الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلا طائفة

ساطع راجي

2013 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الأحمق، الكسول عقليا، يريد منك دائما، أن تؤشر على فراغ أمام أحد الخيارين، اللذين يرى أن لاثالث، لهما، هو يريدك أن تحدد طائفتك من بين إثنتين، إما أن تكون سنيا أو شيعيا، وهو يطرح عليك هذا التحدي حتى قبل أن يعرف فيما اذا كنت مسلما أم لا، وهو لن يقتنع، باعلان علمانيتك او انك لاتنتمي فعلا لاي طائفة، هذا الاحمق لايريد حتى ان يصدق بامكانية وجود طائفة إسلامية ثالثة كالاباضية مثلا، هو يريد منك أن تحدد موقعك ليتعامل معك انطلاقا من ذلك الموقع.
الأحمق، الكسول عقليا، لايريد الاعتراف، بإن الانتماء لطائفة لايكون وراثة، بل هو نتيجة لمعرفة تكاد أن تكون يقينية متحصلة عن بحث قد يستغرق عمرا كاملا وقد لايؤدي البحث الى نتيجة، كما ان العلاقة بالمذهب لاتعني الاصطفاف مع جميع أتباعه في خندق واحد ضد خندق آخر، نفترض انه يضم جميع من لايؤمنون بما نؤمن، العالم في النهاية ليس مجرد خندقين.
الأحمق، الكسول عقليا، دخل مصيدة الساسة الطائفيين، وصدق إن هناك قطعة جبن يمكن الحصول عليها، صدق إن هؤلاء هم ممثلو الطائفة وزعماؤها وحماتها، بينما هم يصطادونه ويبيعونه لأول من يدفع، ومع ذلك يريد هذا الاحمق، مني ومنك، أن ندافع عن كل قاتل ولص وفاسد وفاشل فقط لأنه محسوب على طائفة يتوهم إننا من أتباعها.
أن ينتمي الانسان الى عقيدة يتعبد بها ويعيش وفقا لتعاليمها أمر طبيعي جدا، لكن الشاذ ان يكون الانسان أمام خيارين فقط، والشاذ انه يجب عليه الاختيار وحتى اذا امتنع عن الخيار فمن السهولة تتبع نسبه او تفسير إسمه ليتم سجنه في طائفة ويتم بعد ذلك تحميله كل ما إقترفته الطائفة عبر تاريخها الطويل ومطالبته بتبني افكارها والدفاع عنها وتحميله مسؤولية دعم زعمائها من أجل تحقيق أهداف هو لايؤمن بها وأحيانا لايعرفها.
لقد نجح الساسة الطائفيون في تعبئة المواطنين، أو جزءا مهما منهم، في معركة أبدية غير مفهومة ولا أهمية لها الا في انتاج ضحايا يوميين تتورط كلا الطائفتين بدمائهم كما تتورطان بجمع جثثهم، ضحايا عابرون، غالبا ( لافي العير ولا في النفير)، ضحايا لهم من الطوائف معاركها التي تذهب غنائمها لعدد محدود من الزعماء، يتشاتمون بأقذع الالفاظ، لكن سرعان ما يصبحون (أخوة على سرر متقابلين) وهم يوزعون أسلاب معاركهم التي خاضها المخدوعون.
لا نريد زعزعة إيمان أحد، لانريد اقناع أي أحد بأي شيء، كل ما نريده هو تثبيت حق أولئك المواطنين الذين لاينتمون الى أي من الطائفتين، واذا كانت دولتنا غير طائفية فهي ملزمة بتثبيت حق هؤلاء، لتتركهم أحرار آمنين في معتقداتهم التي لايجرمها القانون ولا تناقض الدستور، هم باختصار بلا طائفة، وليس هناك ما يلزمهم بالانتماء الى طائفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ