الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاهيم أقتصادية لها مدلولات سياسية اقتصاد الفقاعات

التجمع الديمقراطي الاجتماعي في العراق

2013 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



جذور الأزمات المتعاقبة في النظام الرأسمالي تكمن في أسياسيات الفكر الاقتصادي الرأسمالي وليس أحداثا عارضة أو أخطاء في التطبيق . ففي العقود الأخيرة من القرن العشرين ومع ظهور بوادر نمو متصاعد في بعض المؤشرات الاقتصادية لدول رأسمالية معينة - الولايات المتحدة في مقدمتها - اندفع بعض ( المفتونين ) بالاقتصاد الرأسمالي الى التبشير بنهاية التأريخ ( فوكوياما ) حيث اعتبر النظام الرأسمالي خاتمة الأنظمة ويوتوبيتها . ولكن هل هو فعلاً كذلك ؟
تكمن الاشكالية الكبرى حسب معتقدنا في أعماق الفكر الاقتصادي الرأسمالي , حيث أنه واستنادا الى حقيقة ان الدورة الاقتصادية ( دورة الأعمال ) هي تلازم مجموعة من الحلقات المتأزمة المتنافرة والمتسلسلة , تسلم احداها الأخرى مجموعة أصغر من الأزمات النقدية والمالية , لتشكل هذه بدورها ثانية مع تطورها المتسلسل ( أزمة نقدية , ثم مالية وبعدها أزمة اقتصادية ) لتشكل فقاعة كبرى تولد في داخلها فقاعات صغيرة .
ان تحقيق نجاحات مهمة في بعض الحلقات ( المراحل ) انما هي نجاحات مؤقتة تشبه الى حد كبير القدرة على نفخ بالون , حيث ان الاستمرار في النجاح ( النفخ ) يعني الانفجار المحتم . ان فهم الفقاعة الكبرى يتطلب بالتأكيد نظرة أكثر عمقاً , وتحليلا ً أكثر تعقيدا ً من فهم وتحليل الفقاعات الصغيرة . وهو مايسميه الملياردير الأمريكي جورج سوروس التناقض بين اتجاهات النجاح وخطل نجاح الفكر , حيث أن اتجاه النجاح في الفقاعات الرأسمالية الكبرى هو ذات ما شهدناه من نجاح في الفقاعات الصغيرة ( الفقاعة التكنلوجية أو العقارية مثلا ) , بينما يتركز خطل الفكرة في الاعتماد الواسع على ( آلية السوق ) , التي ظل العديد من الاقتصاديين الرأسماليين يطلقون عليها نظرية ( عصمة السوق ) وماكان يدعى بسياسة ( دعه يمر ... دعه يعمل ) في القرن التاسع عشر , والتي تكمن جذورها في بواكير الفكر الرأسمالي المستند الى أفكار ( آدم سمث ) والتي طورها فيما بعد تلامذته من الاقتصاديين الكلاسيك , والذي أصبح فيما بعد مذهب السلفية الرأسمالية المتطرفة التي سيطرت على المشهد الرأسمالي عبر أطروحات النقوديين الجدد متمثلة بأفكار ( ملتون فريدمان ) وعقيدة للسيطرة والتحكم , بعد صعود ( رونالد ريغان ) في أمريكا ( تاتشر ) في بريطانيا مطلع ثمانينات القرن المنصرم الى الواجهة , والتي كانت تتركز على فكرة ابعاد الرقابة الحكومية عن السوق وفسح المجال لقواه أن تعمل بحرية تامة انطلاقا ً من فكرة أن ( الحكومة هي المشكلة وليست الحل ) . ان حصول الفكر السلفي هذا على دفعات تحفيزية بسبب الاخفاقات التي عانت منها التجارب الشيوعية والاشتراكية والأشكال الأخرة من أشكال التدخل الحكومي , قابلته اخفاقات ذاتية تمثلت في تصاعد الأزمات ( الفقاعات ) الصغيرة في عقود ما بعد الثمانينات والتي تواترت بشكل متزايد لتصل الى رقم قياسي خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين والتي لم تقتصر على مواقع محددة في النظام المالي العالمي ولكنها ضربت أطرافا مهمة فيه وقادت النظام كله الى حافة الانهيار .
في الحلقة القادمة سنتحدث عن الاتجاهات التي سلكها النظام الرأسمالي العالمي ومكامن الخلل وجذور الأزمة فيها فركيا وانعكاس ذلك في التطبيق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن