الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرفاقية في الاحزاب بين التزييف والحقيقة -1

زوهات كوباني

2005 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الرفاقية في الاحزاب بين التزييف والحقيقة -1

تقاس قوة حزب ما او اي حركة سياسية او تنظيم على نضاله ضمن شروط غير متكافئة مع العدو او مع الانظمة التسلطية الديكتاتورية. وقوة الحزب الداخلية تماسكه مرهون بمستوى العلاقات الرفاقية البعيدة عن الاحتكار والاستغلال والاستثمار، والتي يتواجد فيها الاحترام وشعور الانسان بارادته وشخصيته ضمن هذا الوسط التنظيمي من حيث العلاقات وبهذه المحاسن فان الحزب يتغلب على المساوئ الموجودة لديه وبالتالي يستطيع ان يغير كفة الميزان الى صالحه رغم قوة العدوة الكبيرة والتي تفوقه اضعافا مضاعفة وحتى احيانا لا يمكن المقايسة بينهما وذلك من جميع النواحي السياسية والعسكرية والتنظيمية والتكنيكية والاقتصادية وغيرها وحتى من النواحي الكادرية والادارية. وعندما تتعرض هذه الروابط الى التفسخ والخراب والانحلال فان قوة الحزب تبدأ بالانحلال رويداً رويداً حتى تصل الى درجة عدم مقدرتها على مواجهة الانظمة دعك من التغلب عليها. وبالتالي النتيجة ستكون التصفية والانهيار الحتمي.
هناك مشكلة في الحركات الكردية او التنظيمات وهي ان الاعضاء الذين ينضمون اليها ويناضلون لسنوات طويلة ضمن الحزب ويواجهون الكثير من الصعوبات والامور وحتى انهم قد بقوا وحاربوا وناضلوا في مواقع واحدة تراهم بعد سنوات طوال لا يبقون بجانب البعض ويتحولون الى معادين للبعضهم البعض وحتى وكانهم لم يبقوا ويناضلوا. يبؤون من التشهير والتهميش والتخوين حتى ان يصلوا الى درجة التصفية. ان الوصول الى هذا الوضع في الاحزاب الكردية يتطلب الوقوف عليه بجدية وموضوعية بعيدا عن النظرة الضيقة والمنفعية والمنطق الشمولي الانكاري الذي لا يقبل التعدد والراي الاخر. وبنظرة موضوعية هناك الكثير من الاسباب التي تنبع من الطرفين واذا ما اضفنا اليها اقترابات الاعداء الذين يريدون الحط من الحركات الكردية واستخدامها بالكثير من الاشكال وتطبيق سياسة "فرق تسد" عليهم، وفتح القلعة من الداخل يوصل الانسان الى نتائج التي سيتمخض عنها هذا النوع من الهروب من البعض او التحول الى خنادق مضادة للبعض والعمل في المرة الى تصفية بعضهم البعض مثلما كان يريدون تصفية العدو في البداية وتصبح جلّ جهودهم هي اتهام البعض حتى تصل الى درجة التزييف والاتهامات الباطلة التي لا اساس لها وهذا ما يصبح مادة خامة للمتربصين في الكمائن من اجل استخدام ذلك لمصلحتهم واضعافهم وان اقتراب الاخرين الذين كانو منذ البداية في المواجهة والعداوة الى تفضيل طرف على اخر ليس حبا بطرف او انه عاد الى الحقيقة بل يعمل على استخدامه وفق المنطق المكيافلي الذي يقول الغاية تبرر الوسيلة. ومن اجل التخلص من هذه الاوضاع الماساوية او ابداء اقتراب موضوعي لعدم الانغماس اكثر في الاخطاء والاتهامات والسلبيات ان يتم توضيح الجوانب التي ادت الى ذلك من جميع النواحي دون الوقوف على جانب واحد ونظرة احادية الجانب من باب انهم ضعيفي النفوس او بدون ارادة او خونة او مرتبطين او عملاء او انهم من السابق كان لهم ميول تخوينية وكانهم اكتشفوها من جديد وحتى وان كانت هذه التحليلات فيها نوع من الحقيقة والصحة ولكن يتطلب من التنظيم ان لا يعمل على تعكير الوضع والمياه كثيراً لان مهمته هو العمل على انجاز الاشخاص والافراد واكسابهم الارادة والشخصية لان الكرد عامة كانوا تحت تاثير سياسات العدو من جميع النواحي وسلبت شخصيتهم وارادتهم وحتى طبقوا عليهم سياسات الصهر والابادة والانحلال وغيرها من اجل تصفيتهم او جعلهم ادوات في خدمتها والاستفادة منها في سبيل تحقيق مصالحها. ان ظهور الاحزاب ومد اليد الى هذه الشخصيات وقبولها في صفوفها يعود الى وعي مسبق لهم بهذه الاوضاع ورغم كل هذه السلبيات فانها تعمل على تصحيح الوضع وانقاذهم من براثن الاعداء وجعلهم شخصيات حرة ذوي ارادة من اجل شعبهم ووطنهم. اي ان القيام بالتحليل بعد مضي سنوات او غيرها وسرد الكثير من الاتهامات للبعض وكانهم اكتشفوا اكتشافا جديداً في كردستان ماهي الا نوع من خداع الذات والشعب والمجتمع. وهم بذلك يريدون ان يقنعوا المجتمع بما يتبجحون به ولكن مدى تاثيرها سيكون ضعيف ومؤقت لانها عكس تيار التطور والتوعية والعلم.
ان ظهور مثل هذه الجوانب، الهروب او الانفصال او التقاعد او اللاعمل كلها تعود الى اسباب ظروف النضال والصعوبات والاختناقات والازمات الحادة التي يتم عيشها وعدم تحقيق ما تم وضعه هدفا في النضال والنتائج المعاكسة لما تم التخطيط لها. اي بالمختصر المفيد ان الحركات التي تحقق التقدم والنجاح دائما هي الحركات التي لا تعيش مثل هذه القضايا او تعيشها بشكل قليل وليس بحجم ما يعاش في كردستان، فعند النظر الى الحركات الكردية في كردستان والانشقاقات والهروب والانفصال وغيرها، يستنتج الانسان النتيجة الاساسية وهي ان هذه الاوضاع تظهر في فترات الانسداد او التازم او الاخفاق في النضال وعدم تحقيق الاهداف او ظهور اوضاع معاكسة بعكس ما كان يتوقعه وتبدا الحركة بالانشغال بالقضايا الداخلية دون التوجه نحو الهدف الحقيقي ومن اجل تبرير الاخفاق لا بد ان تظهر الضحية وتحميل الفشل والاخفاق على البعض، حتى الوصول الى درجة معاقبتهم وطلب الحساب منهم دون النظر بموضوعية الى الامور ورؤية الاخطاء بنظرة علمية بل الاقتراب من باب المسؤولية والصلاحية والعمل على حماية صلاحيتهم. وهنا تبدأ القمة باتهام القاعدة والقاعدة باتهام القمة وكل يبحث عن نواقص الاخر وحتى يبدؤون بذكر امور كانت لا تأخذ سابقا مأخذ الجد ولم تكن لها أية أهمية، يبدؤون باعطائها الاهمية وكانها امور مصيرية. وهنا تبدأ الديماغوجية وتزييف الحقائق بعيدا عن الوجدان ويتحركون وفق المثل القائل "القبطان هو الذي ينقذ سفينته"، ويعمل كل فرد على انقاذ نفسه ولا يهمه مصلحة التنظيم العامة حتى انه احيانا يقوم بها باسم التنظيم.
كل هذا يظهر على حقيقة الزيف في العلاقات الرفاقية التي كان يتم الادعاء بها وانها لم تكن سوى شعارات من اجل ذر الرماد في العيون لاستخدام الاشخاص لمرحلة اطول، اي الذهنية النابعة من السلطة والدولة رغم اختلافها في الشعار والمظهر لكن الجوهر لا يختلف كما كان يقوم الملوك والامبراطوريات وما بعده في الانظمة اللاحقة في المراحل الاقطاعية والراسمالية باستخدام الانسان باسماء مختلفة مستفيدة من تخلفه وجهله، ويوعدوه بالكثير من الامور بدأً من الحياة السعيدة والخير والصواب الى الجنة في الاخرة واذا لم يكن استخدام مصطلح الرفاقية شبيه بشكل تام لهذا المفهوم وهذه الاقترابات ولكن يتم استخدمه من اجل نفس الاهداف والمآرب ويوعد الانسان الفاقد لامله بالنظام الموجود والذي يعيش في الازمات بحياة رفاقية متساوية يستطيع فيها الانسان التعبير عن ارادته بحرية وينعم بعيش متساوٍ سعيد. ولكن في الحقيقة لا واقع لهذا في الوجود او لا وجود له في الواقع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب