الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أُكلت يوم أُكلَ الثور الأبيض..

سومه حساين

2013 / 5 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض..
من منا لا يذكر هذه القصة القديمة التي درسناها في مناهجنا العربية ونحن صغار، وحفظناها عن ظهر قلب كما هي العادة في أسلوب التدريس التلقيني في بلادنا العربية، ثم كبرنا ونسيناها كما نسينا الكثير من الدروس والمعلومات رغم ما فيها من عبر وحكم، والقصة تقول أن أسد هرم دخل غابة كثيفة الأشجار والحشائش، فوجد فيها ثلاث ثيران كبار وأقوياء ولا أحد يقدر عليهم لأنهم عُصبة وأصدقاء، والثيران الأبيض والأحمر والأسود كانوا يعيشون مع أبنائهم الصغار، فرفضوا وجوده بينهم وأرادوا أن يطردوه، فمال الأسد على الثور الأسود وهو أكبرهم سناً وأضخمهم وأقواهم، وقال له: أنت الأجمل والأقوى بين الثيران وكلمتك مسموعة بينهم، والغابة كبيرة والمرعى كثير وأنا أسد هرم ضعيف فإن أنت قبلت أن أعيش بينكم تستطيع أن تقنعهم بذلك بذكائك، وسأصبح لك صديقاً مخلصاً ومُدافع عنك الى الأبد، فصدّق الثور الأسود كلام الأسد واغتر بنفسه، ووجد أنه سيقوى بصحبة الأسد ملك الحيوانات، فاجتمع بالثيران وأقنعهم أن يدعوا الأسد يعيش بينهم بسلام، فربما يكون لهم هيبة وحماية من باقي الحيوانات، فقبلوا ذلك.

وصار الثور الأسود قائد الثيران والمهيمن عليهم، وعندما جاع الأسد وأدرك أنه لن يقدر على أيٍ من الثيران وهم مجتمعين معاً، قال للثور الأسود: يا صديقي العزيز لم أنسى معروفك وأنا لك ناصح أمين.. فانظر الى الثور الأبيض، إن لونه فاقع وملفت وخطر علينا، فربما لونه يجلب لنا الأعداء والصيادين فيأتوا ويقضوا علينا جمعاً، فما رأيك أن نتخلص منه لنعيش معاً في الغابة في أمان وسلام، ففكر الثور الأسود وعز عليه صديقه، ولكنه قال في نفسه سلامة الثيران تقتضي التضحية بالثور الأبيض، فقال للأسد أنا موافق ولكن كيف نتخلص منه، فرد الأسد وقال له: دع الأمر لي، ولكن أريدك أن تأخذ الثيران في رحلة وتترك الثور الأبيض لي، فوافق الثور الأسود وأقنع جميع الثيران أن يذهبوا معه في رحلة ويبقى الثور الأبيض ليحرس المرعى، وعندما ذهبوا جميعاً إنقض الأسد على الثور الأبيض وأكله.

وعندما جاع الأسد مرة ثانية مال على الثور الأسود وقال له: يا صديقي العزيز أنا أرى أن الثور الأحمر يشكّل خطراً عليك، فهو يأكل كثيراً ومغروراً بلونه الأحمر، وربما يُصبح هو الأقوى والأجمل عند الثيران ويأخذ مكانك، فما رأيك أن أخلصك منه ليخلو لك المكان من المنافسين وتستفرد بالحكم وتظل أنت المسيطر على الثيران الصغار، ففكر الثور الأسود وقال في نفسه صحيح أنه صديقي وأحبه ولكن المصلحة تقتضي أن أتخلّص منه، فقال للأسد موافق، وبنفس الطريقة أخذ الثيران في رحلة، وترك الثور الأحمر، فتولى الأسد إلتهامه كسابقه، ولكن عندما جاع الأسد في المرة الثالثة نظر الى الثور الأسود وقال له: أنا اليوم حائع ولم يبقى أمامي غيرك أنت لآكله فلا تقاوم، فلا يوجد من يدافع عنك ولن تنفعك قوتك وأنت بمفردك، فأدرك الثور الأسود أنه ضاع منذ اليوم الذي فرّط فيه بأصدقائه وقال مقولته المشهورة: (أُكلت يوم أّكل الثور الأبيض).

وما نراه يحصل اليوم في الدول العربية من قتل وتدمير وتخريب، ومؤامرات تُهيء لإحتلال جديد للدول العربية، ما كان كل هذا سيحصل لو أنهم ما فرّطوا بدولة فلسطين السليبة، قلب الدول العربية وشريانهم الموصل بينهم والمتدفق بالحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش الإسرائيلي وعناصر من الفصائ


.. اقتصاد فرنسا رهين نتائج الانتخابات.. و-اليمين المتطرف- يتصدر




.. كيف نجح اليمين المتطرف في أن يصبح لاعبا أساسيا في الحياة الس


.. الشرطة الكينية تطلق الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من




.. شاهد: تجدد الاحتجاجات في نيروبي والشرطة تفرق المتظاهرين بالغ