الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يلزمهم مع الزائل

نصيف الناصري

2013 / 5 / 2
الادب والفن





الجرحى في الظهيرة ...





أضعنا قرائن عظيمة في مصابنا ونحنُ نجهد من التحرّر عن أغطية
البركان . المنجّمون الذين ظنناهم سيسعفوننا ، قصَّروا النهار وتجافوا
فزعنا الذي أُريق على الطبيعة . لنا حظوظ فسيحة في نومنا بالصحراء
الموائمة للملاحة ، لكنَّ من غطسوا في التماثيل المهدّمة التي عبدناها في
الماضي ، تأخروا كثيراً وهم يقتفون آثار الأمل . وصل الى ديارنا شعب
غامض من الجبابرة ومعهم أسوارهم وسجونهم . نشروا خيامهم إشارات
فوق مخازننا وأحصوا موتانا في إبر الأساطير . أغلقوا قنوات الري
وثقّبوا البسط التي نصدّ فيها ريح الافلاس ومنعونا تعطّشنا الى نبيذ الثأر .
زنابق حقولنا الآن مريضة في غرامها بالعدو ، وغيوم الفجر بحاجة الى
الرثاء . شُعل كثيرة في شفاهنا ماتت معطّرة في إرثنا المسلوب ، وما
نترقّبه من إلهتنا عشتار البتولة ، ظلال أنصاب نوّسد عندها الجرحى في
الظهيرة . طيش فراغ وتعفّنات تنظّمه قبائلنا في خصوماتها لبعضها البعض
وتجهز على الأنفاس الأخيرة للسنبلة والنجمة والنبع ، ونوافذنا المتكسّرة
مكشوفة لرواد الفضاء الذين يفجّرون الشمس في شراكتنا للأرض العليلة .






جوار الصاعقة ...




طقس محفوف بجسامة الخسارة ، نتقدَّم فيه بنكران يماثل الإبهام
الذي نلجأ اليه في التعرّف الى موتنا . أشياء كثيرة ننفيها عن أيّامنا
في الصقيع المتناوب والذي يغري الإثم الذي نرتاع منه في الدنو من
الأفنان ، ولعثماتنا المزمورية بوصفها إشارة عيوب ، نؤهلها ونطلقها
صوب الدروب المعكوسة للفردوس . من الفردي الى الكلّي نُشيِّد
الأنصاب في النهار ونقدّم نذورنا بالتدريج الى آلهتنا التي تشك بإيمان
آدم وحواء ، وفي انتظارنا لقنديل نيزك على صخور المحنة ، نعيش
أحلامنا المتجرّدة من المرايا ونرسب في الامتحان مع المستسلمين .
وسائط كثيرة نعرج فيها الى الأعلى من أجل تلمّس الفرو الأزرق
للذين نضفي عليهم الشرعية في صلاتنا لهم ، لكن ما يتوالى علينا
ونحنُ نترقَّب إثمار الشجرة ، أشرعة ممزقة وأجنحة يمام يهزّها السهر
في هجير الآبار . تثبيت العدل عمل يومي للذين يتناوبون على تبرئة
الأسرار من معاونتها للشيطان ، وكلّ ما نطمح اليه في تقدّمنا بالسنّ ،
السكن الى جوار الصاعقة بالفة وترحاب .




إدامة الجرم ...




رعود عظيمة فوق صواري أنهارنا التي ترصّعها الشموع ، تبكي على الذين
أشرق في وجوههم نور الله وغابوا . كلّ شيء بدا معوّقاً في نشداننا ضوء
علامة أو نادرة في الزمن ، وما نعتلّ منه في حياتنا التي أُستعيرت منها
النوافذ التي تحرسنا من البلايا ، لا يسندنا في نومنا على الصخور
المطمئنة . الماضي الذي ركنّاه الى جانب الغروب في إيابنا من الصيد ،
هبطت عليه خصلات كثيرة من الصقيع وأوثقته الأشباح طلباً لضوء الثواب ،
والموتى الذين حصدوا فزعهم بين الأبنية المتراصَّة لعصمتهم عن ما يلزمهم
مع الزائل ، أغوتهم عذوبة موتهم وانحدروا مع اللاشيء . كلّ طوق نطوِّق
به قرابيننا الخربة ، يذعن للرياح وتصدح فيه الشهب التي لا تضيء العالم ،
وبخلاف الشمس التي تُلمّع نصلها في نسيمنا الجنائزي ، نتوغل في الهاوية
ونتكلّم بكنايات مع موتى العصور . أسلاف أشاروا علينا بإدامة الجرم ، ولم
يحصّنوا إشارتهم الى أقصى الاسطورة .





الجمال فعالية حبّ عظيمة ...





صيَّادون في البرّية تُسيّرهم نياتهم الحسنة ، ينعزلون ضائعين بين العليق
الجاف ويهبّ عليهم أريج الغفران . في تحرّرهم من اللحظة وهم يركعون
لالتقاط ثمار ندمهم ، يتخلَّون عن الأشياء المأمورين بطاعتها والتي تُثقل
كواهلهم . الحياة قصيرة ، والله الذي يفتقد الغرقى في خصوماتهم معه ،
يضرب كلّ صيَّاد ببرق العشق ، والعشق رقية تجنَّب الانسان الدرب
الموهوب للشرّ . حوَّلوا بنادقهم الى أشجار تنام فيها العصافير والأصائل .
كبرت وتعدَّدت جمالاتهم ، والنعمة التي أسبغها الله عليهم ، جعلت الظلمة
تتوارى عن نهارهم الخالي من الإشارة . فراديس كثيرة ضحَّوا عندها بكلّ
ماضيهم وفكَّوا الأغلال عن القبور . الجمال فعالية حبّ عظيمة ، وجمال
العالم من جمال الله ، والله من جمال المرأة .





2/ 5 / 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا