الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشتت الحركة العمالية في الدول العربية

جورج المصري

2005 / 4 / 19
الحركة العمالية والنقابية


الحركة العمالية العربية مصابة بحالة انفصام في الشخصية وبدون شك هذا الانقسام او الانفصام ناتج عن الانقسام في المجتمع ككل . فالمجتمعات الاسلامية باتت تتخبط بين حركات التحرير العمالية وحركات العنصرية الرجعية الدينية. نجد ان العمال هي الفئة التي استهدفتها الجماعات الاسلامية مستخدمة نفس الاسلوب الذي تبعتة الحركة الاشتراكية في اواخر الخمسينات مع الفرق انها فصلت القوي العمالية الي قسمين قسم العمال الوطنين و العمال المتدينين الذين لايعيرون للحركة العمالية اي اهمية الا منطلقا من باب المعاناة اليومية وأستغلت الجماعات الاسلامية الضغوط الاقتصادية التي تواجهها طبقة العمال كنتاج من تحكم الرأس المال المدعي التدين اساسا. وجعلت العمال يتعصبون ضد صاحب العمل من المؤسسات الكبري في حين ان معظم العمالة مستغلة عن طريق اصحاب الاعمال الاسلاميين الذين وجدوا ان الدين هو افضل وسيلة لاخضاع العامل والسيطرة علية. فاصبح من الصعب ان لم يكن في شبة المستحيل ان يثور العامل في وجة الديكتاتورية الرأسمالية الاسلامية المستغلة التي تضغط علية من الناحية الدينية وتصور للعامل ان العدو الحقيقي لة هو المجتمع الفاسد بقيادة السياسيين عامة وعلي الاخص هؤلاء الذين يوقعون اي نوع من الاتفاقات الاقتصادية بغض النظر عن اتجاهتها ... فأخذت الحركة الاسلامية محل ومكانة النقابة العمالية واحتل ائمة الدين مكان قيادات العمال ... وفرق الائمة بين العمال وقطعوهم الي فرق من شيعة وسُنة مسلمين وغير مسلمين وجعلوا من اصحاب الاعمال و الحكومات الفاسدة اولي الالباب ... وباتت الحركة العمالية مشلولة بل مقيدة وبات كل مناضل كافر يحل دمة.

كما نري في الانتقادات الموجهة لكل من ينادي بالعلمانية يوصم فورا بالكفر وكلما يرفض احد العلمانيين تحكم الاديان في مصير الشعوب وكل من ينادي بالحرية و المساواة يوصف بأنة كافر

لذلك نري ان من مصلحة الشعوب ومستقبلها في التحرر ان تتحرر اولا من القيود الوهمية التي فرضتها عليها الحركة الوهابية و التي قابلها من الجهة الاخري الحركة الخومينية التي هي ايضا باتت تخشي تحكم الوهابية من شعوبها ففرضت هي الاخري نوع من الفاشية الدينية التي توهم اتباعها انها حركات تحررية واوهمت الشعوب ان التحرر من تحكم الكافريين ممثل في الراسمالية الغربية وجعلتة الهدف علي الرغم من ان الرأسمالية العالمية هي اول من يدعم تلك الانظمة الفاشية و استمراريتها في الحكم كما نري من دعم للاسرة الحاكمة في السعودية مثلا وايضا في ايران ومصر و السودان وفي اواخر الثمانينات لنظام الطاغية المخلوع صدام حسين.

وتصر تلك الحركات الفاشية في استغلال حماس طبقة العمال في تحريك القوي السياسية للضغط علي الانظمة الديكتاتورية وتطالب بقلعها لكي يتحرر الانسان العربي من براثن الحكومات الكافرة لانها تناهض حركات التحرر الاسلامية واعلاء شأن الاسلام في حين ان تلك العصابات الاسلامية تعتمد اعتماد كلي وجزئ علي تمويل اجنبي عن التمويل الوطني الذي يهدف الي اعلاء شأن الشعوب. فأهداف الحركة الفاشية الاسلامية ليست بأي حال من الاحوال حركة تهدف تحرير العامل او الانسان العربي بقدر من انها تهدف الي ارضاخة بصورة مستديمة مستبدة بتمثيلها للحضرة الالهية في ادراة الحياة اليومية و التدخل السافر في شئون الفرد حتي داخل اسرتة .

الوضع الراهن لايبشر باي تحسن في وضع الانسان العربي بل انني اتوقع ان تشتدد الامور سواء قبل ان تبداء في التحسن البطئ وان كنت اتوقع انهيار الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية بالتبعية خلال ال 25 عام القادمة ... لان شعوبنا تردت بين الجهل و القمع لمدد طويلة باتت تري الصواب خطئ و الطغات علي انهم اولياء الله الصالحيين.

فلنترك الاديان جانبا ونطالب فصل الدين عن الدولة وتطبيق الديموقراطية الحقيقية لكي نقصر طريق المعاناة لتلك الشعوب و لكي يتحقق هذا عن طريق المؤسسات الشرعية لابد من تحرير القضاء اولا من براثن تلك الجماعات و ايضا تنظيف كوادر السلطة التنفيذية من التلوث و اللوث الديني التي اصيبت بة خلال الخمسين عاما الماضية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نايجل فاراج: الحكومة العمالية المقبلة ستكون في ورطة قريبا


.. السودان.. نقابة الصحفيين: 90% من الصحفيين فقدوا وظائفهم وأمل




.. مني عبد الوهاب: نعتمد على خبرات العاملين بالشركة المتحدة في


.. مزارعون يسعون لتطوير إنتاجهم وتسويقه في أسواق المزارعين بالإ




.. ضمن مراسم زواج ابنه.. أمباني يقيم حفل زفاف جماعيا للفقراء