الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأي .. درءاً للخطر القادم ودفاعا عن شعب سوريا

فرات المحسن

2013 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



الخطر القادم من سوريا إن سقطت السلطة هناك بيد تنظيمات جبهة النصرة السلفية والأخوان المسلمين وهم البديل الذي قررته الولايات المتحدة وعملائها ليحكم سوريا مستقبلا، سوف يشكل تهديدا غير مسبوقا لعموم شعوب المنطقة وبالذات في العراق ولبنان والأردن. ويتغافل البعض عن هذا الخطر الذي يلوح في الأفق بحجج ومبررات تبدو في مجملها قصورا في الوعي السياسي أو تغليبا لمصالح أنية على المصالح الكبرى والمستقبلية لشعوب الإقليم . فإن كان حكام إقليم كردستان العراق يشيدون بما يحصل في سوريا ويقدمون الدعم المادي والمعنوي للبعض من القوى السورية العاملة ضد السلطة في دمشق على وفق ربط المصالح الآنية بالمستقبل القادم للشعب الكردي في سوريا كما يعتقدون فهم واهمون فقوى الإرهاب المتمثلة بالسلفيين والأخوان المسلمين سوف يكونوا أكثر عنتا وممانعة بوجه الطموح الكردي لا بل وجودهم على رأس الحكم في سوريا مثلما تريده تركيا وقطر والسعودية سوف يكون وبالا وبالذات على كردستان العراق والكثير من مناطق العراق.
وذات الموقف الخاطئ تقع فيه سلطة الملك الأردني حيث يذهب بعيدا لتصديق ما تقدمه له الإدارة الأمريكية من تطمينات مستقبلية عن بقاء سلطته في ذات الوقت الذي تفصح عن مشروعها الكبير للشرق الأوسط الجديد وفي القلب منه العراق والأردن وسوريا حيث الإطاحة بحكوماتها لصالح الأخوان المسلمين والسلفيين يقع ضمن أولويات المشروع تمهيدا لحروب مذهبية قادمة.
ومثل هذا الموقف الغريب تتبناه قوى سياسية وقطاعات شعبية عراقية تظن أن زوال حكم بشار الأسد ممكن أن يتمخض عنه مستقبلا نظاما ديمقراطيا مدنيا في حين تفصح جميع الوقائع كون الأخوان المسلمين وجبهة النصرة هما ذراعا الإرهاب في المحافظات السورية وأن سطوتهما ظاهرة حتى بين أوساط ما سمي بالجيش الحر الذي بات يتماهى مع قوى الإرهاب في أفعاله وتحركاته وجميعها قوى تدمير للمجتمع وللحضارة، ولذا فسقوط الحكم في سوريا لا يعني وفي اغلب الاحتمالات غير وصول تلك القوى المعادية للحريات المدنية والديمقراطية والمنادية بالعزل والتفرقة بين المواطنين والداعية لحروب مذهبية وقومية في الإقليم.
أن انتصار شعب سوريا على قوى الإرهاب المتمثلة بالتنظيمات الطائفية السلفية يأتي في مقدمة المهام وهو نصر لقوى الحرية والديمقراطية ليس في سوريا وحدها وإنما في عموم المنطقة ويعد دحرا للمشروع الأمريكي الصهيوني الرجعي الساعي لتمزيق لحمة الشعوب ودفعها للتقاتل والتطاحن المذهبي والعرقي. فليس المشروع القطري السعودي التركي بالتحالف مع الولايات المتحدة غير مشروع رجعي إرهابي يسعى لتربع الأخوان المسلمين وتنظيم القاعدة على دست الحكم في سوريا مثلما استحوذوا على السلطة في مصر وتونس وليبيا والسودان، لتبدأ بعد سقوط سوريا معركة غزو العراق مجددا ولكن هذه المرة بقيادة جراد البعث والأخوان المسلمين وتنظيمات القاعدة وهدفهم الرئيسي والمعلن قتل العراقيين من المذاهب الأخرى ومن المخالفين للرأي أو طردهم خارج الحدود وبناء الدولة الإسلامية السلفية الطائفية وشعارهم إرجاع عاصمة الخلافة بغداد وإفراغها لصالح طائفة واحدة دون غيرها،ومثل هذه النية الخبيثة بدأ الإعلان عنها استباقا للحدث الكبير المتمثل بسقوط دمشق بيد الإرهاب فهل ترعوي قوى الشعب العراقي ممن تقف بالضد من الإرهاب السلفي والبعثي لتعيد تدقيق حساباتها ومواقفها وتقوم برصد وتشخيص حواضن الإرهاب وممثليه لتقول كلمتها وتندفع بكل همة لنصرة الشعب السوري ومساعدته بمحنته وتقديم العون له لدحر قوى الإرهاب والجريمة وليقول الشعب السوري بعدها كلمته عبر بوابة الانتخابات الديمقراطية والحريات المدنية بعيدا عن سلطة حزب البعث ومثلها قوى السلف والأخوان المسلمين وتنظيمات الإرهاب الأخرى.
على قوى الشعب العراقي الحية الحضارية والديمقراطية تبني مشروع حيوي وحقيقي مادي في أساسه ومعنوي في توجهاته لمساعدة الشعب السوري وقواه الوطنية الديمقراطية لاتخاذ طريق الحوار السلمي الحضاري كخيار ملزم لمشروع ينقذ سوريا من محنتها ويضعها على طريق السلم الاجتماعي. ولتكن تلك القوى في المكان المناسب بعيدا عن التخوف واتخاذ موقف التخاذل حسب المثل القائل ابعد عن الشر وغنيله في ذات الوقت الذي نجد الشر يزحف في الجوار وعلى الجميع أن يسكب الماء على لحيته استعدادا .
فبعد تعري سياسات تركيا وقطر وهما الداعمتان الرئيسيتان للإرهاب في المنطقة وظهور مستجدات تشير لهزائم متتالية لقوى الأخوان المسلمين وجبهة النصرة والجيش الحر في الكثير من المواقع في ساحات المعارك وصمود الجيش السوري مع تغيير ملحوظ في الموقف ألأممي فالظروف باتت مناسبة لتقديم نوع جديد وفعال من الإسناد والدعم المادي والمعنوي للشعب السوري وقواه الوطنية التي تسعى ليكون الحوار السلمي طريقا لحل المشاكل في سوريا واستعدادها للجلوس مع ممثلين عن نظام الرئيس بشار الأسد دون طرح شروط تعجيزية يمكن لها أن تحبط مشروع المصالحة بعد أن أدركت هذه القوى أن الإرهاب بمساعدة حلف الشيطان بقيادة أمريكا وتحالف إسرائيل وقطر وتركيا والسعودية لن ولن يقدم للشعب السوري غير خيار الدم والدمار وتفتيت الوطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم ايها الكاتب..نعم
خميس الجمعة حمدان ( 2013 / 5 / 2 - 11:56 )
الأولوية هي لإسقاط خطر الارهاب الفكري والاجتماعي القادم من فكر القاعدة المنضوية تحت لواء الرجعية الدينية في تحقيق سياسات ومشاريع الولايات المتحدة والغرب


2 - دعوة في الصميم.
أحمد حسن البغدادي ( 2013 / 5 / 2 - 12:44 )
دعوة في الصميم، وهي تحليل دقيق لخطر الإرهاب القادم، وماسينتج عنه من حرب طائفية قادمة، نراها على بعد خطوات فقط، متربصة بكل صغيرة وكبيرة لتخذ منها الشرارة الأولى للحرب، بعد أن تم شحن الشعوب الإسلامية بالكراهية لبعضها البعض ولكل ماهو غير مسلم، بسبب تمدد الأحزاب الإسلامية بقوة في المجتمعات الإسلامية،
إن التطرف الإسلامي نراه واضحا ً عند أكثر من ٩٠ % من المسلمين، حيث تم تحويل النساء إلى أكياس قمامة ، تفوح منها رائحة التطرف العفنة، سنة ً كانوا أم شيعة.
ووفق هكذا واقع متطرف مرير، فالحروب الأهلية ستقع حتما ً، بسبب سوريا أو بدونها، لأن الثقافة الإسلامية هي إنعكاس للتأريخ الإسلامي الدموي، وهي ثقافة الكراهية والقتل والغزو والسبايا وملكات اليمين. وهذه ليست ثقافة أمريكية، بل إنه الإسلام.
تحياتي ...


3 - إلىالسيد أحمد حسن البغدادي
عتريس المدح ( 2013 / 5 / 2 - 14:45 )
أوافقك على ما تقدم في تعليقك، لكن هل تسمح لي بإضافة عليه حين تقول( ووفق هكذا واقع متطرف مرير، فالحروب الأهلية ستقع حتما ً، بسبب سوريا أو بدونها، لأن الثقافة الإسلامية هي إنعكاس للتأريخ الإسلامي الدموي، وهي ثقافة الكراهية والقتل والغزو والسبايا وملكات اليمين. وهذه ليست ثقافة أمريكية، بل إنه الإسلام). نعم إنه الاسلام الوهابي السلفي الاخواني لكن بتشجيع أمريكي


4 - الأستاذ عتريس المدح.
أحمد حسن البغدادي ( 2013 / 5 / 2 - 16:35 )
شكرا ً لك للتعقيب، وبعد إذن الأستاذ فرات المحسن، نقول؛

نحن فعلا ً نشعر بالمرارة من علاقة أمريكا بالأحزاب الإسلامية، وماجرته هذه السياسة من ويلات تصاعد التطرف الديني في جميع الدول الإسلامية، وكان هدف هذا التحالف هو إسقاط الحركات اليسارية، فتم إسقاط مصدق في إيران بفتوى من محسن الحكيم والمجيء بخميني، و محسن الحكيم عميل البعث في إنقلاب ١٩٦٣ في العراق، كذالك إزاحة الحكومة الإشتراكية في أفغانستان والمجيء بطلبان الإرهابية،
لكننا نقول، إن تقبل شعوب المنطقة لهذه الأحزاب سببه الثقافة الإسلامية، فكل ماتقوله هذه الأحزاب موجود في القرآن والحديث والسيرة النبوية، وهذا سبب إنتشارهم المريع، فمتى تعرف الشعوب حقيقة وخطورة الإسلام على مستقبلها وحياتها اليومية، وما قام به نبي الإسلام من إجرام، سوف يبتعدون عن التجاوب مع هؤلاء المتطرفين.
إن أمريكا إستخدمت وتستخدم هؤلاء لمصالحها، لكننا نحن من تدمر بلداننا وشعوبنا.
لذلك يجب التركيز على تحصين وعي شعوبنا، ونظهر لهم حقيقة الإسلام، نظهر لهم مالم يقوله شيوخ الإسلام من حقائق مؤكدة من القرآن والحديث، عندها لايتلاعب بنا الآخرون وفقا ً لمصالحهم السياسية.


5 - الاستاذ أحمد حسن البغدادي
عتريس المدح ( 2013 / 5 / 2 - 17:05 )
نعم بشكل مشترك نقول ما ورد في تعليقك رقم 4
تغيير ثقافة شعوب المنطقة يحتاج إلى تطور إجتماعي ينعكس من خلال أنظمة ديموقراطية، والمخاضة التي تعيشها شعوب المنطقة و إن كانت نتائجها تبدو قاتمة حتى اللحظة، إلا أن إرهاصات هذه التجربة التي تمر فيها الشعوب ستغير ما في العقول،الاولوية اليوم هي للانتصار على فكر هذه الفئات الضالة لتكمل الشعوب طريقها على طريق التقدم والازدهار والديموقراطية


6 - نعم-لتقف جميع قوى الخير والتقدم بوجه الريح الوهابي
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2013 / 5 / 3 - 18:10 )
شكرا استاذ فرات على هذه المقالة والدعوة المبنية على تحليل واعي لحقائق الامور وبعيدا عن العواطف والثارات واجدد ماقلته مرارا بان الخير كما الشر درجاتوالا لما كان ممكنا تحالف اميركا مع الاتحاد السوفيتي ضد خطر النازية الالمانية ومساعدات اميركا السخية للسوفيت رغم ان اميركا كانت ولازالت الد اعداء الشيوعية
نعم الان المطلوب تصفية الخطر على وجود يبداننا وشعوبها من الوهابية السوداء المتحالفة مع الامبريالية الاميركية التي وجدت ان بقاء اسرائيل ستراتيجيا لايمكن الا
بتصفية الدول العربية والتي بقي منها -سوريا
اما ادانتنا للبعث ولاديمقراطيته في سوريا فاءنه يمكن احداث التغيير الايجابي وبايدي سوريه باقل من واحد من الالف من المجزرة البشعة الجارية الان بهندسة صهيونية لاتعرف الرحمة كصفة سرطانية للنازية يهودية تاريحية كنا نعتقد انها-اليهودية-دينا واذا بهم يستميتون في اثبات كونها عنصرية تكون فيها عنصرية النازية الالمانية زلاطة
وهكذا فاءن تحليلات الاستاذ فرات تدعونا جميعا الى الوعي والعمل الانقاذي السوري والجمعي لكل بلدان اقليمنا وشكرا للكاتب ثانية

اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب