الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيمبابوي تهدد وحدة العراق

يونس حنون

2013 / 5 / 1
كتابات ساخرة


ارسل لي احد القراء الكرام رسالة قصيرة عبر الايميل يقول فيها :
الدكتور يونس المحترم
كنت ومعي الكثير من المثقفين نتابع بلهفة مقالاتك السياسية الساخرة التي كانت تعبر عما في قلوب العراقيين الرافضين للتفرقة الطائفية ، لكننا اليوم نشعر باحباط عندما بدأنا لا نقرأ لك الا مقالة كل شهرين او 3 وعادة تكون عن موضوع رياضي ام فني ، وآخرها عن آراب ايدول . لست افهم ، هل انصلح حال العراق فاصبح اهتمامك منصبا على مثل هذه القضايا التي لا يهتم بها (وارجو المعذرة) الا البطرانين؟ يادكتور العراق يبكي منذ عقود وانت كنت احد الذين يخففون من الالم الذي نعانيه بفضحك للاشرار والمسيئين، كنا نقرأ مقالاتك فنشعر ان العراق في آخر المطاف لايمكن ان يكون مرتعا لدعاة التفرقة والتقسيم ، لكن يبدو انك تخليت عن آراءك التي عرفناك بها . فهل دب اليأس في قلبك ولماذا ؟
خيبت املنا يادكتور يونس ، فلمن نشكو الامر ؟
ماجد ع
----------------------------------------------------------------------------------------------------
واجيب الاخ الكريم ماجد ومعه عدد من الاصدقاء الذين ارسلوا لي رسائل مماثلة في مغزاها باني اشعر بكل كلمة قلتها واعرف اني مقصر كثيرا تجاه القراء الذين شجعوا كتاباتي منذ البداية ليس بسبب تميزها بل لانها كانت تعبر عن ضمير عراقي جمعي كنت انا مجرد جزء ضئيل منه ،ضمير يقول ان العراق واحد بالبسة مختلفة والوان زاهية مختلفة ، انه كالعائلة الكبيرة التي يخرج افرادها كل صباح كل في طريق وكل في هم وكل في اتجاه ، لكنهم في المساء يعودون الى سقف واحد وتجمعهم مائدة عشاء واحدة
هذا ما كنت اقنع نفسي به
اذكر اني و قبل 6 او 7 سنوات اصابني الياس بعد اضطراري للخروج من العراق وانا محبط وكتبت مقالة عنوانها "وداعا ياعراق" تم تداولها في عشرات المواقع ، وكانت اول جملة في تلك المقالة هي : ماكو فايدة
لكن املي في الغالبية الاصيلة من العراقيين عاد الى القلب لابدأ مرة اخرى في الكتابة وبشكل مكثف مابين عام 2008 و2011 ، نعم كنت اكتب احيانا في الرياضة والفن لاني انسان طبيعي لدي اهتمامات خارج مجال السياسة واؤمن ان ساعة لربك وساعة لقلبك ، لكن وفي كل تلك المقالات الفنية والرياضية كانت الاسقاطات السياسية سمة بارزة
حتى بدأت شعلة الامل تخبو فعلا وان العراق متجه نحو التقسيم ، ليس بسبب المؤامرات بل بيد ابنائه
يقال ان الطريق الى جهنم مفروش بالنيات الطيبة
واعترف باني احد الذين فرشوا الارض بتلك النيات
طوال عمري احاول ان اقنع نفسي بالقول ان الطائفيين لن يكون لهم مكان في العراق وانهم مهزومون في النهاية لان العراقيين رغم عوامل التفرقة واختلاف المذاهب والاديان والقوميات سيجدون دوما ما يوحدهم ، لكن الايام اخذت تثبت كل يوم اننا للاسف وصلنا الى مفترق الطرق ، واصبحت الطائفية والقومية هي الجنسية الرئيسية للعراقيين
اصبح الانتماء الوطني في العراق اليوم يختصر بسؤالين : انت عربي لو كردي ؟ وانت شيعي لو سني؟
ولاني لا اشعر اني عربي او كردي بل عراقي ولا موقع لي بين الشيعة والسنة لاني ايضا عراقي علماني التفكير فقد وجدت نفسي وبدون قصد انسحب شيئا فشيئا بعيدا عن هذا الجدال الذي تحول الى حوار طرشان وخرس وعميان ايضا
هل في المشهد السياسي العراقي اليوم ما يبعث على الامل ؟
عندما تنقسم المحافظات بناءا على الاغلبية المذهبية فيها الى موالية ومتمردة ليصل الحال بان نسمع مواعظ الشياطين ومنها المجرم مقتدى اول الذين اججوا الفتنة الطائفية من السياسيين وهو يشكو بكل صلافة من ان الطائفية بدت تظهر في القلوب!!!!!!!! ويضيف ان هذه كارثة !!!! داعيا المذاهب الاسلامية الى التوحد
مقتدى الصدر يدعو الطوائف الى التوحد ، وغدا ربما سنسمع المجرم الاخر حارث الضاري في دعوة مماثلة
بعد ايش ايها الانذال؟ بعد ان ملاتم القلوب قيحا ؟ والارواح غلا وحقدا؟
اريد ان اطرح مثلا بسيطا عن الحال الذي وصل اليه العراقيون بفضل امثال هذين السافلين
هذا الخبر الذي قرأته اليوم في احد مواقع الاخبار العربية
زيمبابوي: أربع نسوة يختطفْنَ جندياً و«يغتصبْنَه» لخمسة أيام
أوردت أنباء زيمبابوي أن أربع نسوة اختطفْنَ جنديًا واغتصبْنَه على نحو شبه مستمر لفترة خمسة أيام متصلة. وعندما قارب الهلاك اقتدنَه الى منطقة جبلية وعرة ورجمْنَ ساقيه بالحجارة كي لا يتاح له الهرب منها
خبر لاناقة فيه ولا جمل للعراقيين بل ولأية دولة عربية او اسلامية ، وكنت اتوقع ان اية تعليقات ستكون من باب السخرية لغرابة الخبر ، لكن وحتى لحظة كتابتي هذه الجملة وصل عدد التعليقات الى 16 تعليقا ، 12 منها من عراقيين معظمهم طائفيون بامتياز ، واحد يحشر تعليقا سخيفا لاعلاقة له ليشمت ويقول امريكا فاتت بيكم طول وعرض ،وثان يسأل وين النسوة الصفويات ؟و يجيبه الثالث ان هؤلاء النسوة الزيمبابويات اشرف من عربان الصحراء في الرمادي ، فيرد رابع بتذكيره باللصوص والفسدة وذيول الامريكان وبني ساسان في المنطقة السوداء ،فيهتف خامس قائلا بالحرف الواحد : هذة الحكومة حيدرية جعفرية فاطمية حسينية اثنا عشرية فلن ولن تنالو منها قيد شعرة وعاد الحق الى اهله ...........ولا اعرف كم ستستمر التعليقات المتبادلة بعد ذلك وماذا ستحمل من شتائم متبادلة مابين من وضعوا انفسهم ناطقين بلسان طوائفهم
وحتى المعلق الذي علق تعليقا غير طائفي وهو : "ياحبايبي ياايلاف ممكن تعطون عنواني للنساء الاربعة عشان تكسبوا ثواب عظيم" ابى الا ان يكون في احدى الخانات السياسية فسمى نفسه: عراقي يكره البعثية
هذه هي تعليقات العراقيين التي وردت على خبر اغتصاب جندي في زيمبابوي
اذن ما نوع التعليقات والاتهامات والهتافات والاسماء التي سنقرأها لو كان الخبر عن شيء حدث في العراق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وتسألني يااخي ماجد لماذا دب اليأس في قلبك ؟
اليس من الاجدر ان تسألني كيف حافظت على الامل في قلبي طوال هذه الفترة الماضية وانا لاأرى سوى كلاب الطائفية وجراءها تتصدر المشهد السياسي ؟
ربما سأبقى طوال حياتي ومهما حدث وانا آمل في عودة العراق الذي اعرفه وعشت فيه في الستينات والسبعينات عندما لم تكن سكاكين الجلادين قد افلحت بعد في تقطيع اوصالنا وعندما كانت الطوائف والاديان والقوميات نكهات لذيذة لنفس الطبق الشهي قبل ان تصبح اليوم سموما افسدت الطعام كله وجعلته اشبه بالزقوم
هكذا وجدت نفسي اليوم ،ولا من امل في تحسن الوضع ،وعندما لا اجد جديدا اكتب عنه ، فأني لا ارى ان من حقي ان ازيد اليأس في القلوب بمقالات مرة المذاق ، ولذلك ، وبدلا ان يخرس قلمي تماما احاول ان ارطب مداده الذي جففه الاحباط ببعض الكلام عن الفن والرياضة ، واذا افلحت في انتزاع ابتسامة او اثنتين فسيفرحني ذلك ، لكني بالتاكيد لست سعيدا بهذا التغيير الذي طرأ على كتاباتي .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - د يونس حنون المحترم
مروان سعيد ( 2013 / 5 / 9 - 10:05 )
تحية كبيرة لك ولقلبك العراقي الكبير
اعتقد كثير من المثقفين ذي حضرتك لايؤمنون بالطائفية ولكن المناخ العام اجبر الناس على ذلك وانسب الحق الاكبر على الاذاعات الاخبارية التي برمجت على هذا وخاصة الجزيرة والعربية
وكم استاء من رؤية برنامج الاتجاه المعاكس وكانه وضع مخصوص لتاجيج الكراهية بين الطوائف وخاصة المزيع فيصل انه ينتعش فرحا عندما يقوم المتحاورين بضرب بعضهم البعض
وانا معك لاامل وفاقد الشيئ لايعطيه ولكنا مجبرون على الرجاء
ومن زمن بعيد قد رايت لاامل بهذه الامة لااننا ناكل من خيرات غيرنا ونلبس من صناعة غيرنا وحتى نفطنا ليس لنا همة ان نستخرجه ونصفيه ونستفيد منه نبيعه خام بارخص الاثمان والغرب يستخرج منه مئات المواد للتصنيع
ونصيحة لك تابع بالمقالات الساخرة لاانها تاتي بنتيجة افضل وقد اعجبت بمقالك الاخير يمنع الفسى للنسى انها فتوة مثل فتاوي شيوخنا البواسل
وللجميع مودتي


2 - شكرا لك
يونس حنون ( 2013 / 5 / 14 - 13:20 )
شكرا اخي الكريم مروان على الكلمات الجميلة التي لابد ان تدفع اي كاتب ينالها على الاستمرار في الكتابة ومواصلة الرسالة الاعلامية التي يسعى لتحقيقها

اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو