الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البابا الراحل كان حليف ريغان في قتل المستضعفين

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2005 / 4 / 19
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


التاريخ سيذكر كارول يوسف فوجتيا الذي أصبح يعرف منذ العام 1978 بإسم يوحنا بولس الثاني منذ أصبح بابا القاتيكان كأشهر شخصية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الرومانية . لقد تعجبت كثيرا من كتاب وسياسيين محسوبين على اليسار يكيلين المدح و الإطراء للبابا الراحل ، ذاكرين " محاسنه و خيراته " !! التي أفاضها على البشر ، وفق قولهم اذكروا محاسن موتاهم . وقد أختير هذا الرجل الذي عاصر النازية و دكتاتورية الحكم في بلده بولندا ، في وقت كانت الأفكار الماركسية اللينية و التحررية تنتشر في الأرض و تتسرب إلى الكنيسة أيضا.
في عهد البابا يوحنا الثالث عشر ، أي قبل هذا البابا ببابوتين ، بدأت ملامح لاهوت التحرير تتبلور في مساندة المظلومين و المستضعفين في العالم ، بالاستفادة من نصوص من الكتاب المقدس يمكن تفسيرها في دعم فكرة لاهوت التحرير . لكن البابا يوحنا بولس الثاني كرس كل جهوده ووعيه ضد لاهوت التحرير ، وأعاد عقارب الساعة إلى وراء صوب الكاثوليكية الأبوية التقليدية التي لا تتورع في استخدام العنف والارهاب ضد المضطَهدين و التحررين في أرجاء العالم.
كان البابا يوحنا بولس الثاني يعتقد أن الشيوعية هي أخطر على الكنيسة من أية ايديولوجية أو حركة أخرى ، وقد عمل بجد و مثابرة منقطعة النظير في دعم كل القوي المعادية للانظمة التي سموها شيوعية ، والشيوعية منها براء. و استفاد من أجواء التذمر عند سكان الكتلة الشرقية ، و احباطات أنظمتها و تحريفيتها .
و قد تحالف البابا الراحل مع الرئيس الأمريكي ريغان في الحرب على لاهوت التحرير و جبهة التحرير الساندينية في نيكاراغوا ، و الكتلة الشرقية . و قد تم توزيع العمل جيدا ضد القوى التقدمية و الإشتراكية و الماركسية اللينينية التي استخدمت الكنيسة و نصوص من الكتاب المقدس، كواجهة في أكثر الأحيان ، في محاربة الملكية الشخصية و المستغِلّين . كانت الكنيسة تحارب دينيا و أخلاقيا ، أي بعبارة أخرى استخدمت الأفيون في تخدير المظلومين ، و بررت دينيا كل جرائم الامبرياليين و عملائهم. و كانت الإدارة الأمريكية الريغانية تستخدم سلاح القتل و الإغتيالات بحق المناضلين في سبيل تحرير الطبقات المحرومة .
و من أبرز الشخصيات التي أغتيلت هو المطران اوسكار روميرو في الالسلفادور عام 1980 من قبل جناح يميني متطرف أثناء خطبة يلقيها في جمهور . و قد امتنع البابا في الدخول في أي نقاش حول هذه الجريمة التي ارتكبها عملاء السي آي أي ، لأكثر من 25 عاما. وقد كان البابا " المحب للفقراء و المظلومين " معجبا بالنموذج الاسباني للفاشية ودورها المقدس في مؤازرة الكنيسة ، و مؤسس كتيبة
Opus Dei
الكاثوليكية السرية المقاتلة ضد التقدميين و لاهوت التحرير. تبادل المنفعة كان واضحا بين الرأسماية و كارول يوسف ، فمقابل كل خدماته كانت الرأسمالية تلمع صورته أمام العالمين للتمهيد لاختياره لتبؤ كرسي البابوية.
و من المفيد أن نذكر للبابا بعض مواقفه المعادية للمظلومين و المساندة لمصاصي الدماء الرأسماليين .. فهو الذي شاطر جياع الهند بؤسهم موجها وعظه الديني المقدس لهم أن ما يعانونه من بؤس و جوع في هذه الدنيا كفيل بالتكفير عن ذنوبهم و خطاياهم في الآخرة، و كأن هؤلاء الجياع شغلهم الشاغل هو ارتكاب الخطايا و الذنوب من قبيل القتل و النهب و السرقة و اغتصاب الأطفال و اللواط . و ثمة مئات الملايين من الكاثوليك قبلوا بالاستغلال طاعة لتعاليم دينهم الذي يكف متفرجا أمام أمراض مثل الأيدز تفتك بالملايين من البشر .
و البابا الراحل وقف ضد تبؤ النساء لمواقع دينية كقسيسات و كرادلة ، فتلك المواقع حكر على الذكور . وقف ضد حقوق المثليين و المثليات ، كما منع البابا استخدام وسائل الوقاية في ممارسة الجنس ، مما أدى إلى نقل أمراض جنسية قاتلة ، و أصابة الكثيرين بها .
لقد كان البابا يوحنا بولس الثاني مثقفا و عالما إذ ألف عشرات الكتب في مجال اللاهوت و الأدب و السياسة ، و حتى الشعر. و كانت ايديولوجيته هي التكامل الذي كان يعني عنده أن الدولة تحكم و الكنيسة ترشد ها و تعظها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ظل


.. الانتخابات الفرنسية كيف تجرى.. وماذا سيحدث؟| #الظهيرة




.. استهدفهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم.. انتشال جثامين 3 أسرى فل


.. حرب غزة.. ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 19




.. إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأدنى