الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيضا ..مجزرة من نوع جديد

لؤي حاج بكري

2013 / 5 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بعيدا عن الانفعال والنقاشات الصاخبة في الاوساط السورية ، بعيدا عن الاتهامات المتبادلة بين الموالين والمعارضين ، ثمة معطيات جديدة في عملية الموت المستمرة .
منذ الخامس عشر من آذار وحتى اليوم العديد من الأحداث المرّوعة فوق تلك البقعة المحكومة من أعتى الدكتاتوريات المتبقية ، وإذا كان المجتمع الدولي قد فشل في إيقاف القتل والدمار فإن الخطوط الحمر التي يرسمها بعضهم حول السلاح الكيميائي لا تمثل شيئا على ما يبدو أمام عمليات الذبح الأفظع والأبشع .
ما جرى في البيضا مؤخرا قد يختلف بعض الشيء عما جرى في المذابح المتلاحقة ، ، في الحولة بث إعلام النظام الصور المروعة لذبح الأطفال متهماً المسلحين الارهابيين فيما تداول المعارضين تلك الصور موجهين الاتهام للشبيحة الحاقدين من الطائفة العلوية ،ربما لم يتلمس العالم ادلة دامغة في ظل تبادل الاتهامات ، الصفحات المؤيدة للنظام تتحدث اليوم عن قيام جيش الدفاع الوطني المشكل من المدافعين عن بقاء النظام بمؤازرة قواته العسكرية بعملية تطهير للقرية ، وذلك في أعقاب قيام مجموعة مسلحة بتنفيذ كمين لدورية عسكرية على الطريق العام ، البيضا تلك القرية التي عرفت بمظاهراتها السلمية بداية الأحداث وبالرد الهمجي المتمثل بدخول قوات النظام ورقصهم فوق أجساد شبابها ، من المؤكد أن معظم شبابها المنتفضين إن لم يكن كلهم قد باتوا ضيوفا في معتقلات النظام الذي يقولون بأن دفعات متتالية منهم تقضي تحت التعذيب .
في هذه النقلة الجديدة للمجازر، لا اتهامات متبادلة ، لا اشتباكات ، ما وصل منها صور مريعة على المواقع المؤيدة لعناصر شابة فقط قيل بأنهم الارهابيون الذين تم تطهير القرية منهم ، في تلك المنطقة التي يسيطر عليها النظام بشكل شبه تام نفذت تلك العملية بلا أية إمكانية لتصوير وقائعها غير من منفذيها ، فكيف جرى دخول القرية ومن تم ذبحهم من أطفال ونساء غير الشباب والرجال وكيف تم اختيار الضحايا ؟.
بعيدا عن كل التكهنات والتلميحات الأكثر حدة ،بعيدا عن كل الأفكار المتطرفة لاستهداف قرية سنية صغيرة وسط منطقة علوية يجري الاعداد لجعلها دويلة علوية ، بعيدا عن الأقوال الغاضبة عن التطهير الطائفي وما إلى ذلك ، ما حصل يمثل نقلة جديدة في عملية ذبح سوريين بدون معركة وبدون أية اسلحة كيميائية ومن قبل النظام بدلالة المؤيدين له ، ما حصل يبدو انه بداية جديدة لحملات التطهير التي يدعيها النظام ، تطهيرا ربما يحاول أن يقوم به في كل المناطق التي شهدت حراكا ضدّه على مدار السنتين الماضيتين ، تطهيراً يطال المدنيين العزل بعد محاصرتهم وبعد اعتقال كل من له علاقة بالثورة ، فما هو هذا التطهير ومن يستهدفون بهذا التطهير ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العقلانية والتاريخ في خطاب الياس مرقص - د. محمد الشياب.


.. بمشاركة آلاف المتظاهرين.. مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في صنعاء




.. تركيا تعلن مقتل 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني شمال العرا


.. كرّ وفرّ بين الشرطة الألمانية ومتظاهرين حاولوا اقتحام مصنع ت




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج