الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن أولا و أخيرا

احمد الطالبي

2013 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تابع الرأي العام الوطني في الأيام الأخيرة النقاش الدائر حول المسودة الأمريكية التي كانت تتغيى استصدار قرار أممي ، يقضي بتوسيع مهام المينورسو في الصحراء المغربية، لتشمل مراقبة حقوق الإنسان ، مما و ضع المغرب في مأزق تتطلب مجهودا ديبلوماسيا كبيرا و ربما- تنازلات لم يتم الإفصاح عنها – على الأقل في الوقت الراهن. وسيتكفل التاريخ مستقبلا بالكشف عن كل ملابسات و حيثيات التفاوض بهذا الشأن خاصة و أن أمريكا توظف و رقة حقوق الإنسان بشكل إنتهازي يتماشى مع مصالحها الإسترتيجية ، و إذا كان المغاربة قد تنفسوا الصعداء بعد تصويت مجلس الأمن بالإجماع على عدم توسيع صلاحيات البعثة الأممية ، فإن اليقظة و الحذر واجبان لتفادي التطاول على سيادة المغرب على صحرائه .
ونظرا لطول المدة التي عمرها هذا المشكل ، و التكلفة الباهظة المترتبة عنه والتي تحملها المغاربة بروح وطنية عالية، وقدموا من أجلها الغالي و النفيس ماديا و معنويا ، فإنه يلزم أن نضع في الميزان كل المقاربات التي تتناول هذا المشكل من أجل فحصها ، و استخلاص الدروس و العبر التي يجب استخلاصها مع تعزيز المقاربة الأنجع في هذا الظرف الحساس ، لعلنا بذلك نخفف من هذا العبء حاضرا و مستقبلا ... ونضمن تحقيق وحدتنا الترابية دون التضحية بالمزيد من المكتسبات .
ومن أجل هذا الفحص ، وجب الوقوف على المقاربات الثلاثة الآتية :
- 1 المقاربة الرسمية المؤسسة على احتكار الدولة للملف طيلة عقود ، و تعبئة الأحزاب الحكومية - المنبثقة أساسا عن انتخابات مزورة و مغشوشة مما يجرد هذه المقاربة من كل بعد وطني ديمقراطي – إضافة إلى استقطاب شريحة من الأعيان المستفيدين من الريع من أجل خلق إجماع مِؤطر بهاجس أمني جد ضيق مما يجعل هذا الإجماع هشا و لا يصمد أما الهزات التي تعصف به من حين لآخر...
- 2 المقاربة الوطنية الديمقراطية المعبرة عن موقف أحزاب تحالف اليسار الديمقراطي وكل القوى الوطنية التقدمية المنحدرة من الحركة الوطنية . هذه المقاربة تتأسس على منظور تاريخي وطني ذي بعد ديمقراطي يستحضر كل شروط و متطلبات التنمية الشاملة : بناء الوطن و الإنسان .
-3 المقاربة الأيديولوجية المؤسسة على الولاء للماركسية ، و ترويج بعض مقولات الحرب الباردة ، و هي بذلك تلغي ربط الإنسان المغربي بالوطن و التاريخ والهوية وتوظف خطابا حقوقيا فجا يخدم أجندات الخصوم و كل من له أطماع في المنطقة ، وهذه المقاربة تتبناها تنظيمات تؤمن بشكل أورتودوكسي وعقيدي بالماركسية اللينينية مما يفرغها من كل مضمون وطني و تاريخي .
إن ضمان الوحدة الترابية، و سيادة المغرب على كل أراضيه يتطلب استكمال الورش الديمقراطي و التنموي ، و القطع مع المقاربة الأمنية الضيقة بما يضمن تمتيع المغاربة عامة بكافة حقوقهم : الساسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية ....ومدخل ذلك دستور ديمقراطي و اضح المضامين غير قابل للتأويلات المغرضة و يؤسس لدولة عصرية وغير ممركزة تضمن حقوق الجميع . وإلى أن يستوعب من يهمهم الأمر صعوبة اللحظة .دام المغرب ودمتم بألف خير...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا