الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة الإستجداء والبكاء

سيومي خليل

2013 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


سيومي خليل
سياسية الإستجداء والبكاء .
-----------------------------------------------
الأغلبية تُمنح سلطات كفيلة بجعلها تمارس التسيير بشكل صارم .إن الخضوع للعملية الديمقراطية ، والمرور عبر صناديق الإقتراع ، وتعيين الوزراء بشكل تشاركي بين الأحزاب المتصدرة لصناديق الإقتراع ... كل هذا يعطي الأغلبية نَفس قوي يجعلها تمارس اختصاصاتها الموكولة لها بشكل صارم ،وقوي ؛ لكن ماذا وقع مع حكومة نصف ملتحية ونصف مهجنة بين يسار ليس بيسار وأحزاب إدارية واضحة التوجه ؟؟؟.

جواب عن السؤال المطروح ، يمكننا تحديد نقطتين ميزتا الحكومة الحالية ؛ نقطة الخطابة * اللسان الطويل *ونقطة الإستجداء، والإستعطاف ،وحتى البكاء أحيانا .

اللسان الطويل *ديال الحكومة *واضح ، وهو أمر مفهوم، فالعملية الديمقراطية تفرض على الأغلبية الدفاع عن نفسها ، وعن القرارات التي تتخذها ،وعما تراه في صالح الوطن ،ويمكنها أن تعتبر أن كل الإنتقادات الموجهة لها ،هي انتقادات تؤكد فكرة المؤامرة ضدها ...لذا هناك ناطق رسمي بإسم الحكومة ، وهناك الوزراء أنفسهم الذين يعرفون كيف يتخلصوا من سهام النقد الموجهة لهم ،وهناك في الأول والأخير رئيس الحكومة عبد الإلاه بنكيران *واللي جوابوا على لسانو*، والذي يعرف كيف يتفادى ضربات المعارضة ...

كل هذا مفهوم ، حتى وإن كانت الحكومة ،في لحظة ما ،اهتمت فقط بالرد على الخصوم والمعارضة ، بل ، أصبحنا نظن أحيانا ، أن هذه الحكومة عملها الدفاع عن أشياء لم تفعلها في وجه من تقول أنهم يتربصون بها .

النقطة الثانية غريبة قليلا ،وهي نقطة لا تليق بحكومة ، تقول، والعهدة عليها ،أنها حكومة منتخبة بشكل ديمقراطي .

حكومة في كل قرار تنوي أن تتخذه ،تشرع في الشكوى من أولائك الذين سيعرقلون قراراتها، وكل مرة تسمي *هاد اللي ما يتسماو * بأسماء عديدة ، وفي الأخير نفهم أن المقصود بهذه التسميات هو الفساد بكل تلاوينه ...

لا حظوا ؛ حكومة إنتخبت لتحارب الفساد ،تشكوى لنا نحن المواطنين البسطاء، أن الفساد سيعرقل قرارتها ... كم أنت جميلة أيتها الحكومة .

تقديم الشكوى قبل القيام بقرار صارم ،يدل على أن الحكومة عاجزة في الأصل، ومنذ البداية عن تحقيق القرار فعليا ، أو أنها بالفعل أمام دراكولا الفساد ، والذي وجدته أقوى منها ، ولم تستطع مجاراة مصه لدماء المغاربة ... إن كلا الأمرين يدلان على فشل الحكومة ؛ فأن تبرر الحكومة فشل بعض من قراراتها بدعوى وجود الفساد هو أمر يعني أنها لا تمارس السياسية وإنما تمارس *ضريب الفال* أو شيء من هذا القبيل .

لقد إستحقت الحكومة الحالية أمر تسيير وتدبيير شؤون البلاد بالحق الديمقراطي ، لكنها في نفس الوقت لم تحقق للمغاربة هدفهم الذي جعلهم ينتخبونها ؛ لقد كان هدفنا جميعا هو ملاحظة نقص في عمل الفساد ، أو على الأقل ملاحظة حصره في أحد الأركان المظلمة ... للأسف هذا لم يقع ، وما زالت دار لقمان على حالها .

الأمر الأغرب ،، والمحير ،والذي ظهر مؤخرا ، هو محاولة التأثير على الناخب المغربي ،بواسطة القدرة على درف الدموع ، فالسياسة أصبحت *مندبة كبيرة * ،وأصبح توقع بكاء أي وزير ، أو أي مستشار ... مثله مثل الجواب عن سؤال شفهي تحت قبة البرلمان .

لقد رأينا دموع المرحوم الناصري وزير العدل السابق ، والتي نظنها كانت صادقة بالفعل ، فمسار الرجل حري بجعلنا نعتقد فيه الصراحة .

وشاهدنا بكاء آخرين ، واحتجاجاتهم، التي يمكن أن نسميها عاطفية ، وليست سياسية ... يمكن أن نعتبر هذا الأمر عادي ، لكنه حين يتحول إلى ثابت، وحين يصبح موضة سياسية حديثة ، كما لاحظنا مع الأزمي ،* اللي كان كيتعصر باش يخرج الدموع *، في مؤتمر شبيبة العادالة والتنمية ، فإن الأمر يدعو لوقفة تأمل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في