الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسؤول عن تصاعد وتيرة العمليات الأرهابية ؟

يوسف ابو الفوز

2005 / 4 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لن نختلف بالقول بان يوم الانتخابات العراقية ، في 30 كانون الثاني 2004 ، الذي سماه كثير من المعلقين ، بالعرس العراقي ، كان يوما حاسما ، سدد فيه ابناء العراق العزل ، الذين اكتوا طويلا بنيران الديكتاتورية المقبورة ، بخيارهم الواضح وتصويتهم للعراق الجديد ، الديمقراطي الفيدرالي ، نقول سددوا ضربة قوية الى قوى الارهاب والجريمة وفلول النظام المقبور الحالمة وفق عقليتها الانقلابية بامكانية العودة للتحكم برقاب الملايين . وهكذا ومع احساس المواطن العراقي بوجود مؤسسات الحكومة العراقية المؤقتة ، رغم كل ما يمكن قوله من ملاحظات على ادائها ، الا ان نشاط الشرطة العراقية وقوات الحرس الوطني كان يمنح الناس المزيد من الثقة باجهزة الدولة ومستقبل البلاد وصرنا نشاهد مظاهر ايجابية في تعاون العديد من المواطنين مع اجهزة الدولة مثل الابلاغ عن تحركات ونشاطات ارهابية . ومع اعلان نتائج الانتخابات ، وبدل ان تكون الاحزاب التي تتوقع فوزها قد اعدت برامج وخطط عمل ، وجدناها دخلت في دهاليز معتمة ، دهاليز التفاوض من اجل توزيع كراسي الحكومة وفق عقلية المحاصصة والطائفية ، ودامت المفاوضات كثيرا ،وظهر على السطح الكثير مما لا يدخل السرور في قلب المواطن الذي تحدى قوى الارهاب وخرج الى صناديق الاقتراع ليدلي بصوته ويختار ممثليه ليساهموا في معالجة الملفات الساخنة واولها واهمها ملف تردي الاوضاع الامنية . ما حصل وبدون اسباب موجبة كثيرة ، هو تاخر اختيار واعلان الحكومة ، ولم يكن التاخير مبررا ومنطقيا ، لحد تصاعد تذمر المواطن العادي حتى بين صفوف انصار القوائم الفائزة ، وهذا يمكن ملاحظته في اشكال احتجاجات مختلفة ، بحيث صار يهدد بفقدان المواطن العادي للثقة بالعمل السياسي وسير العملية السياسية . ان الامر الاخطر في هذا كله ، هو ان تأخير تشكيل واعلان الحكومة من قبل القوائم الفائزة بالانتخابات ، وبالرغم من وجود حكومة تصريف الاعمال ساهم وبشكل واضح في تصاعد وتيرة الاعمال الارهابية ، وبعض مراقبي الاحداث العراقية صاروا يسجلون البعض من هذه الاعمال كعمليات نوعية . ومع استمرار وتزايد الاعمال الارهابية صرنا نجد تناقض واضح وارباك في تصريحات الجهات المسؤولة عند تقييمها للاحداث الجارية مما يسجل لصالح قوى الارهاب التي تنجح في استثمار الامر .
ان القوى السياسية المسؤولة عن تشكيل الحكومة العراقية القادمة مطالبة بالاسراع في تسمية اعضاء الحكومة واستكمال الاجراءات المطلوبة ليتسلم كل وزير مهماته في اقرب وقت ، وليعمل الجميع بجد من اجل معالجة الاوضاع الامنية المتردية والحد من الاعمال التي تمنح قوى الارهاب التشجيع وفرصة استرداد النفس ، ولم يعد الامر يحتمل تاجيلات جديدة . لا يكفي اصدار التصريحات الطنانة بان قوى الشر تحاول إثارة الفتنة الطائفية والدينية والعرقية في العراق ، فهذا المواطن العراقي صار يدركه جيدا ، وهو ينتظر الفعل والعمل ، فالمطلوب وضع حد لنشاط هذه القوى الشريرة من خلال اجهزة دولة تمتلك القرار وفوة تنفيذه ، ولا يكفي فقط التصريح بوجود خطط امنية ، المواطن العراقي يريد نتائج هذه الخطط . ان الجمعية الوطنية التي لا تزال منشغلة باعداد نظام عملها عليها ممارسة المزيد من الضغوط لاعلان الحكومة الجديدة لتباشر بمهامها الاساسية واولها مواصلة العمل في معالجة الملف الامني !

سماوة القطب
17 نيسان 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |