الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا زيارة أوباما للمنطقة و بهذه المرحلة؟

فرج الله عبد الحق

2013 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


كان لابد لي كمراقب سياسي و متتبع للأحداث في المنطقة أن يلفت انتباهي زيارة الرئيس أوباما إلى المنطقة لبس كونها زيارة لرئيس دولة عظمى للمنطقة فحسب بل لأن لهذه الزيارة تأثير مباشر على مجريات الأحداث في المنطقة.
لقد كلن لهذه الزيارة هدف معلن و أهداف غير معلنة ففي فلسطين كان الهدف المعلن هو السير في عملية السلام الفلسطيني الإسرائيلي وفي الأردن دعم النظام في الأردن لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي يمر بها،أما في إسرائيل كان الهدف المعلن هو ترميم العلاقة الشخصية بين أوباما و نتنياهو التي تضررت بسبب موقف الأخير أثناء الانتخابات الأمريكية، لكن حسب رأيي كانت هذه الأهداف هي المعلنة، أما الغير معلنة فهي على التالي:
1) زيارة تفقدية للقواعد الأمريكية في إسرائيل.
2) ترتيب البيت الإمبريالي في المنطقة على ضوء الأحداث في سورية.
3) الضغط على الأردن للدخول الفعلي في جبهة الدول المعادية لسورية.
4) التنسيق الكامل بين إسرائيل و أمريكا في مسألة الأنشطة النووية الإيرانية.
5) لا يمكن اعتبار زيارة كيري للعراق إلا حلقة مكملة لزيارة أوباما للمنطقة.
6) إنهاء الخلاف الشكلي بين الصهيونية و الرجعية العربية بحل القضية الفلسطينية كما يبتغون.
سأناقش كل هذه الأهداف على حدا وسأربطها يبعضها البعض.
1) زيارة القواعد الأمريكية.
من الملفت للانتباه أن أول شيء فعله أوباما وبمجرد نزوله أرض المطار هو زيارة قواعد الدرع الصاروخي المنتشرة حول مطار اللد ( بن غوريون )، كذلك زيارة القواعد الأمريكية في صحراء النقب، كان يريد بذلك إرسال للقاصي و الداني ان أمن إسرائيل ذو أهمية كبيرة لأمريكا، هذه الرسالة موجهة للفلسطينيين أولاً ومن ثم للدول العربية الممانعة. كذلك كانت هذه الزيارة رسالة مباشرة إلى كل من إيران و نتنياهو للأول انه هناك قواعد أمريكية يمكن استخدامها في حال تطورت الأمور إلى الحسم العسكري، إما للثاني فهي رسالة مفادها أنه أي أوباما السيد الفعلي على الأرض و أنه على نتنياهو عدم تخطي الخطوط الحمر التي تضعها السياسة الأمريكية في المنطقة، ويأتي هذا التنبيه بعد الصفعة التي تلقاها نتنياهو من أوباما سواء بفشله فرض رومني على قمة الهرم في أمريكا أو بنتائج الانتخابات الإسرائيلية حيث لم يتمكن نتنياهو من إعادة سيطرته على الكنيست كما كان يتأمل وذلك بعد تدخل أوباما رداً على تدخلات نتنياهو في العملية الانتخابية في أمريكا.
2) ترتيب البيت الإمبريالي في ألمنطقة على ضوء الأحداث في سورية.
المخطط الإمبريالي يواجه تعقيدات في عملية تطبيقه على المنطقة جزء منها مرتبط بترتيب البيت الداخلي للقوى المرتبطة بهذا المخطط، أما الجزء الثاني مرتبط باستعداد قوى الممانعة لمواجهة هذا المخطط. حضر أوباما من أجل ترتيب البيت فقام بحركة بهلوانية تم بموجبها اعتذار كاذب من نتنياهو إلى أوردوغان تم بناء عليه تنازل الثاني عن مطالبه التي طالب بها بعد العدوان الوحشي عل أسطول الحرية المتوجه إلى غزة. هكذا لم يعد هناك سبب لإعلان عن أن الطلاق بين تركيا و إسرائيل لم يكن بالثلاثة بل كان طلاق وهمي، وأن الخلاف لا يتعدى حدود خلاف زوجان على طريقة إدارة الأمور.
بهذا ضمنت أمريكا ترابط الجبهة الشمالية والجنوبية في عدوانها على سورية وبقي أمامها تسوية الأوضاع مع الأردن حتى تكتمل كل عناصر المؤامرة
3) الضغط على الأردن للدخول الفعلي في جبهة الدول المعادية لسورية.
لقد كانت الأردن تساعد قوى الردة في سورية بشكل غير مباشر من خلال فتح الحدود لهم لإدخال السلاح و الرجال تحت اسم معونات إنسانية، لكن هذا الدور لم يكن كافي لتغيير ميزان القوى في الجنوب السوري لذلك قام أوباما بفرض تواجد قواعد تدريب و تجهيز لأعداء سورية وإقامة قواعد انطلاق لهم في الأردن، وجعل الأردن نقطة انطلاق لأمريكا في حال دعت الحاجة للهجوم على سورية، لذلك بدئت أمريكا في عملية حشد القوات هناك.
هذا من جانب أما الجانب الأخر فكان ترتيب العلاقة الفلسطينية الأردنية من أجل التقاسم الوظيفي في عملية التسوية القادمة، هذا ما سأبحثه لاحقاً.
4) ) التنسيق الكامل بين إسرائيل و أمريكا في مسألة الأنشطة النووية الإيرانية.
مما لا شك فيه أن إسرائيل لا تريد دول محيطة بها تمتلك تقنيات عالية في أي مجال فما أدراك بالمجال النووي، فهي ترى بالتطور في البرنامج النووي الإيراني كتهديد لتفوقها العلمي على دول المنطقة حتى لو كان هذا البرنامج لأغراض سلمية، لذلك أطلقت العنان لتهديداتها لإيران وقامت بالاستعداد للهجوم عليها متغاضية عن المصالح الأمريكية في المنطقة التي ترى ان الحلول العسكرية هي آخر الحلول، وأنه من الواجب الآن ضرب سورية لكسر محور الممانعة كخطوة أولى من أجل تحجيم إيران. كذلك إن أي تدخل إسرائيلي في الأزمة يحرج أصدقاء أمريكا من الحكام العرب.
5) لا يمكن اعتبار زيارة كيري للعراق إلا حلقة مكملة لزيارة أوباما للمنطقة.
بجانب زيارة أوباما إلى المنطقة قام كيري وزير خارجيته بزيارة إلى بغداد محاولاً إقناع القيادة العراقية دخول الحرب على سورية لكن الحكومة العراقية أصرت على موقفها بعدم التدخل في الشؤون السورية. كان الرد الأمريكي لهذا الرفض هو تحريك النزاع المذهبي بين السنة و الشيعة في العراق كما قامت بالإيعاز إلى موظفيها في القاعدة بالقيام بالتفجيرات المتفرقة بين الآمنين العراقيين.
6) إنهاء الخلاف الشكلي بين الصهيونية و الرجعية العربية بحل القضية الفلسطينية كما يبتغون.
بعد زيارة أوباما إلى المنطقة وقع اتفاقية بين الأردن وفلسطين تتحمل فيها الأردن المسئولية الكاملة للمقدسات الإسلامية و المسيحية في القدس، كذلك قام القادة الإسرائيليين بزيارة إلى الفاتيكان لترتيب أوضاع المقدسات المسيحية في القدس.
بعد هذا قام الأمير حمد بتعديل المبادرة العربية الناتجة عن مؤتمر بيروت متنازلاً عن حق العودة و عن العودة إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967، وقام أبوا مازن بتأكيد هذا بقوله الانسحاب مع تعديلات طفيفة.
كل هذا يشير بأن المخطط الرامي إلى حل الخلاف الشكلي بين الرجعية العربية و الصهيونية العالمية و الذي بدء بزيارة السادات إلى إسرائيل و توقيع اتفاقية كامب ديفيد بدء يأخذ أبعاد جديدة.
المخطط يشمل في هذه المرحلة الأمور التالية:
في القطاع يتم تحميل مصر مسئولية القطاع مع إضافة بعض الأراضي في عملية تبادل متفق عليها، كذلك تقوم مصر بتسليم جزء من شمال غرب سيناء للفلسطينيين كمنطقة تعتبر فلسطينية من أجل تأمين عودة بعض اللاجئين، وذلك بغطاء مسئولية مصر عن القطاع.
أما في الضفة فتقوم إسرائيل بالانسحاب من الضفة باستثناء الكتل الاستيطانية الكبيرة (أريل، عصيون وأدو ميم) تبادل فيها الفلسطينيين بأراضي صحراوية في الجنوب وحول القطاع، ذلك مع الحفاظ على المستوطنات الباقية كأبنية حاهزة لاستيعاب العائدين وتقوم دول الخليج بدفع الأثمان
أما القدس ففي الاتفاقية الأردنية الفلسطينية تتحمل الأردن مسئوليتها في إطار الاتفاقية المبرمة بين الطرفين الأردني و الفلسطيني والتي تباركها إسرائيل، هذه المسئولية تكون على المقدسات الإسلامية و المسيحية أما باقي القدس فتعتبر جزء من الكتل الاستيطانية.
من أجل كل ما سبق يجب علينا رص الصفوف من أجل مواجهة هذه الهجمة الشرسة، وذلك بدعم صمود سورية في وجه الهجمة الامبريالية وتوحيد الصفوف لمواجهة المخطط الرامي لتصفية القضية الفلسطينية.


فرج 3/5/2013









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع