الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسوأ الخيارات !!

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2013 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


عندما وقفت الجموع في ميدان المولد وهي تهتف لمرشح الحركة الشعبية إدوارد لينو ( الخرطوم .. وي ياي ) كانت تلك الجموع تهتف حينها من أجل سودان واحد ووطن مكتمل الأضلاع ، وعندما وقفت الجموع تهتف في ذات الميدان لياسر عرمان ( السودان .. وي ياي ) ، كان يراودها ذلك الحلم الجميل والمستحيل أن يصبح السودان ذات يوم وطن يسع الجميع ، لا يشترط في حكامه بياض البشرة أو نعومة الشعر أو من أصحاب المصارين البيض أو يمكن أن نقول المصارين السمر نسبة لعدم وجود مصران أبيض واحد اساساً في السودان ، المهم كانت تلك الجموع تحلم وتتحرى الحلم بسودان حر وديمقراطي ، تتوفر فيه جميع الحريات ، حرية التنظيم وحرية التعبير وحرية الإعتقاد وحرية الإحتجاج وحرية التظاهر وحرية الإنتماء للأحزاب السياسية وحرية النقد وحرية معارضة الحكومة ..

ولكن للأسف الشديد ، أصيبت ذات الجماهير بخيبة أمل كبيرة وبإحباط مبالغ بعد إنتهاء تلك الإنتخابات الأخيرة التي كادت أن تفتح أنفاق الأمل وتضئ مصابيح المستقبل ، بأن يصبح السودان عضواً في نادي البلدان الديمقراطية ، ولكن خاب هذا الأمل عندما أحس حزب المؤتمر الوطني بالخطر الذي سيتهدده من جراء عودة الديمقراطية للبلاد ، فقام بإستلاب هذا الحلم عنوة من كل قلب حالم ، وتصرف وكان الدولة السودانية هي المؤتمر الوطني ، فإستغل كل إمكانات الدولة لتمرير أجندة الإنفصال ، ورسخ كل ترسانته الحربية ، ليتخلص من تلك القوة التي تتهدده كل لحظة وكل ثانية نداً بند وهي قوة الحركة الشعبية لتحرير السودان ومرشحها ياسر عرمان الذي كاد أن يفوز في تلك الإنتخابات لولا إعلان المعارضة الإنسحاب منها نسبة للتزوير الذي طال كل مراحلها بداية بتسجيل الناخبين وإختيار اللجان والدعاية الإنتخابية مروراً بفرز الأصوات وإعلان النتيجة النهائية ، ورغم هذا الإعلان كادت حينها أصوات ياسر عرمان مرشح الرئاسة أن تتجاوز أصوات مرشح المؤتمر الوطني رغم الإرتباط العضوي بين المؤتمر الوطني ومؤسسات الدولة ..

ومن هنا بدأ المؤتمر الوطني في التفكير الجدي في التخلص من هذه القوة التي أصبحت تهدد وجوده كحزب ، فليس من المنطق أن يظل المؤتمر الوطني هو الحزب الاقوى في ظل سودان موحد بعد تلك التجربة التي فضحت القوة الحقيقية للحزب الحاكم ، فكان الإنفصال ، وبعدها كانت تداعيات طرد قطاع الشمال من أراضي الشمال ، وظن حينها الطاردون أن قطاع الشمال سيذهب مع قطاع الجنوب غير مأسوفاً عليه ، وسيذهب قادته ليسترزقوا من قتات الجنوب ، وينسوا قضيتهم المركزية ، وهي أن يصبح السودان وطن ديمقراطي يسع الجميع ، وظنوا أيضاً حينها أن لاقائمة ستقوم لقطاع الشمال بعد أن يذهب الجنوب ، ولكن الحقائق على أرض الواقع أثبتت العكس تماماً ، فقطاع الشمال عندما تم طرده من قبل الحزب الحاكم ومنع من ممارسة العمل السياسي المدني ، لم يكن أمامه خيار سوى الخيار المسلح ، ولم يكن هذا الخيار غريباً عليهم ، فهم أبناء الجيش الشعبي لتحرير السودان ، وهم قادة الحركة الشعبية قبل الإنفصال ، وأجبروا حينها إجباراً لحمل البندقية مجبرين لا أبطال ، وفي تقديرنا هذه الخطوة كانت محتملة تماماً ولا ندري كيف فكر الحزب الحاكم في تلك اللحظة التي قرر فيها طرد قطاع الشمال من الشمال وحظر حزبهم من العمل السياسي ، ولولا هذه العقلية الإقصائية في دولة الإنقاذ لما عانى الشعب السوداني من ويلات الحروب ، والدمار ، والتشرد ، والمجاعات ، ولكن سنظل نرفع الأصوات ونقولها مرات دون كلل أو ملل ، لا أمل في أن ينصلح حال الحزب الحاكم ولا أمل في أن يغير أفكاره الإقصائية ولا أمل في الإصلاح والتغيير في ظل وجوده كحزب يرفض الإعتراف بقومية مؤسسات الدولة ويتعامل وكأن السودان إقطاعية خاصة به كحزب وحده لا شريك له ، ولا خيار أمام الجميع الآن سوى أسوأ الخيارات ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 5.4 مليار دولار تكلفة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة


.. تصاعد الانقسامات السياسية.. حرب غزة لم تنجح في توحيد الصف ال




.. طفلان يختبئان داخل تنورة والدتهما من البرد في غزة


.. كتائب القسام تعلن أن مقاتليها قطعوا إمداد قوات الاحتلال شرق




.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه