الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا تكون امريكا هي التي استخدمت السلاح الكيماوي في سوريا؟

وليد ياسين

2013 / 5 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


التصريحات التي ادلى بها الرئيس الأميركي باراك أوباما، مساء الثلاثاء الماضي، والتي واصل من خلالها الادعاءات الامريكية – الاسرائيلية، بأن هناك أدلة على استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا، لا تعني كثيرا لمتتبعي سياسة الادارة الأمريكية، وحليفتها اسرائيل، في ابتداع مبررات لشن عدوان عسكري محتمل ضد هذا البلد او ذاك، في اطار مخطط واسع لاعادة تشكيل الشرق الأوسط حسب الصيغة التي تصب في مصلحة الهيمنة الأمريكية – الصهيونية على المنطقة، وحرب العراق وما اسفرت عنه، ما زالت تشكل الدليل الأكبر على هذا النهج الذي غالبا ما يعتمد روايات واكاذيب يتم حياكتها في اروقة اجهزة الاستخبارات، لتبرير العدوان.
كلنا نذكر ان واشنطن شنت قبل هجومها الفعلي على العراق حملة ترويج اعلامي لتبرير الحرب، تمحورت حول بث أنباء عن امتلاك عراق صدام حسين لاسلحة الدمار الشامل، وهي اكذوبة ما زالت تتردد اصداؤها حتى اليوم، بعد سنوات من احتلال العراق واكتشاف حقيقة الاكذوبة الامريكية. من هنا ليس من المستبعد ابدا، ان تكون الحملة الاعلامية المركزة ضد سوريا، اليوم، والتي بدأت من اسرائيل ومن ثم تبنتها واشنطن، حول فرضية "استخدام نظام الاسد للسلاح الكيماوي" في حربه ضد المنتفضين على نظامه، قد يتبين انها ليست اكثر من فرية، كما في العراق، لتبرير أي هجوم مستقبلي على سوريا.

تريث أو خوف من الآتي؟؟

ما هو السبب الذي يجعل اوباما "يتريث" على حد تعبير البعض، في تصديق المعلومات الاسرائيلية حول فرضية السلاح الكيماوي؟
يبدو ان الرئيس الأمريكي الذي سبق وتعهد لشعبه بعدم توريط الولايات المتحدة في حرب جديدة بعيدا عن اراضيها، هو أحد اسباب هذا التريث. فاوباما لا يرغب بإنهاء ولايته كما فعل سابقه جورج بوش، بتوريط بلاده في حرب جديدة في بلدان الشرق الأوسط وأسيا، خاصة وانه يريد مغادرة البيت الأبيض بعد خمس سنوات وقد حقق وعده بإعادة القوات الأمريكية من العراق وافغانستان، وكما يبدو، يعلم اوباما الذي لم ينجح حتى الآن بتحقيق وعده، ان أي تورط في سوريا، سيكون مصيره غير محدود، كما في العراق وافغانستان وهو ربما، الامر الذي يجعله يتريث في تصديق المعلومات الاسرائيلية التي تصر على ان النظام السوري هو الذي استخدم السلاح الكيماوي، والا ما معنى قوله في التصريح ذاته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، من أنه ليس واضحا بعد من استخدم السلاح الكيماوي في سوريا وكيفية استخدامه، ومتى تم استخدامه؟
وربما ليس مفاجئا ان عدم رغبة اوباما باتخاذ قرارات متسرعة في المسألة الايرانية ايضا، يعود الى السبب ذاته، فواشنطن تتحفظ منذ اكثر من عامين، من حملة التحريض والحث على الخروج الى الحرب التي قادها ولا يزال، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الحقيقة، ان ما اسمته بعض وسائل الاعلام "تريث" اوباما في اتخاذ قرار حاسم بشأن مسألة الكيماوي في سوريا، لا تأتي عبثا، وربما لم يكن تزامن موعد تصريحه مجرد صدفة مع التصريحات التي صدرت عن مسؤولين اسرائيليين في مطلع هذا الأسبوع، والتي تؤكد بشكل واضح محاولة اسرائيل التملص من المسؤولية عن التحريض على شن حرب ضد سوريا.
فبعد أسبوع من التهويش الاعلامي والسياسي في المسألتين السورية والايرانية، والتي اطلقت خلالها الكثير من التصريحات من قبل مسؤولين سياسيين وأمنيين، على مستويات مختلفة، كان واضحا منها اصرار اسرائيل على قرع طبول الحرب، كان يبدو في مطلع الاسبوع الجاري، ان هناك في اسرائيل من استيقظ من هذا الانجراف نحو الحرب، وسعى الى تغيير اللهجة، على المستوى الاعلامي، على الأقل، في محاولة واضحة للتملص من دائرة الاتهام بالتحريض على مهاجمة سوريا وايران.
فقد نشرت الصحف الاسرائيلية، يوم الثلاثاء الماضي (30 نيسان) وبالذات قبل ساعات من صدور تصريح اوباما آنف الذكر، تصريحا لمصدر امني رفيع ادعى فيه ان اسرائيل "ليست معنية بحث الولايات المتحدة على مهاجمة سوريا ومعالجة مستودعات الأسلحة الكيماوية"، وقال بشكل واضح "ان اسرائيل ليست معنية باتهامها بالتحريض على الحرب، وتسعى الآن الى تخفيض مستوى الانشغال في مسألة السلاح الكيماوي السوري، وترك الحسم في هذا الموضوع بأيدي الامريكيين"!
هذا التزامن من شأنه فعلا اثارة الشك في ان التصريحات الاسرائيلية هذه، لم تنشر صدفة قبل ساعات من تصريحات اوباما، وان هناك تنسيقا كاملا، يعلم به الجميع بين البلدين، في هذه المسألة. ولكن الواضح ان الموقف الاسرائيلي هذا جاء بعد قطف ثمار التحريض المتمثل في اقناع الادارة الامريكية بوجود أدلة تثبت، حسب المزاعم الاسرائيلية، استخدام نظام الأسد لأسلحة كيماوية ضد المتمردين، وهو ما كان قد ادعاه رئيس قسم الابحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، الميجر جنرال ايتي بارون، قبل أسبوع.
ويبدو ان نتنياهو، قرر أيضا، وبشكل متزامن مع محاولة التملص في المسألة السورية، النزول قليلا عن شجرة التحريض على ايران، فبعد تصريحات متكررة لشخصيات امنية ادعت ان ايران وصلت الى الخط الأحمر الذي حدده نتنياهو، خرج الاخير ليعلن، ان ايران لم تتجاوز الخط الأحمر الذي حدده في خطابه امام الأمم المتحدة، لكنها تقترب منه بشكل منهجي.
ولكن ما اثار الاستهجان في اسرائيل، هذا الاسبوع، هو التناقض بين تصريحات نتنياهو في مطالبته لوزراء حكومته بعدم الادلاء بتصريحات حول المسألة السورية، وبين ما كشف النقاب عنه في اليوم التالي بشأن قيام الجيش الاسرائيلي باستدعاء الاف جنود الاحتياط على عجل لاجراء مناورات عسكرية بالذات في الجولان، بدون اعلام حتى وزير الامن في الموضوع! هذا الأمر أثار تساؤلات ثاقبة على المستويين السياسي والاعلامي، محورها الغرض من هذه المناورات وتزامنها بالذات مع حالة التوتر على الجبهة السورية.
ويبدو واضحا، أن ادعاء متحدثين باسم الجيش بأن هذه المناورات تأتي في اطار برنامج خطط له مسبقا، لم يقنع حتى الاسرائيليين الذين خرج بعض المتحدثين من بينهم ضد هذه المناورات وضد اجرائها في الجولان بالذات. وكان هناك من سرب الى وسائل الاعلام بأن الهدف، كما يبدو، توجيه رسالة تحذير الى حزب الله اللبناني، الذي يتهم بالتورط في الحرب السورية الى جانب النظام. وقد جاء الرد اللبناني من قبل زعيم حزب الله في اليوم ذاته، حيث اعلن من جهته توجيه رسالة تحذير شديدة اللهجة الى اسرائيل مفادها ان تفكر جيدا قبل القيام بأي عمل احمق في لبنان، الى جانب تأكيده الواضح بانه سيقف الى جانب النظام السوري، ايضا، وانه لن يسمح بسقوطه.

ما الذي يمكن استخلاصه؟

من الواضح ان اسرائيل لن تهدأ حتى يتحقق هدفها باعادة رسم خارطة الشرق الاوسط الجديد، تحت هيمنة امريكية، في مرحلة تاريخية باتت تعمل فيه بمثابة مصدر استخباري اول لبلاد "الانكل سام"، التي باتت منذ زوال الاتحاد السوفييتي تعتبر السيد الأوحد في العالم، ولا نستبعد ان تستأنف اسرائيل بعد أيام، او فترة زمنية معينة، ذات النهج، وتعود الولايات المتحدة الى البحث عن مبرر جديد لمهاجمة سوريا.
والحقيقة ان هذا لن يكون مستهجنا او غريبا على الولايات المتحدة، فقد شن بوش الحرب على العراق بزعم امتلاكها لاسلحة فتاكة، دون أي دليل مثبت، ومن الممكن ان تخترع واشنطن أي مبرر لمهاجمة سوريا، ولو تحت ستار الدفاع عن حياة المدنيين السوريين ودعم المتمردين على النظام. فخلق الذرائع ليس بمسألة صعبة على النظام الامريكي، ولديه القدرة والقوة على خلق أي مبرر.
مثلا، ومن تجارب سابقة يمكن لادارة بوش ان تخلق في سوريا عصابات تعمل على تنفيذ عمليات دامية ضد المدنيين، واتهام النظام السوري، لتجد واشنطن في ذلك "مبررا رسميا" لشن الهجوم.
ولنرجع في وجهة النظر هذه الى شهادة امريكية ادلى بها الصحفي الامريكي سيمور هيرش الذي تفانى في تطوير صحافة الاستقصاء بدءا من كشف مآسي حرب فيتنام إلى غزو العراق عام 2003.

هل اغتالت واشنطن الحريري وحبيقة وبوتو؟

في اواخر العام (2007) وبعد موافقة الكونغرس على طلب الرئيس بوش بتمويل تصعيد العمليات السرية ضد ايران، كتب سيمور هيرش طبقا لما اخبرته به مصادر عسكرية واستخباراتية ومن الكونغرس، ان العمليات التي طلب لها الرئيس بوش 400 مليون دولار صممت لبث القلاقل في ايران، اضافة الى جمع معلومات عن برنامج الاسلحة النووية الايرانية. وقال هيرش ان التقرير الرئاسي ركز على الحد من الطموح النووي الايراني وايضا محاولة تغيير النظام بالعمل مع الجماعات المعارضة وتغذيتها بالمال. وكشف هيرش نقلا عن روبرت باير، وهو ضابط كبير سابق في الـ"سي آي أي"، أن منظمة "جند الله" وتسمى ايضا "حركة مقاومة الشعب الايراني"، وهي جماعة مسلحة وعنيفة معارضة للنظام، كانت من بين الجماعات الايرانية التي تستفيد من الدعم الامريكي." كما ان منظمة "مجاهدي خلق" التي كانت على قائمة الارهاب في وزارة الخارجية الامريكية لمدة اكثر من عشر سنوات استلمت في السنوات الاخيرة اسلحة ومعلومات استخباراتية مباشرة وغير مباشرة من الولايات المتحدة. ونالت تمويلا كبيرا بدون اية محاسبة".

لكن الأخطر من ذلك كله، هو ما كشفه سيمور هيرش في 10 آذار 2009، عندما اعلن على الملأ بأنه اكتشف قيام الادارة الامريكية بتفعيل "جناح اغتيالات" في العالم، ترأسه ديك تشيني نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية الأسبق. وقال هيرش ان هذه الفرقة كانت مهمتها الأساسية اغتيال شخصيات في أفغانستان ولبنان، وان من بين الشخصيات التي اغتالتها، كان ايلي حبيقة ورئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، وأن ذلك تم بالتنسيق والتعاون مع مكتب رئيس وزراء إسرائيل في حينه أرييل شارون. وقال هيرش في حينه ان رفيق الحريري والوزير السابق ايلي حبيقة قتلا لعدم محافظتهما على مصالح الولايات المتحدة، ولأن الحريري رفض إقامة قواعد عسكرية أميركية في لبنان. وفي حينه، وبعد فترة وجيزة من قيام هيرش بتفجير تلك القنبلة، نشر موقع نيويورك أون لاين، أيضا نقلا عن هيرش، ان الشكوك تشير الى ان فرق الموت التي شكلها تشيني هي التي اغتالت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو، أيضاً، لأنها تحدثت في مقابلة مع قناة الجزيرة التلفزيونية في 2 تشرين الثاني 2007 ، عن اغتيال أسامة بن لادن. ووفقا لبنازير بوتو فإنّ عمر سعيد شيخ هو الذي قتل بن لادن، ولكن كلماتها هذه كانت قد حذفت من التقرير على حدّ قول هيرش. وقال هيرش في حينه أن القيادة الامريكية لم تشأ اعلان وفاة أسامة في حينه لأنّ ذلك كان سينفي مبرّر وجود الجيش الاميركي في أفغانستان. وليس واضحا حتى اليوم ما اذا كان بن لادن قد قتل فعلا في عام 2007، او في 2 ايار 2011، حسب ما اعلنت الادارة الامريكية. فكما نذكر، لقد اثار نبأ اغتيال بن لادن في 2011 موجة من التشكيك، خاصة وان واشنطن ادعت انه تم القاء جثته في البحر. وليس من المستبعد ان تكون رواية هيرش صحيحة خاصة وان بن لادن لم يظهر خلال السنوات الفاصلة بين 2007 و2011 الا في اشرطة مصورة لا يعرف موعد تصويرها وما اذا كانت حقيقة او تم تزييفها.
اننا نسوق هذه الوقائع التي كشف عنها هيرش، للتدليل على انه يمكن للادارة الامريكية ايجاد الف مبرر لمهاجمة سوريا، والحقيقة ان التناقضات في النشر حول السلاح الكيماوي في سوريا، والتي بدأت اولا بتأكيد مسؤولية النظام السوري عنها، ثم التراجع والقول انه ليس معلوما من المسؤول عنها، يمكنها ان تطرح سؤالا بسيطا، وهو: لماذا لا تكون واشنطن، او أي جهة عميلة لها، هي التي استخدمت السلاح الكيماوي في سوريا، اذا تم استخدامه فعلا؟ وهل يصعب على فرق الموت الامريكية ارتكاب مثل هذه الجريمة فقط لتبرير الحرب على سوريا.
لقد قال هيرش ان ادارة بوش السابقة خولت الوحدة السرية تفويضا مباشرا بتنفيذ عملياتها دون قيود ودون تقديم أي تقارير للكونجرس، وان بعض عملياتها اتخذ بعدا دمويا للغاية".
وقال ان تلك الوحدة كانت تذهب إلى دول وتقتفي أثر من هم على اللائحة وتغتالهم وتغادر..
وكان هيرش قد أشار في عام 2003 في مقالة نشرها في مجلة "نيويوركر" إلى أن «فرق الاغتيالات الأمريكية" هي في الغالب، نسخة مطابقة لحملات الاغتيالات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وهذا ليس مستبعدا، فقد كشفت تقارير صدرت في الصحافة الأمريكية والبريطانية منذ عام 2003، عن استخدام القوات الأمريكية ل تكتيكات الجيش الإسرائيلي ومستشارين إسرائيليين بغرض التدريب والاستشارات لتشكيل فرقة اغتيالات في العراق. ونشرت صحيفة «الجارديان» في عام 2003، ان إسرائيل ارسلت عناصر حرب عصابات مدنية إلى مقر القوات الخاصة الأمريكية في ولاية كارولينا الشمالية من اجل تدريب قوات خاصة في البحرية الأمريكية على القيام بعمليات نوعية لاستهداف قيادات في العراق.
وذكرت الصحيفة أن الجيش الأمريكي أراد الاستفادة من خبرة إسرائيل في تشكيل ما يعرف ب«وحدة المستعربين» كي تعمل قواته وسط الناس بشكل عادى في زي عربي محلي مع تحدثها اللغة العربية بطلاقة.

"اغتيال هاس 2"

للحقيقة ان ما أثار اهتمامي بما كشفه هيرش في هذا المجال، وتشكيكي بأنه يمكن لأميركا واسرائيل او غيرها من الجهات المعنية بشن هجوم على سوريا، ان تقف وراء مسألة السلاح الكيماوي، هو الفيلم الامريكي "اغتيال هاس 2" الذي صادف وشاهدته هذا الأسبوع، في معمان التحريض على سوريا. فالفيلم الذي تم انتاجه في عام 2010، يتحدث بالذات عن هذه الخلية الارهابية الامريكية، ويؤكد انها عملت في خدمة الادارة الامريكية، ونفذت عمليات اغتيال وتفجيرات وقتل في عدة دول من العالم، في خدمة المصالح الامريكية. ويبدو واضحا ان مخرج الفيلم اعتمد ما كشفه هيرش، في وصفه للأحداث وتسلسلها كما وردت في الفيلم، بل اشار في نهاية الفيلم بشكل واضح الى ما كشف عنه هيرش في 10 اذار 2009. وحسب الفيلم فقد كانت هذه الخلية الارهابية مسؤولة عن اغتيال المعارض الروسي الكسندر ليتفيننكو، باستخدم سم اشعاعي تم وضعه له في كأس شراب خلال زيارته لحانة بريطانية. وكانت الانباء قد اشارت في حينه الى ان ليتفيننكو وصل الى الحانة لالتقاء احد مصادره خلال تحقيق كان يجريه حول مقتل الصحافية الروسية أنا بوليتكوفسكايا في موسكو، علما ان بوليتكوفسكايا كانت من الصحافيين القلائل الذين كتبوا عن انتهاكات حقوق الانسان في الشيشان، وانها، هي أيضا، تعرضت لتسمم غذائي في طريقها لتغطية حادثة حصار مدرسة بيسلان في العام 2004، ويعتقد ان ذلك التسمم كان محاولة لاغتيالها قبل قتلها في موسكو.
كما يحمل الفيلم هذه المجموعة المسؤولية عن تفجير القطارات في مدريد في 11 مارس 2004 قبل ثلاثة أيام من الانتخابات العامة الاسبانية، والتي اسفرت عن قتل 191 شخصا وجرح 1755 أخرين. وقد حاول الغرب نسب تلك العمليات الاجرامية في حينه الى تنظيم القاعدة، فيما قالت اسبانيا ان التحقيقات القضائية أثبتت أن المنفذين كانوا من خلية استوحت فكرها من القاعدة، لكنه لم يكن للقاعدة أي ضلوع مباشر فيها. ومن الواضح ان امريكا كانت معنية بتثبيت التهمة على القاعدة لتبرير محاربتها لها، خاصة بعد احداث 11 سبتمبر 2001 في نيويوك.
كما ينسب الفيلم الى تلك الخلية الارهابية مسؤولية اعمال التعذيب التي مورست بحق الأسرى العراقيين في سجن ابو غريب، وكذلك قتل أسرة عراقية في المحمودية، وتحميل المسؤولية للجيش الامريكي.
وحسب الفيلم فان كل تلك الجرائم التي نفذتها تلك الخلية الارهابية كانت تأتي في اطار حرف الانظار عن الانتقادات التي وجهها العالم الى الادارة الامريكية في قضايا شتى، بل يقول ان تنفيذ عمليات التعذيب والقتل في العراق هدفت الى التسبب باسقاط بوش وصعود رئيس ليبرالي يعلن تراجع امريكا عن دعم الحرب في العراق، بمعنى محاولة تنقية ايدي واشنطن واظهارها بأنها غير معنية باستمرار المحاربة في العراق، كي تخفف عمليا من الضغط الداخلي الذي واجهته الادارة امام تزايد مقتل الجنود الامريكيين في التفجيرات العراقية.
من هنا.. هل نستهجن ان تكون امريكا فعلا تقف الان وراء ما يحدث في سوريا في مسعى واضح للقضاء على البلد الذي يعتبر اخر معقل لمقاومة الهيمنة الاميركية في الشرق الاوسط؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في