الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأبواب العتيقة للربيع

نصيف الناصري

2013 / 5 / 3
الادب والفن


نترصَّدُ في أحلامنا التي يُضاعف زمنها ، بحثنا عن ذخائر فقيرة ،
برق فجر ما يدلّنا على إشارة الفردوس . الرضا في الأشجار التي
نؤنب فيها أنفسنا على النوم ، شقاء عظيم نتحمَّله في حنيننا الى العالم
الآخر ، وكلّ ما ننسلخ عنه في الطبيعة ، يُنجّينا من المخالب الحادَّة
للزمن ، وإرادتنا تتوثب لإثارة الفعل في ما نسيناه من خبراتنا مع
الآخرين . أشياء كثيرة تُعطى لنا وندمجها بالضلالة المحبوبة لحياتنا .
المسافرون في ألمهم ، يصلون الى أرض العسل بجسارة طائر يحفر
اللحظة بكفنه ويتشمَّم أوجاع فرائصه في الأفاق ، وفي إفساحهم للدموع
والأبواب العتيقة لربيع ما ينتظرهم ، يفرغون رغباتهم من قصر أيّامهم ،
ويعبرون عوائق فظيعة في المرض ، ويقذفون أنفسهم بقوّة في الأرض
التي تفيض عليها سكينة الديمومة .





القرابين العظيمة ...





للناجين من الطوفان ذكريات مُفزعة ولا ينجون من اصطدامهم بنواح
حمامات الرسل . ماضيهم الجريح في مأثوراتهم ومكافحتهم للاعدالة ،
يتنكَّر لهم في سهرهم على شواطىء العالم ، والإهلاك الذي فُرض
عليهم ذبيحة لتطهير الأرض من الأسقام ، ميزان جائر يميلُ مع حكاية
الذين غرقوا في المراكب . أيّام مجزَّأة عاشوها بسمو عظيم وهم يدفعون
الأذى عن إرث آبائهم . إرادة واعية تُنبتهم الى ما اعتقدوا به قبل حدوث
السيل العظيم ، وفي تحالفهم مع صوامع قمحهم ، حافظوا على تقديمهم
للقرابين العظيمة الى آلهتهم التي خفَّضت لهم الفردوس . يزكّينا سفرهم
بين الغرق وبين النجاة من آثامنا ، ويمنحنا امثولة نموذجية في تصدّينا
لمن يجبرنا على الصلاة له بالقوّة .






عمل قويم مرحّب به من الآلهة ...




لإلحاق كارثة بالوقحين والتخلَّص من طائفيتهم ، يمكننا أن نُسعف
الذئب الخؤون في سقمه ونطلقه صوب وميض خناجرهم . تنويههم
بخسائرهم ومفارقتهم للشجاعة البديلة ، نظنّها عورة تدمي رُكبهم
المُتيّبسة ونغتنم الفرصة فيها لننصب الفخاخ لهم . إدامتنا للشرّ ونقيضه
مجابهة دائمة ضدّ الذين يشعروننا بالرهبة ، وكتعبير عن إضعافنا لهم
وللأشياء التي يذبحون بها الحيوان ، ندهن أسرّتهم بذرق ببغاوات القيظ
ونحرّرهم من إنجذابهم الى التحالف مع الأشباح . مصالح شيوخ القبيلة
والمغالطات الكافرة لرجال الدين ، والتجاء السلطة الى القتل المتعمّد ،
أشياء ترجّح كفَّة المتكبّرين وينبغي لنا تفادي النوم على الوسائد في
محاولاتنا القضاء على الكوارث . كلّ صِدام مع القوى الهمجية التي
تحرّك القلاقل ، عمل قويم مُرحّب به من الآلهة ، وأصحاب النزاهة الذين
يحرصون على النفوذ وهم يسرقون حاضرنا وأمننا ، يبذرون بذور
التشاؤم في ندى شمسنا المذعورة .

3 / 5 / 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس


.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي




.. انتظروا لقاء مع أبطال مسلسل دواعي السفر وحوار مع الفنان محمد


.. فاكرين القصيدة دى من فيلم عسكر في المعسكر؟ سليمان عيد حكال




.. حديث السوشال | 1.6 مليون شخص.. مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرت