكم التجربة سوف تقوم الثورة على رأسمالية وتقيم الدكتاتورية البروليتارية، وسوف تحول كل الملكيات الخاصة الى ملكيات عامة لصالح المجتمع وهذه المرحلة الانتقالية ضرورية لانتزاع السلطة نهائياً من البرجوازية وتنتهي بشيوعية، وقد أمن ماركس بأن الصراع بين الطبقات يتصف بالعنف وأن هذا الصراع سوف يتخذ بعداً عالميا، وذلك لتوسع النفوذ الرأسمالي .
وكان على دراية أن الرأسمالية سوف تتخذ السلاح القومي لذا قال ( يا عمال العالم اتحدوا ) وبغض النظر على الجانب النظري فقد اتخذ الجانب العملي ايضا من خلال انشائه اولى منظمة عمالية عالمية تعمل على تحقيق عقيدته الشيوعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي