الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلك سيرتها و صورتها على الإيميل:مشَّاءة الإسفير

أسامة الخوّاض
(Osama Elkhawad)

2013 / 5 / 2
الادب والفن


مشَّاءة الإسفير:تلك سيرتها وصورتها على الإيميل

"اندهشتُ من رجوعي لحالة قديمة من الفعل الجنسي بواسطة التلفون،الناس الآن يمارسونه بواسطة الانترنت..مرحلة متقدمة من التكنلوجيا لم أصل إليها بعد".

رءوف مسعد، "غواية الوصال"،ص 29.
********************************************************************************************************

كُنَّا هنالكَ،
حيث لا دنيا سوى آهاتنا تحبو على حقْلٍ من الإسفيرِ،
نوقد نارنا من شمع أحْرفنا التي تجثو على الإيميلِ،
نبكي في المدى،
نمشي على أطراف لوعتنا و حرقتنا و غبطتنا و متعتنا،
نثرثرُ،
ثم تهمس روحها:
"فلنتركْ "النتيكيتَ" (1)،
ألقتْ حمْلها،
بسطتْ غرائزها على الإيميلِ،
و ابتكرتْ سراباً يشبه الإيقانَ،
و ابتدعتْ رواقاً يشبه الإيوانَ،
لكنَّ الحوائط زُوِّقتْ بدبيب دود القزِّ في درب الحريرِ،
و صوّحتْ من شهوةٍ،
طرحتْ عواطفها على مرج الماسنجرِ،
غلّقت شهْقاتها بالاستعارةِ،
و انثنتْ،
و تدلّكتْ،
و تدخَّنتْ،
و تكبْرتَتْ،
و تمكْيَجتْ،
فطفتْ رغائبها الحبيسةُ،
ثُمَّ قالتْ "هيْتَ لكْ"
ونما اللُّهاث على حقول الأيروتيكا،
و ارتختْ،
و تصاعدتْ أنفاسها،
سمعتْ هسيس حنينها،
و أوابد الأشعار تأتي من كوى الرغباتِ،
أنّتْ،
و ارتوتْ من فيض غُلْمتها،
كبتْ-سهواً- على أحلام يقظتها،
و مرأىً من طفولتها ،
تداعب تمْرة الطفل الصغيرةَ،
و استعادتْ ما تناثر في مطارح قمْحها،
و رفتْ جوارب سهدها في "سانتا باربرا"،
حينما سكبتْ أباريق النعاس على رؤوس الساهرين العاشقين الحالمين التائهينَ،
و تأتأتْ في همْسها:
"ماذا سنفعل،أيها المشَّاءُ"؟
و ابتسمتْ،
"سندلف-حاملينَ شهيقنا في صُرَّة الرؤيا-إلى "البالتوك"،
يصبح إفتراضيا بهاء سعارنا الشبقيِّ" ،
غامتْ،
و انتشتْ،
و تنحْنحتْ:
"لم تكتشفْ شيئا جديدا،
أيها المشَّاء في جسدي-الحديقةِ"،
و اتحدنا في حريقٍ مثلما "شبَّال" "عزّة" فوق إيقاع "الخليل" ب"دار فوز"ٍ (2)
و انفرطنا كالهنود الحمر و "الغُبُشِ البدائييِّن" في "السودانِ"،
و ارتحنا،
........دلالٌ هاطلٌ من نبضِ صورتها على الإيميلِ،
قالتْ:
"صورتي ستثير شِعْركَ،
سُمْرتي ستنير نهْجكَ مثل "أجنحةٍ تطير بغير خفْقٍ"،
و انهمكنا في حوارٍ ناهبٍ قلْب البراحِ،
تناثرتْ لوعاتنا،
كان الغياب يفوح كالنسرينِ،
قالتْ "لا تبحْ بالسرِّ،
لا تقْصُصْ رؤاكَ على أحدْ "
و لستَ بحاجةٍ للعازل الذكريِّ،
أو للحبَّة الزرقاءِ"،
و انهمرتْ،
لتقطف ورْدة الحبِّ الشريدةَ و الرؤى،
في غرْفة "البالتوك"،
أخْفتْ ذاتها،
لكنها باحتْ:
"أنا مشَّاءة الإسفيرِ،
فلْتكتبْ بدمعكَ -أيَّها المشّاءُ في ثغْري المراهقِ-:

"تلكَ سيرتها،
و هذا ما تبقّى في دمي"

مونتري صيف 2011-صيف 2013.

هامشان:

(1) "Netiquette" is network etiquette, the do s and don ts of online communication. Netiquette covers both common courtesy online and the informal "rules of the road" of cyberspace.

(2) "فوز" هي من عائلة من بقايا الاسترقاق،و اسمها "الشول بت حلوة"." و يبدو أن "فوز" هذه كانت تعيش بمفردها.و هذا أمر غريب في أحوال المجتمع السوداني في تلك الحقبة.كانت "فوز" تستقبل الأدباء و الفنانين في دارها.و يروي نجيلة أسماء بعض من كانوا يؤمّون دارها و من بين من ذكرهم نجيلة،الشاعر و المغني المعروف ،خليل فرح".النور حمد "مهارب المبدعين" ص149.ثم يمضي النور حمد قائلا،في صفحتي 150 و 151 على لسان "حسن نجيلة " "كان الخليل يغني،و نحن نقوم له مقام (الكورس) أو الشيالين بلغتنا في ذلك الزمن.و فوز تملأ الجو عطرا و مرحا و رقصا".

_________________
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان