الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مالم يدركه ويقوله زعيم الحزب الشيوعي العراقي في قناة الإتجاه

علي الصفار

2013 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


تابعت مساء الخميس 2/أيار، الجزء الثاني من برنامج شهادات للتاريخ الذي تبثه قناة الإتجاه الفضائية، وبالرغم من التحسن الملحوظ في إداء وخطاب ابو داود مقارنة بما عرف عنه من تبنيه خطاب اقل مايوصف به إنه خطاب لايليق بالشيوعيين العراقيين المعروفين بشجاعتهم النادرة التي يشهد لهم بها أعدائهم قبل أصدقائهم إضافة لجرأتهم في نقد الحكومات المتعاقبة وهو مايتجنبه أبو داود منذ 2003 لأسباب قد تتعلق بقدراته الخطابية الضعيفة او قدرته على التحليل وقد تكون لتبنيه منهج المهادنة وجميعها غريبة على المنهج الشيوعي العراقي المتميز في المنطقة والعالم.
نعود للقاء الخميس والذي أظهر عدم معرفة الأمين العام للحزب الشيوعي والذي كان العراقيون يسموه بالحزب التربوي وحزب المثقفين، نعم لا يتذكر ابو داود ماحدث في حادثة خان النص وإدعائه بأن صدام أعدم عزت مصطفى وفليح الجاسم وهو إدعاء غير صحيح صححه له مقدم البرنامج خاصة لإن الحادفة من الحوادف المهمة،كما إنه لم يكن مقنعا في تبرير مساندة الحزب لإجراءات البعث القمعية للمتظاهيرن في خان النص حيث يعرف الجميع إنه كان موقفا خاطئا سببه عدم قراءة الشيوعيين لنوايا صدام الذي سلك مسلكا كان واضحا لاي سياسي بسيط وهو سياسة الإستفراد بالقوى الوطنية الواحدة بعد الأخري( القوميين /افسلاميين /الكرد واخيرا الشيوعيين) إضافة لإصرار القيادة آئنذاك على دعم البعث وإعتباره نظاما تقدميا تماشيا وإنصياعا لموقف الإتحاد السوفياتي،كما إن المتظاهرين كانوا إسلاميين أي رجعيين في نظر الشيوعيين، كان من الأفضل لأبو داود أن يشير الى العلاقة السيئة مع الإسلاميين ومقفهم المؤيد للبعث في 1963 وسوء العلاقة بين الحركات السياسية ، الغريب إنه أنكر في البداية دعم الشيوعيون للبعث ثم أشار الى إنتقاد الحزب لموقفه هذا.

ومن الغريب أن لايستطيع الأمين العام للحزب معرفة العدد التقريبي للمعتقلين من الشيوعيين آئنذاك ولا يعرف العدد التقريبي لشهداء الحزب ،في حين إن السؤال يدخل ضمن توعية الشعب العراقي بتضحيات حزب عريق،السؤال هنا هل يعقل إنه بعد عشر سنوات من العمل العلني لم يحصي الحزب عدد المعتقلين ولاعدد شهداؤه، هل هو الإستهانة بالشهداء أم إنه الإنغماس في الصالونات السياسية .
ومن أشد ما أثار إستغرابي عدم قدرة الأمين العام في تحليل إسلوب الضربة التي وجهها صدام للحزب ولماذا كانت نتائجها أقوي وأشد من ضربة 1963 ،ولماذا إختار صدام طريق القطيعة مع الشيوعيين العراقيين في ذلك الوقت تحديدا.
ألا يعرف أبو داود إن ضرب اليسار في العالم العربي جاء بتخطيط دولي بدأه السادات في منتصف السبعينات والدعم الدولي للحركات الإسلامية وإستغلالها لضرب الشيوعيين (عندما أطلق السادات سراح الإخوان المسلمين لضرب الشيوعيين) وكما حصل قبل ذلك في تشيلي وامريكا اللاتينية بإستخدام العسكر،أليس صعود الإسلاميين في منتصف السبعينيات(مصر –السودان –افغانستان-إيران-العراق) مقابل بدء الضربات الموجعة للشيوعيين مؤشرا للسبب الحقيقي لضرب صدام للشيوعيين.هذا من جانب ومن جانب آخر الا يعرف ابو داود بان ضربة 1978-1979 إستهدفت أولا الخط الوسط في الحزب أي أعضاء اللجان المحلية وتركت القيادة طليقة ومنهم من سافر فعلا عن طريق المطار أثناء إشتداد الأزمة، وبهذا إنقطعت صلة القاعدة بالقيادة لمعرفة صدام ومستشاريه الأميركان إن ضرب الخط الوسط أولا يجعل القاعدة في وضع التيه والحيرة حيث لاتوجد صلة تنظيمية مباشرة بين القاعدة والقيادة خاصة في التنظيمات الشيوعية المعروفة بصرامة التنظيم الحزبي ، وهو ماحصل بالضبط حيث تم إصياد الاعضاء بسهولة بعد أن فقدوا التوجيه، ألا يتذكر كيف كان الكثير من القادة المحليين يبحثون عن مأوي ولايعرفون اين يذهبون ،ألا يعرف ابو داود قصة الشيوعي من القوش الذي جاء الى بغداد يبحث عن مأوي وعندما ياس سلم نفسه للأمن العام وأستشهد تحت التعذيب،ألم يسمع قصص المعتقلين الذين أكدوا إنهم كانوا يشعرون بوجود شخص لايتكلم (وهم معصوبي العينين) ومنهم من أكد انهم أميركان.ألا يعرف ماقاله صدام لرجال الأمن (لاأريد أن يخرج من المعتقل من يتحث عن بطولات،أما يموت أو يعترف)، ألم يسمع بالنكتة العراقية حيث كانوا يسمون الأمن العام مصنع البعث لأن من يدخل به من جهة شيوعيا يخرج من الجهة الأخرى بعثيا .أليس من الغريب إن كل هذا مرتبط ببداية صعود اللبراليون الجدد وإنتعاش دعاة إقتصاد السوق غير المقيد الداعي لإطلاق يد الرأسماليين ثم أعقبها صعود ريغان وتاتشر ،هل يمكن لرجل إقتصادي مثل أبو داود أن يغفل عن الربط المنطقي لكل هذه الأحداث ليصل الى إن ضرب الشيوعين كان موقفا دوليا لكونهم قلب اليسار و لضرب انصار العدل الإجتماعي ليعرف العراقيون حجم تضحيات هذا الحزب المجاهد. هل يعقل أن الشيوعيين العراقيين لم يفكروا بكل هذه الإمور سواء لغرض التحليل أو الإستفادة من الدروس أو على الأقل وفاء للشهداء وتنويرا للعراقيين بقيمة الشهداء والشهادة.ألا يفسر هذا الموقف المجامل للحزب من الأحزاب السياسية الإسلامية التي تعيث فسادا في العراق ولدرجة أكثر بكثير من نوري السعيد الذي دوخه فهد ومع هذا لم نسمع من أي شيوعي قيادي أي إنتقاد للطبقة السياسية مثلما كان يفعل فهد أو سلام عادل.
مايحتاجه الشيوعيون وقيادتهم وعلى الأخص ابو داود أن يختار الخطاب الصادق الذي يحفز العراقيين لدعمهم لا أن يكون نسخة من غيره لدرجة لايستطيع الأمين العام إستغلال فرصة برنامج إسبوعي ليثير إنتباه العراقيين.
واخيرا لم يكن مبررا العصبية التي كان عليها أبو داود وكان عليه ان يحضر جيدا للقاء ويطلع على محاور اللقاء مقدما ويقدم وثائق وصور ويربط الأحداث التاريخية لأنني شعرت به قد حضر اللقاء دون تحضير للرسائل التي يريد إيصالها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس - ليبيا : ما سبب الازدحام الشديد في معبر وازن الذهيبة ا


.. مقتل 11 وفقدان أكثر من 60 بعد غرق قاربي مهاجرين قبالة إيطالي




.. تحذيرات من انهيار السلطة الفلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. تصعيد نووي جديد بين روسيا وحلف شمال الأطلسي | #غرفة_الأخبار




.. السودان.. نازحون يؤدون صلاة العيد بعد فرارهم من الاقتتال بال