الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


[ الهندسة التفكيكية ؛ ثورة الإنساني على الأوقليدي و الوظيفي / الحلقة الأولى ]

أيوب بن حكيم

2013 / 5 / 3
الادارة و الاقتصاد


ـ المجال فلسفة العِمارة .

مصطلح "التفكيك /deconstruction مصطلح مداور يقابَلُ بكثير من النقد اللاذع من لدن أغلب العرب ؛ لكونه يحفر في البداهات و يقوض المسلمات لتبقى الدهشة هي الأساس الميتافيزيقي الذي يجعل من العادة لاعادة ؛ ولعل النقدَ القاسي الذي وجهه كل من "عبد الوهاب المسيري" و "طه عبد الرحمان" ـ وهما من هما ـ للجذور الميتافيزيقية التي تنبني عليها الآليات التفكيكية و الاِستراتيجيات التقويضية استطاع أن يقلصَ من شيوع فكرة الهدم demoletion التي بدأ بعض المفكرين العرب يبشرون بها فتحًا جديدا في الفكر العربي المعاصر وعلى رأسهم "علي حرب" و "عبد الفتاح كيليطو" و الجيل الثاني مع "محمد شوقي الزين" و "إبراهيم محمود"، مستغلين جاذبية مفاهيم "ابن سينا" و "ابن عربي" لشرعنة و تأثيل مفاهيمهم متى علمنا أنهم بذلك يحاولون إيجاد تربة خصبة للفكر التفكيكي برده إلى منابت التراث ..إذا كان ما قلناه تحصيل حاصل ؛ فما تأثير الهندسة التفكيكية في فن العمارة الخارجية و المعمار الداخلي ؟ وهل يمكننا بوصفنا ننتمي إلى هُوية شبه منغلقة و متشرنقة أن نقبلَ المفاهيم اللاوظيفية و اللاأوقيليدية التي تتأسس عليها هذه الهندسة المابعدحداثية ؟ ومهما يكن جوابنا ؛ هل العمارة التفكيكية لها خطورة ما للفكر التفكيكي الفلسفي و النقدي ؟ أم أنها تنحصر في جانب التحديث لا مابعد الحداثة ؟ وإذا كانت البنيوية اِخترقتْ أغلب مياديننا الفكرية و اليومية من نقد وشعر ومنهج و فلسفة و مطبخ و إعلام و رقص و سينما و عروض أزياء ..إله، فهل نمتلك التربة الخصبة لنمو التفكيك الهندسي و نظرته إلى الزمن و الفراغ داخل و خارج البنايات؟
حق الجواب إطناب كثير، لكننا سنحاول على أية حال الإجابة المركزة على كل سؤال على حدة معتمدين على اِطلاعنا القاصر في مجال التنظير الهندسي من جهة وملاحظاتنا العيانية لتطور الهندسة في العالم العربي و اِستغلالها للفراغ و الملاء و الزمن ...
مشاركة "جاك دريدا" في مؤتمر "بارك دي لافيت" للعمارة سنة 1982 شكل تحولا جذريا في مفهوم العمارة الخارجية والمعمار الداخلي للمنازل و الإقامات و غيرهما،في ضرب واضح للهندسة الوظيفية البرغماتية ..و استوحى دريدا هذه المفاهيم التقويضية لفن العمارة من التجريدية الروسية المعارضة للشيوعية وكلاهما انتقد المفهوم الأوقليديسي للهندسة و الفراغ ...وتلقف المهندسون الأمريكيون هذا التحول فطفقوا ينقلونه من وجوده النظري إلى الوجود بالفعل، ونحن دون أن نتفطن اليوم نقول "مطبخ أمريكي" للدلالة على نوعية المطابخ التي بدون جدار، بل هناك من بالغ و هندس غرف النوم بدون جدار و جعل الغرف الأخرى هي التي بالجدار في قلب واضح و هدم نيتشوي لمفهوم الإله الميتافيزيقي ..ولدي مئات الصور في هذا الصدد ..ولعل أبرزها شكل "المكتبة الوطنية في سياتل" التي عمل مهندسها على تفكيك مفهوم الفراغ و الملاء في الهندسة الكلاسية، وحول المبنى إلى "تكعيبية بيكاسو" بطريقة أخاذة جدا تعبر عن الإنسان لا عن النسق الذي يتحكم فيه ، ولربما أعظم مبنى في العالم يعبر عن ولوج "الفلسفة التفكيكية" إلى الهندسة الأوقليدية و تقويضها، المبنى الشهير بمدينة براغ التشيكية الذي سماه المتخصصون"المبنى الراقص" ..تحياتي .
الحلقة الثانية :
مخصصة للأسس الميتافيزيقة التي اِنبنت عليها الهندسة التفكيكية في الغرب [أمريكا خصوصا] والتأثير الرهيب الذي مارسته التجريدية الروسية و تفكيكية جاك دريدا ، و لدقائق الآراء في هندسة التفكيك من أمهات مصادر الغرب و الشرق ..مع الإشارة إلى أهم مهندسي التفكيك في العمارة العربية المعاصرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - - كل يوم - يفتح ملف الدعم أيهما أفضل للمواطن العيني


.. النائب أيمن محسب: الدعم النقدي هو الأفضل للفقير والدولة والط




.. كل يوم -د. أحمد غنيم : الدعم النقدي لن يؤدي لمزيد من التضخم


.. د. أحمد غنيم لخالد أبو بكر: كلما تقدمت الدول كلما تحولت من ا




.. كل يوم - د. أحمد غنيم :الدولة تقدم الدعم النقدي لأصحاب المع